هل هناك إمكانية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟ – DW – 2010/7/30
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل هناك إمكانية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟

٣٠ يوليو ٢٠١٠

حضر جمهور ضخم مناقشة جرت في برلين بين المفكًرين؛ الفلسطيني سري نسيبة والإسرائيلي مناحيم كلاين حول حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يكون قابلا للتحقيق ويضمن للفلسطينيين المساواة في الحقوق. و شارك الجمهور في النقاش.

https://p.dw.com/p/OXTl
هل حل الدولة الواحدة المخرج لحل الصراع في الشرق الأوسط؟صورة من: AP

على الرغم من اشتداد الحر تزاحم الجمهور على القاعة الكبيرة في مبنى مؤسسة روزا لوكسمبورغ في برلين لمتابعة السجال بين مفكرين من الشرق الأوسط؛ سري نسيبة، مدير جامعة القدس الشرقية، ومناحيم كلاين المستشرق والخبير السياسي من جامعة بار إيلان في تل أبيب. ودار النقاش بين الاثنين حول الوضع المتأزم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإمكانية حل الصراع بين الشعبين ورسم مستقبلهما. وتم التركيز لدى ذلك على حل الدولتين. لكن هذا الحل لم يعد خيارا محتملا في نظر سري نسيبة، لأن سياسة الاستيطان الإسرائيلية، كما يقول" تجعل من المستحيل إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، تكون متماسكة الأرض وقادرة على الحياة".وكان نسيبة قد سعى قبلا ولفترة طويلة إلى جانب ياسر عرفات من أجل تأسيس دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.

دولتان أم دولة واحدة؟

قال نسيبة في برلين: "لن يتحقق حل الدولتين، ولم يعد بيدنا الخيار بين دولة أو دولتين أو شعبين، فنحن نعيش اليوم واقعا ثنائي القومية." وأضاف القول " على أرض الواقع تقوم في الشرق الأوسط دولة يهودية عنصرية من البحر المتوسط إلى الأردن، لا يكاد يتمتع فيها الفلسطينيون بأي حقوق. ويسري هذا أيضا على الفلسطينيين الذين يعيشون في دولة إسرائيل ويحملون الجنسية الإسرائيلية، فهؤلاء، كما يقول، ليسوا متساوين إلا من حيث الشكل، لكنهم في الواقع مظلومين قانونيا وسياسيا واقتصاديا "فالدولة اليهودية تمارس على الفلسطينيين حكما عنصريا يقوم على الحاجة إلى الأمان."

ويحكم مناحيم كلاين على الواقع بشكل مماثل، وهو لا يريد استخدام عبارة الفصل العنصري، إلا أنه يؤكد على أن الفلسطينيين لا يتمتعون بأي حقوق قومية أو سياسية في ظل الحكم الإسرائيلي. وكان كلاين قد شارك كمستشار للحكومة الإسرائيلية في محادثات أسلو المتعددة الأطراف للسلام في الشرق الأوسط.

"اسراتيجية العنف ضد الفلسطينيين مكتوب لها الفشل"

Wie geht es weiter in Nahost?
الجمهور يصغي لآراء المفكرين الفلسطيني والإسرائيلي ويشارك في الحوارصورة من: Rosa-Luxemburg-Stiftung

ويتابع مناحيم كلاين قائلاً: خلال عشر سنوات على أكثر تقدير سيشكل الفلسطينيون الأكثرية بين البحر المتوسط ونهر الأردن، وبالتالي يزداد إلحاح السؤال: كيف سيتمكنون من الحصول على حقوقهم. ويعتبر مناحيم كلاين هذا السؤال وجودياً ليس للفلسطينيين فقط وإنما للإسرائيليين أيضا، ويقول إن إسرائيل تتبع في الوقت الحاضر إستراتيجية الاستمرار في حكم الفلسطينيين بالعنف إلى أن يستسلموا لقدرهم ويقبلوا الحكم الإسرائيلي، لكن هذه الإستراتيجية، كما يضيف، ليست قادرة على تحقيق هدفها، وستؤدي إلى انفجار الوضع، وكلما تأخر الوصول إلى حل، سيرتفع الثمن الذي سيضطر كلا الشعبين إلى دفعه. ومع ذلك يتمسك الباحث الإسرائيلي بحل الدولتين، معبرا عن قناعته بأن الأرض ستقسم يوماً ما بين الشعبين وفق قرار الأمم المتحدة عام 1947، والسؤال الأهم برأيه هو مدى العذاب الذي يتحمله الشعبان حتى ذلك الحين.

