وسط دوامة العنف الجديدة بلينكن في زيارة خاطفة للشرق الأوسط – DW – 2023/1/29
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وسط دوامة العنف الجديدة بلينكن في زيارة خاطفة للشرق الأوسط

٢٩ يناير ٢٠٢٣

وسط شكوك في نجاح مسعاه، سيحاول وزير الخارجية الأمريكي في زيارة خاطفة للشرق الأوسط خفض التوتر المتفاقم بين إسرائيل والفلسطينيين. ميدانيا أعلن الجيش الإسرائيلي إحباط هجوم آخر على مستوطنة و"تحييد إرهابي".

https://p.dw.com/p/4Mpwm
صورة من الأرشيف للقاء سابق بين وزير الخارجية الأمريكي وئيس الوزراء الإسرائيلي (25/5/2021)
لم يتوقع خبراء التقتهم وكالة فرانس برس تحقيق تقدم يذكر بشأن قدرة واشنطن على التأثير على مجرى الأحداث، حتى لو أكدت واشنطن مجددا دعمها لحل الدولتين.صورة من: Menahem Kahana/UPI Photo/Imago Images

ساعيا لاستخدام نفوذ الولايات المتحدة لمحاولة خفض حدّة التوتر، يبدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مصر الأحد (29 يناير/ كانون الثاني 2023) جولة خاطفة على دول بالشرق الأوسط وسط تصعيد كبير في أعمال العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وتشهد الأراضي الفلسطينية وإسرائيل تصاعدا في التوتر منذ مقتل 9 فلسطينيين في عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين يوم الخميس الماضي تلاه هجوم مسلح لشاب فلسطيني قرب كنيس يهودي في شرق القدس الجمعة خلف سبعة قتلى وعدة إصابات. 

وكانت الجولة التي ستقود بلينكن بعد القاهرة إلى القدس ورام الله الاثنين والثلاثاء، مقررة منذ فترة طويلة لكنها تتزامن مع تدهور شديد ومفاجئ في الوضع الأمني منذ بضعة أيام.

وأمام الموجة الجديدة من أعمال العنف، يعتزم بلينكن في محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التشديد على ضرورة "اتخاذ تدابير عاجلة لخفض التصعيد"، على ما أكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل الجمعة، بعدما دانت واشنطن الهجوم "المروع" في القدس الشرقية.

وسيشدد بلينكن على "أهمية الحفاظ على الوضع القائم التاريخي" لباحة المسجد الأقصى في القدس الشرقية.

كما ستتناول محادثات بلينكن "اتفاقات ابراهام" التي تم التوصل إليها في 2020 برعاية أميركية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية، ويأمل نتانياهو أن تنضم السعودية إليها.

وتشير زيارة بلينكن لإسرائيل إلى عزم واشنطن على معاودة العلاقات سريعاً مع نتانياهو الذي عاد إلى السلطة على رأس حكومة هي الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل. وكانت علاقات نتانياهو مع إدارة الرئيس الأميركي الديموقراطي جو بايدن متوترة وخصوصا في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني.

غير أن هامش المناورة المتاح لوزير الخارجية يبدو محصورا ضمن حدود الدعوات إلى الهدوء في وقت يبدو النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في طريق مسدود.

ولم يتوقع خبراء التقتهم وكالة فرانس برس تحقيق تقدم يذكر بشأن قدرة واشنطن على التأثير على مجرى الأحداث، حتى لو أكدت واشنطن مجددا دعمها لحل الدولتين.

ولم يعلق الرئيس الفلسطيني محمود عباس على هجوم يوم الجمعة وألقى باللائمة على إسرائيل أمس السبت في تصاعد العنف.

لقاء سابق بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله (25/5/2021)
لم يعلق الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الهجوم قرب الكنيس اليهودي وألقى باللائمة على إسرائيل في تصاعد العنف.صورة من: Alex Brandon/AP Photo/pciture alliance

قضايا أخرى يبحثها بلينكن في مصر

وقد يهيمن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني أيضا على لقاء بلينكن مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي تلعب بلاده تاريخيا دور الوسيط لدى الفلسطينيين.

وإلى جانب النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، سيبحث بلينكن الأحد في القاهرة مجموعة من القضايا الإقليمية ولا سيما ليبيا والسودان.

ومصر هي حليف إستراتيجي للولايات المتحدة، رغم المخاوف التي تبديها واشنطن بشأن وضع حقوق الإنسان والحقوق الأساسية في هذا البلد. وفي هذا السياق، يلتقي بلينكن في القاهرة أطرافا من المجتمع المدني وناشطين حقوقيين، على ما أفادت مسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية باربرا ليف.

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في لقاء مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بالقاهرة (صورة من الأرشيف)
إضافة إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سيبحث بلينكن مع الرئيس المصري قضايا أخرى صورة من: Alex Brandon/AP/dpa/picture alliance

إجراءات ضد "عائلات إرهابيين"

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية اليوم الأحد إغلاق منزل في القدس يعود لعائلة المسلح الفلسطيني الذي قتل سبعة أشخاص قرب كنيس يهودي على مشارف المدينة الجمعة، وذلك بعدما توعد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "برد سريع".

وأعلن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي ليل السبت الأحد اتّخاذ إجراءات لحرمان "عائلات إرهابيّين" من حقوق معيّنة بعد هجومين في القدس الشرقيّة. وفي اجتماع طارئ مساء السبت، اتّخذ مجلس الوزراء المصغّر "سلسلة إجراءات... لجعل الإرهابيّين ومن يدعمهم يدفعون الثمن"، بحسب بيان رسمي. ويذكر النصّ إلغاء الحقّ في الضمان الاجتماعي لـ"عائلات الإرهابيّين الداعمة للإرهاب"، مشيرًا إلى أنّ مجلس الوزراء سيُناقش الأحد مشروع قانون يهدف إلى سحب "بطاقات الهويّة الإسرائيليّة" من هذه الفئة من العائلات.

ويُرجَّح أن تُطبّق الإجراءات في المقام الأوّل على الفلسطينيّين الذين يحملون الجنسيّة الإسرائيليّة (عرب إسرائيل حسب التسمية الإسرائيليّة) والفلسطينيّين الذين لديهم وضع مُقيم في القدس الشرقيّة (جزء من المدينة التي احتلّتها إسرائيل وضمّتها) والذي يمنحهم عددًا من الحقوق والالتزامات.

واستنكر مجلس الوزراء المصغّر مشاهد الابتهاج في مدن فلسطينيّة عدّة عقب إعلان مقتل سبعة أشخاص قرب كنيس يهودي في حيّ استيطاني يهودي في القدس الشرقيّة. كذلك، وافق مجلس الوزراء الأمني على "إجراءات لتعزيز المستوطنات سيجري تقديمها هذا الأسبوع"، وفق البيان الحكومي الذي لم يورد مزيدًا من التفاصيل.

تصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين

دوامة عنف جديدة

وقُتل سبعة إسرائليين إثر تعرضهم لإطلاق نار يوم الجمعة في الهجوم الذي تزامن مع اليوم العالمي لإحياء ذكرى المحرقة، مما أثار استنكارا دوليا وزاد المخاوف من تفاقم العنف المتصاعد بالفعل. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن منفذ الهجوم عند الكنيس تصرف من تلقاء نفسه على ما يبدو وإن الضباط قتلوه بالرصاص أثناء محاولته الفرار من المكان.

وهذا هو أعنف هجوم فلسطيني من نوعه على إسرائيليين في منطقة القدس منذ عام 2008، فيما شن الجيش الإسرائيلي غارات في اليوم نفسه على غزة ردا على إطلاق فصائل فلسطينية صواريخ من القطاع المحاصر. وجاء كلّ ذلك في أعقاب مداهمة إسرائيلية بمدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة يوم الخميس وكانت الأكثر دموية هناك منذ سنوات.

وشهدت القدس الشرقية السبت هجوما جديدا حين فتح فتى فلسطيني عمره 13 عاما النار ما أدى إلى إصابة رجل وابنه بالرصاص.

وفي الوقت ذاته، أطلق فلسطيني رصاصة في مطعم بمدينة أريحا بالضفة الغربية في محاولة أخرى للهجوم مساء السبت، بحسب الجيش الإسرائيلي. وقال الجيش إن الهجوم لم يسفر عن إصابة أي شخص، لكن الشرطة تبحث عن الرجل الذي فر بعد ذلك.

وقُتل شاب فلسطيني اليوم الأحد، بإطلاق نار إسرائيلي في الضفة الغربية التي شهدت عدة هجمات لمستوطنين بحسب ما ذكرته مصادر فلسطينية. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان بأن شابا يبلغ 18 عاما، قُتل برصاص إسرائيلي قرب مستوطنة "كدوميم" المقامة شرق قلقيلية. ومن جهته، ذكر الجيش الإسرائيلي في بيان، أن حارس أمن مستوطنة كدوميم أطلق النار على فلسطيني بدعوى محاولته اقتحام المستوطنة وهو يحمل مسدسا ما أدى إلى مقتله.  
وفي هذه الأثناء قالت مصادر محلية وشهود عيان إن مجهولين يُعتقد أنهم مستوطنون إسرائيليون أحرقوا منزلا وعدة مركبات في قرية ترمسعيا شمال رام الله دون وقوع إصابات.  فيما قال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، إن مستوطنين "ارتكبوا الليلة الماضية 144 اعتداء" في جنوب نابلس شملت تحطيم مركبات والاعتداء على محلات تجارية".

ص.ش/خ.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ)