صنع البيرة ـ تخصص نادر يدرس في جامعتي برلين وميونيخ – DW – 2010/9/5
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صنع البيرة ـ تخصص نادر يدرس في جامعتي برلين وميونيخ

٥ سبتمبر ٢٠١٠

لا يستهلك الألمان سنويا ما يقارب 10 مليار ليتر من الجعة فحسب، بل إن البيرة الألمانية تكتسب شهرة عالمية نظرا لجودتها العالية. ولتعليم فنون وقواعد أسس صنع البيرة أنشأت كل من جامعتي ميونيخ وبرلين تخصص علمي لهذا الغرض.

https://p.dw.com/p/P2vU
تعتبر البيرة من المشروبات المفضلة لدى الألمان.صورة من: picture-alliance/ dpa

تجلس الطالبة كايان هوي في قاعة المحاضرات رقم ألف ومائة وخمسة عشر في جامعة ميونيخ التقنية، وتستمع رفقة الطلاب الآخرين، وأغلبهم من الذكور، إلى محاضرة تتعلق بميكانيكا الموائع، وبما يحدث في برميل تحضير البيرة أثناء عملية التخمير. الطالبة كايان لم تأت إلى جامعة ميونيخ صدفة. فقد اختارت التخصص الجديد بقناعة بعد كتابة عملها الختامي في الثانوية العامة حول صناعة البيرة البيضاء. "كنت أعرف تماما ما يحتويه هذا التخصص من مواد"، كما تقول الطالبة ذات الأصول الصينية والتي تحمل الجنسية البرتغالية. بعد حصولها على شهادة البيتشلر (البكالوريوس) ترغب الطالبة كايان هوي في إتمام الدراسة والحصول على شهادة الماستر (الماجستير)، بعد ذلك تطمح بنقل خبرات وتقنيات صنع البيرة الألمانية إلى الصين.

تخصص بمواد علمية

Wissenschaftszentrum Weihenstephan der TU München
المركز العلمي لجامعة ميونيخ التقنية في منطقة فاينشتيفان البافارية.صورة من: TU München / Marc Stamm

وقد استفسرت كايان هوي عن المواد التي تدرس في هذا التخصص قبل التقدم بطلب القبول في الجامعة. وهي تحب المواد العلمية بشكل عام ولم ترغب في التخصص في شعبة الكيمياء فقط. "ولحسن الحظ علمت بإمكانية دراسة تخصص تخمير البيرة أثناء إنجاز مشروعي الدراسي للحصول على الثانوية العامة." كون الطالبة الشابة استفسرت عن التخصص والمواد التي تُدرّس فيه، ساعدها على الحصول على مقعد دراسي في الجامعة، خلافا للعديد من الطلاب الآخرين.

وحسب قول كايان يقلل العديد من زملائها الطلاب القيمة العلمية لتخصص التخمير وتكنولوجيا المشروبات، كما تقول كايان هوي. فهم يربطون تقنيات تخمير البيرة بالسُكر والثمالة والقيام بالحفلات، في حين "ندرس العديد من المواد العلمية، كما أن الدراسة ليست سهلة، حيث نقوم بإنجاز عشرة امتحانات كل فصل، خلافا للعديد من التخصصات الأخرى حيث لا يتعدى عدد الاختبارات الخمس"، كما توضح الطالبة الشابة.

من الحرفي إلى المهندس

تعتبر مهنة المخمر من المهن التقليدية التي ظلت لمدة طويلة تُلَقن في مصانع التخمير وبأساليب التعلم بالممارسة، قبل أن تقدم جامعتي برلين التقنية وجامعة ميونيخ التقنية بإحداث تخصص التخمير، نظرا للحجم الهائل من البيرة الذي يتم استهلاكه في ألمانيا، وكذلك كمية التصدير. من جهة أخرى "عرفت تقنيات التخمير تطورات هائلة، جعلت من حرفة المخمر التقليدية تخصصا يحمل خلفية علمية وهندسية"، كما يوضح فرانك يورغن ميتنر، بروفيسور تقنيات التخمير في جامعة برلين التقنية. وحسب تقديره يجلب هذا التخصص العديد من الطلاب الأجانب لكون "دراسة التخمير في ألمانيا أكثر عمقا وترتبط بشكل أكبر بالمجالات التطبيقية مقارنة بالدول الأخرى. لذا يستطيع المهندسون المتخرجون من الجامعات الألمانية من دخول الميدان العملي بسرعة." الإقبال الكبير على تخصص التخمير وتكنولوجيا المشروبات دفع المسؤولين في جامعة برلين لتحديد نسبة القبول في هذا التخصص. أما في ميونيخ فيتم قبول كل المتقدمين لدراسة التخصص.

قواعد صارمة تحدد جودة البيرة الألمانية

بعد نهاية المحاضرة تقف كايان أمام برميل تخمير البيرة في منطقة فاينشتيفان (Weihenstephan) البافارية، حيث يتم إنتاج البيرة المشهورة التي تحمل اسم المنطقة. في هذا المختبر التابع للجامعة يتم تسخين البيرة حتى تصل حرارتها إلى 70 درجة مئوية، قبل أن يتم تبريد المشروب تدريجيا. البراميل الضخمة تحوي حوالي 800 لتر من البيرة ويصل قطرها إلى متر ونصف المتر، ورغم ذلك تعد هذه البراميل أصغر من البراميل المستخدمة في العادة، كما يقول المخمر هانس كولب، وهو يشرح قواعد التخمير الألمانية.

Hopfenbauern rechnen mit geringeren Erträgen
حشيشة الدينار من أهم مكونات البيرة.صورة من: picture alliance / dpa

ويدخل في تكوينات البيرة على الماء حشيشة الدينار، كما يوضح هانس كولب. بعد ذلك تضاف الخميرة. ويمكننا إضافة بعض المواد الأخرى من باب التجريب والاختبار والبحث العلمي.

الطالبة كايان لا تدري ما إذا كانت ستلتزم بهذه القواعد، إذا ما تمكنت من تحقيق حلمها في إنشاء مصنع في الصين. لكنها اختارت إسما للمصنع ولماركة البيرة، كما تقول ضاحكة. "البيرة ستحمل إسمي العائلي، (هوي) فهذا الاسم يمكن للمرء نطقه حتى في حالة الثمالة، إنها فكرة لطيفة حقا."

الكاتب: حسين إنسة / خالد الكوطيط

مراجعة: عبده المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد