منتدى DW.. لماذا لا تحظى موضوعات حساسة بتغطية إعلامية كافية؟ – DW – 2023/6/21
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

منتدى DW.. لماذا لا تحظى موضوعات حساسة بتغطية إعلامية كافية؟

٢١ يونيو ٢٠٢٣

خلال النسخة الـ16 من منتدى الإعلام الذي تنظمه (DW) أقيمت ندوة حول بعض الموضوعات الحساسة التي لا تحظى بتغطية إعلامية كافية. وناقش فريق من الخبراء خلال الندوة تقريراً يتناول بعضا منها والأسباب التي تحول دون الاهتمام بها.

https://p.dw.com/p/4SnbN
المدير العام لمؤسسة دويتشه فيله بيتر ليمبورغ أثناء افتتاحه لمنتدى الإعلام في نسخته الـ16.
شهدت النسخة الـ16 من منتدى الإعلام الذي تنظمه مؤسسة (DW) إقامة عدة فعاليات منها ندوة حول عدم تناول وسائل الإعلام لبعض القضايا الحساسة. صورة من: Ronka Oberhammer/DW

على هامش المنتدى الدولي للإعلام والذي تنظمه مؤسسة دويتشه فيله (DW) في مدينة بون الألمانية، أقيمت ندوة حوارية بعنوان "فضح الإهمال المتعمد لتغطية أخبار وموضوعات حساسة".

أدار الندوة الدكتور هكتور هاركورتر أستاذ علوم الاتصال والمشارك في المشروع. تناول الحضور بالنقاش تقريراً أنتجه "مشروع المراقبة" والذي تشرف عليه جامعة "بون راين سيج" للعلوم التطبيقية ويشارك فيه عدد من أساتذة الإعلام والصحافة والباحثين والمتخصصين في الشؤون السياسية الدولية.

وتقوم فكرة "مشروع المراقبة" على متابعة ما يُنشر في الإعلام الدولي من تغطيات تتناول عدداً من الموضوعات الحساسية ومدى قوة وعمق هذه التغطيات وما إذا كانت بالفعل على مستوى الحدث أم لا وما هي أسباب عدم تغطية هذه الموضوعات بما يتناسب مع أهميتها.

موضوعات سقطت سهواً أو عمداً من التغطية

خلال الندوة، عرض بعض المشاركين في المشروع أمثلة لتلك الموضوعات والتي تم اختيارها من جانب لجنة تحكيم دولية، ومنها موضوع تحت عنوان "كيماويات باقية إلى الأبد" ويتناول قصة عن تلوث مياه الأمطار بمواد كيميائية شديدة الخطورة لا تتحلل إلا بعد قرون وتسبب الكثير من الأمراض والضرر للإنسان والحيوان والنبات.

وقال فريق العمل إن هذه القصة على مدى أهميتها وانتشار الضرر الناجم عن هذا التلوث في عدد غير قليل من دول العالم إلا أنها لم تحصل على تغطية ملائمة إلا في صحيفة وول ستريت جورنال وشبكة سي ان بي سي الأمريكية فيما تجاهلتها وسائل إعلامية أخرى.

وأشار الفريق البحثي أيضاً إلى موضوع آخر وهو مخاطر الذكاء الاصطناعي على الوظائف. وبحسب التقرير الصادر عن المشروع والذي عرض الفريق البحثي نتائجه خلال الندوة فإنه على الرغم من أن قضية تطور الذكاء الاصطناعي مثارة على مستوى دولي فيما يتعلق بأمن المعلومات وتنظيم العمل في هذا القطاع الحيوي.

الدكتور هكتور هاركورتر أستاذ علوم الاتصال والمشارك في المشروع.
عرض بعض المشاركين في المشروع أهم الموضوعات التي لم تحظ بتناول إعلامي مناسبصورة من: privat

إلا أن التقرير يشير إلى أن مسألة تأثير الذكاء الاصطناعي بالسلب على عدد الوظائف المتاحة للبشر لا تحظى بتغطية كافية رغم ما يمكن أن ينتج من مشكلات اقتصادية واجتماعية نتيجة فقدان آلاف الأشخاص وظائف ومصادر دخلهم بسبب ميل الشركات والمؤسسات إلى خفض النفقات وتقليل التكلفة الناتجة عن تشغيل العنصر البشري.

برنامج بيغاسوس وقضايا بيئوية

ومن ضمن الموضوعات الهامة التي يرى الباحثون أنها لم تحصل على قدر كاف من التغطية قضية مقتل ناشطين بيئيين وصحافيين متخصصين في البيئة حول العالم.

وكشفت التقارير المستقلة في خريف 2022 أنه بين عامي 2012 و2021 ، قُتل ما لا يقل عن 1733 ناشطًا بيئيًا - وهو ما يصل في المتوسط إلى قتيل واحد كل يومين على مدار عشر سنوات.

ويشير الباحثون إلى أن هذا الرقم المأخوذ من دراسة منظمة جلوبال ويتنس "يكاد يكون أقل من الواقع" لأن "الصراع والقيود المفروضة على حرية الصحافة والمجتمع المدني والافتقار إلى المراقبة المستقلة للهجمات على المدافعين عن البيئة يمكن أن تؤدي إلى نقص في التغطية الصحافية" ، كما أشارت جلوبال ويتنس.

التقرير أشار أيضاً إلى موضوع آخر وهو برنامج بيغاسوس الذي أثار جدلاً كبيراً حول العالم والذي أنتجته شركة NSO الإسرائيلية وكان الهدف منه هو تتبع الأنشطة الإرهابية حول العالم من خلال الحكومات دون التعرض لأمن وسلامة الأشخاص العاديين، لكنه وجد سبيله إلى أيدي حكومات قمعية استخدمته لملاحقة المعارضين والصحفيين ما يهدد أمن وحياة الكثيرين منهم حالياً.

ويقول التقرير إنه على الرغم من التهديد الخطير الذي يمثله البرنامج على الديمقراطيات الليبرالية والمعارضين في الدول الاستبدادية، إلا أن بيغاسوس وبرامج التجسس ذات الصلة لم تحصل على تغطية مستمرة من قبل وسائل الإعلام العالمية وتم التوقف عن تغطية القضية بعد فترة قصيرة.

أسباب ذاتية أيضا

وخلال الندوة النقاشية قال فريق الباحثين في مبادرة "مشروع المراقبة" إن من أهم أسباب عدم تغطية هذه الموضوعات بالشكل المناسب هو أن الكثير من وسائل الإعلام تفتقر إلى العدد الكافي من الصحافيين المتخصصين في مثل هذه القضايا.

ومن بين الأسباب أيضا أنّ المؤسسات الصحفية تختلف أولوياتها من وقت لآخر، إضافة إلى أن بعض هذه الموضوعات قد لايمثل عنصر جذب للقراء ولا يحصل على قدر مناسب من اهتمامهم سواء لتعقيد القضية أو بسبب طبيعة الكتابة الصحفية التي قد تكون جافة في بعض الأحيان.

وأضاف الخبراء إلى أن هناك بعض المعوقات التي قد تظهر خلال التغطيات الصحافية مثل الدور الذي تلعبه بعض الشركات الدولية الكبرى التي تخرج نواتج أنشطتها الصناعية إلى البيئة وتسبب ضرراً شديداً للمناخ. ويختم هؤلاء بأن قوة الشركات العملاقة تكفي لتقليل الأثر الناجم عن التغطيات الصحفية المتعلقة بهذا الأمر.

عماد حسن

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات