من سيقطف ثمرة الانسحاب من غزة؟ – DW – 2005/7/18
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

من سيقطف ثمرة الانسحاب من غزة؟

يشهد قطاع غزة توترا كبيرا على الصعيد الأمني قبل شهر واحد من الانسحاب الإسرائيلي المزمع. اشتباكات دامية بين الشرطة الفلسطينية وناشطي حماس، وإسرائيل تهدد باجتياح بري إذا لم يتوقف الفلسطينيون عن استهداف المستوطنات بالصواريخ

https://p.dw.com/p/6vbF
تحركات عسكرية اسرائيلية على مشارف غزةصورة من: AP

قبل شهر من تنفيذ خطة الانسحاب الإسرائيلية بدأت معركة قطف ثمارها. فكافة الأطراف تسعى إلى استثمار الانسحاب وتأويله لمصلحتها: حركة حماس كثفت هجماتها الصاروخية على المستوطنات لإحراج إسرائيل عسكرياً، وبالتالي إحراز نجاح سياسي شبيه بالذي أحرزه حزب الله بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، إسرائيل بدورها ترفض الانسحاب تحت نيران فلسطينية، وتسعى إلى تصفية أكبر عدد من ناشطي المقاومة الإسلامية قبل الخروج من غزة، أما السلطة الفلسطينية فتحاول إثبات قوتها وبسط سيطرتها على الفصائل الفلسطينية كافة لتكسب رصيدا سياسيا.

الوضع الميداني

Israelische Siedlung in Gaza
وردية عسكرية في احدى مستوطنات غزةصورة من: AP

لليوم الخامس على التوالي تواصل حركة حماس قصفها للمستوطنات الإسرائيلية في غزة، ومنذ مساء السبت سقطت تسعة صواريخ فلسطينية في جنوب إسرائيل في حين سقطت 15 قذيفة هاون في مستوطنات غوش قطيف في قطاع غزة كما أطلق الفلسطينيون خمس قذائف مضادة للدبابات، أدت القذائف إلى مقتل شخص على الأقل وإصابة العديد. سبق هذا القصف المكثف عملية انتحارية في ناتانيا أدت إلى مصرع 6 أشخاص إضافة إلى عدد من الإصابات.

في نفس الوقت واصلت إسرائيل غارتها على قطاع غزة، أدت إلى سقوط ثمانية من ناشطي حماس. وقد اغتالت إسرائيل صباح اليوم الأحد ناشطا في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في خان يونس جنوب قطاع غزة اثر عملية قنص من برج عسكري إسرائيلي. وعلى نفس الصعيد هددت إسرائيل بتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة في حال لم يتوقف الفلسطينيون عن إطلاق الصواريخ باتجاه المستوطنات الإسرائيلية. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون أمام صحافيين "لقد التقيت مسئولي الدفاع وكررت لهم القول انه ليس هناك أي ضوابط أمام العمليات لوقف استهداف" المدن الإسرائيلية.

Israel droht mit Großoffensive
تحركات عسكرية اسرائيلية على مشارف غزةصورة من: AP

من جهتها حذرت السلطة الفلسطينية من شن أي هجوم بري على قطاع غزة في الساعات المقبلة كما تهدد إسرائيل. وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين "ننظر بخطورة بالغة للتهديدات الإسرائيلية باقتحام قطاع غزة خلال الساعات المقبلة". وأضاف عريقات "إذا ما قامت إسرائيل بتنفيذ هذا الاعتداء فسيكون لهذا نتائج كارثية على فك الارتباط من قطاع غزة الذي تريده إسرائيل انسحابا منظما وسلميا". وأكد عريقات أن هذه الممارسات الإسرائيلية تهدف إلى تدمير جهود السلطة الفلسطينية المبذولة لتكريس سيادة القانون وترتيب النظام العام وترسيخ التعددية السياسية والابتعاد عن تعدد السلطات.

صدامات فلسطينية داخلية

الأحداث الأخيرة جاءت لتنهي هدنة اتفقت عليها الفصائل الفلسطينية المختلفة في اجتماع القاهرة، وكان من المفترض أن تستمر حتى نهاية العام الحالي. وأدت الخروقات الأمنية إلى اشتباكات فلسطينية داخلية فقد أعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية ان عناصر من حركة المقاومة حماس أطلقوا النار فجر الأحد على مركز للشرطة الفلسطينية شرق مدينة غزة. واتهمت وزارة الداخلية الفلسطينية حماس بأنها تسعى لاستدراج "ردود فعل إسرائيلية وتقوم بقصف استعراضي". وقالت الوزارة في بيان "إن حركة حماس تصر بشكل يثير علامات استفهام كثيرة على التمادي في الغي والسعي لاستدراج ردود فعل إسرائيلية".

Schwere Gefechte im Gaza-Streifen
صدامات دامية بين الشرطة وناشطين من حماسصورة من: AP

وكانت اشتباكات وقعت الخميس والجمعة الماضيين بين السلطة الفلسطينية وحماس على خلفية إصرار الحركة على استمرار إطلاق الصواريخ فيما تطالب السلطة الفلسطينية بوقفها. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل فلسطينيين اثنين وإصابة خمسة وعشرين آخرين. من ناحية أخرى بدأت السلطة الفلسطينية في نزع أعلام الفصائل المنتشرة في شوارع غزة في محاولة لجعل العلم الفلسطيني وحده الذي يرفرف على الأرض. لكن توقيت هذا الإجراء زاد من حدة التوترات مع حركة المقاومة الإسلامية حماس التي طالما كانت لعلمها الأخضر الصدارة في الكثير من أحياء غزة. وأصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس قرارا بتقديم كل من يشتبك مع قوات الأمن إلى المحاكمة.

تحركات سياسية للاحتواء

Schwere Gefechte im Gaza-Streifen
عربة تابعة للشرطة الفلسطينية تحترقصورة من: AP

وفي غضون ذلك تسارعت التحركات الدبلوماسية للحفاظ على الهدنة وتهدئة الأوضاع الأمنية، فقد أجرت السلطة الفلسطينية خلال الساعات الماضية اتصالات مع عدد من الدول منها الولايات المتحدة وواشنطن وروسيا إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة من اجل التدخل لوقف التصعيد الإسرائيلي، كما أفاد صائب عريقات. ورتبت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس لزيارة لم يتحدد موعدها بعد لإسرائيل والأراضي الفلسطينية هذا الأسبوع لإبقاء عملية الانسحاب من غزة على مسارها. والتي ترى واشنطن أن تنفيذها قد يؤدي إلى إحياء محادثات السلام.

وللمساهمة في احتواء الأزمة الداخلية بين السلطة وحماس وصل إلى مدينة غزة ظهر الأحد وفد امني مصري برئاسة مساعد مدير المخابرات العامة المصرية اللواء مصطفى البحيري. ويلتقي الوفد المصري قيادات السلطة الفلسطينية بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أن يلتقي مساء وفدا من قيادة حركة حماس.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد