موسكو تطلق صاروخا في مدار الأرض وتثير انتقادات ومخاوف غربية – DW – 2021/11/16
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

موسكو تطلق صاروخا في مدار الأرض وتثير انتقادات ومخاوف غربية

١٦ نوفمبر ٢٠٢١

أقرت روسيا باختبار صاروخ دمر أحد أقدم أقمارها الصناعية في مدار الأرض، واصفة الاتهامات الأمريكية بالـ"خبيثة". واشنطن تهدد بالرد على هذا "العمل غير المسؤول". والناتو يعتبر أن الخطوة الروسية تثبت أن موسكو تطور أسلحة جديدة.

https://p.dw.com/p/434gS
صاروخ روسي أطلق من كازاخستان في ابريل الماضي (أرشيف)
صاروخ روسي أطلق من كازاخستان في ابريل الماضي (أرشيف)صورة من: Roscosmos Space Agency/AP/dpa/picture alliance

بعد التزام الصمت، اعترفت وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلاثاء (16 نوفمبر/تشرين ثان 2021) باختبار صاروخ دمر أحد أقدم أقمارها الصناعية في مدار الأرض من العهد السوفياتي.

وقالت الوزارة بأنها  أجرت "بنجاح تجربة دمر بنتيجتها الجسم الفضائي تسيلينا-د الموضوع في المدار منذ 1982 وهو غير نشط" ، بدون أن توضح السلاح المستخدم في العملية. ووصف الوزير سيرغي شويغو التجربة بأنها "جوهرة".

ونددت الوزارة الروسية بالاتهامات الأمريكية "الخبيثة" بشأن مخاطر الحطام، وأكدت في بيان أن "الولايات المتحدة على يقين بأن أجزاء الحطام هذه (...) لن تشكل أي خطر".

وقالت الولايات المتحدة أن التجربة ولّدت "سحابة" من قطع الحطام يمكن أن تهدد سلامة طاقم محطة الفضاء الدولية وأن تشكل خطرا على العديد من الأقمار الصناعية.

 وذكرت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أن روّاد الفضاء السبعة على متن المحطة، وهم أربعة أمريكيين وألماني وروسيان، اضطرّوا للجوء إلى مركباتهم الملتحمة بالمحطّة استعداداً لاحتمال عملية إجلاء طارئة.

وقال رئيس وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" بيل نيلسون أعلن الإثنين "صدمني هذا العمل غير المسؤول والمزعزع للاستقرار" الذي يشكل خطرا أيضا على المحطة الفضائية الصينية.

من جانبه حذّر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من أنّ قطع الحطام "ستهدّد الآن ولعقود" الأنشطة الفضائية، مؤكدا أن بلاده "ستعمل" مع حلفائها للرد على هذا "العمل غير المسؤول".

وأعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية أن " الفضاء ملك مشترك  ... مخربو الفضاء يتحملون مسؤولية فادحة بتوليدهم حطاما يثير تلوثا ويشكل خطرا على رواد الفضاء التابعين لنا وأقمارنا الصناعية".

وأحيت التجربة الروسية المخاوف من تحوّل الفضاء إلى ساحة حرب بين القوى الكبرى المتعطشة لاختبار وسائل تكنولوجية عسكرية جديدة.

وندد الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ بـ"عمل غير مسؤول" يثبت من جانب آخر أن روسيا تطور أسلحة جديدة قادرة على تدمير أنظمة اتصالات وملاحة أرضية أو أنظمة إنذار مضادة للصواريخ في الفضاء.

وسبق أن أجرت ثلاث دول فقط هي الولايات المتحدة  والصين والهند مثل هذه التجارب على استهداف قمر صناعيّ، فيما كانت موسكو تشدد على أنها تكافح أي محاولة لعسكرة الفضاء.

وبدوره، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة بـ"تجاهل اقتراحات روسيا والصين من أجل اتفاق دولي لمنع سباق تسلح في الفضاء".

وقال إن الأمريكيين "استحدثوا في 2020 قيادة فضائية واعتمدوا استراتيجية من أهدافها فرض هيمنة عسكرية في الكون" متهما البنتاغون بالإعداد لوضع أنظمة مضادة للصواريخ في المدار.

الفرق بين إطلاق صواريخ الفضاء وهبوطها

وولّد إطلاق الصاروخ الإثنين كمية كبيرة من الحطام تهدد آلاف الأقمار الصناعية التي تعتمد عليها الدول في العديد من الأنشطة مثل الاتصالات وتحديد المواقع وغيرهما.

والقدرة على تدمير أقمار صناعية تابعة لدول أخرى أو على شن هجمات من الفضاء، يمكن أن تشكل ميزة عسكرية إستراتيجية، لكن تطوير مثل هذه القدرات يهدد بإثارة سباق تسلح لا يمكن التكهن بعواقبه.

وقطاع الفضاء المدني هو من المجالات القليلة التي تشهد تعاونا هادئا نسبيا بين الأمريكيين والروس فيما يتواجهون بشدة في العديد من الملفات الدولية.

غير أن نقاط توتر ظهرت في السنوات الأخيرة نتيجة الخلافات الجيوسياسية على الأرض، فيما تؤكد موسكو وبكين عزمهما على تعزيز التعاون بينهما في الفضاء بمواجهة محور من القوى الغربية.

وفي ظل نقاط التوتر هذه، أعلنت وكالة الفضاء الروسية الثلاثاء أنها لا تزال تأمل في أن تبذل "جهود مشتركة من جميع القوى الفضائية" من أجل "ضمان تعايش آمن إلى أقصى حد ممكن" في الفضاء.

ع.ج.م/ع.ش (أ ف ب)