غير أن ساري نسيبة خالفه الرأي قائلاً " إنسَ حل الدولتين، فهو ليس مقدسا" ودعا إلى التفكير بأشكال أخرى من التعايش بين الشعبين من ذلك مثلا ، إقامة اتحاد كونفديرالي بين مناطق أو مدن ذات حكم ذاتي . ومن الاحتمالات الأخرى كما يقول نسيبة، توسيع حقوق الفلسطينيين تحت الحكم الإسرائيلي بشكل تدريجي إلى أن يتوصلوا إلى المساواة السياسية والاقتصادية مع الإسرائيليين، ويشير إلى أنه سمع مؤخراً اقتراحات مماثلة من جانب اليمين الإسرائيلي.

مساواة الفلسطينيين في دولة عبرية؟

Blick auf Ost Jerusalem
القدس في صلب الصراعصورة من: picture-alliance/ dpa

وبالفعل علت في إسرائيل في الأسابيع والأشهر الأخيرة أصوات متزايدة تنادي بالتخلي نهائيا عن تقسيم البلاد، وأن يمنح الفلسطينيون داخل دولة يهودية حقوقا تزداد بالتدريج إلى أن يحصلوا على الجنسية الإسرائيلية. وكان من أوائل الذين طلعوا بهذه الفكرة إلى العلن، موشيه آرينز، وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، ورئيس الكنيست السابق رويفن رفلين، والإثنان من الليكود. وفي هذه الأثناء انضم إلى هذه الفكرة ممثلون لحركة الاستيطان وحاخامات قوميون متشددون.

لكن الناشط السلمي الإسرائيلي والصحفي أوري أفنيري يحذر من هذه الفكرة، ويقول في تعليقه الأسبوعي: "التخلي عن حل الدولتين سيؤدي إلى الضم النهائي للضفة الغربية والفصل النهائي لقطاع غزة، وستنشأ في النهاية دولة يهودية بين البحر المتوسط والأردن، تكون وحدها هي التي تقرر ما إذا كان الفلسطينيون يحصلون على حقوق أم لا".

"الحل الوحيد في إقامة دولة فلسطينية"

سري نسيبة لم يتأثر بهذا التحذير، فالدولة الفلسطينية بحسب رأيه ليست هدفاً بحد ذاتها وإنما أداة تمكن الفلسطينيين من ضمان حقوقهم الإنسانية ويقول: " إنه لا يرى مشكلة في الأخذ بأنماط أخرى إذا كانت توصل الى تحقيق هذا الهدف.

لكن مناحيم كلاين يحذر من الأوهام ويقول إن الشعب الإسرائيلي ليس مستعدا لإرجاع عجلة التاريخ إلى الوراء والتخلي عن دولة قومية يهودية، وصراع الشرق الوسط لا يمكن حله داخل حلقة مفرغة، إنما على أساس الحقائق القائمة، لهذا "يكمن الحل الوحيد في إقامة دولة فلسطينية تتماشى مع حاجات الشعبين".

أما الجمهور فلم يكن أكثر اتفاقا في الرأي، فقد أعربت ناشطة سلمية إسرائيلية من الحضور عن قناعة توصلت إليها من خلال الحوار، بأن حل الدولتين ليس ممكناً على الإطلاق ومن الصعب فك الارتباط بين شعبين يعيشان جنباً إلى جنب بشكل وثيق، وعلاوة على ذلك فإن حل الدولتين سيرسخ العداوة المتبادلة، ولا يمكن تجاوز التفرقة و مشاعر العداء إلا في ظل دولة واحدة يتمتع فيها كافة المواطنين بنفس الحقوق.

بيتينا ماركس/ ميسون ملحم

مراجعة:منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد