معاناة مضاعفة لأطفال الصومال من ذوي الاحتياجات الخاصة – DW – 2011/9/23
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

معاناة مضاعفة لأطفال الصومال من ذوي الاحتياجات الخاصة

٢٣ سبتمبر ٢٠١١

يعاني الأطفال المعاقون بالصومال من مشاكل كأمثالهم في بقية أنحاء العالم، غير أن الظروف القاسية التي يعيشها هذا البلد تجعل الطفل المعاق يواجه تحديات تفوق الخيال. مؤخرا أسس مركز خصيصا لهذا الغرض قد يخفف من وطأة المعاناة.

https://p.dw.com/p/12cGh
صورة من: Abdulkadir Fodey

يفتقد الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في الصومال، وخصوصا المكفوفين منهم للرعاية الطبية والاجتماعية نظرا لافتقار هذا البلد لمؤسسات حكومية أو أهلية ترعى هذه الفئة التي يهددها التهميش والهشاشة. ولسد هذا النقص تأسس مؤخرا مركز خاص بمقديشو يعنى بالمكفوفين وإن كانت إمكانياته ضعيفة. فالأطفال الذين يرتادونه لا يملكون حتى الكراسي للجلوس ويفترشون الأرض لضيق ذات اليد.

ورغم ذلك فإن المكفوفين من الأطفال الذين تمكنوا من الحصول على مكان في هذه المؤسسة يشعرون بالسعادة، ففرصة تعلم القراءة والكتابة بطريقة "براي" غير متاحة في كل مكان في الصومال. ويقدم المركز الدروس في شقة صغيرة تم استئجارها بفضل تبرعات الجالية الصومالية في الخارج. دويتشه فيله التقت بعض هؤلاء الأطفال ووقفت عن كتب عند معاناتهم.

التطلع إلى مستقبل أفضل

Flash Galerie Kinder mit Behinderung Somalia
إمكانيات المركز متواضعة ولا يملك حتى كراسي الجلوسصورة من: Abdulkadir Fodey

"أدرس كل شيء في هذا المركز وأشعر بسعادة بالغة" هكذا وصفت أمل عبد الله (13 عاما) إحساسها وهي تتعلم في المركز، وأضافت وهي تكتب بعض المفردات من اللغة الصومالية بطريقة براي "إن المركز يساعدنا على كيفية التعامل مع المجتمع لكوننا مكفوفين". وتروي أمل كيف كانت حياتها قبل الانضمام إلى المركز قائلة "كان الأطفال في قريتي يهينونني بسبب إعاقتي، ولم أكن لأتصور أنني سأدرس يوما. أمنيتي أن أتمكن بدوري في مساعدة المكفوفين في المستقبل".

ومن المستفيدين من المركز أيضا، أيوب مختار البالغ من العمر عشر سنوات والذي بات قادرا، بفضل ما تعلمه في المركز، علي التنقل داخل بيته دون الحاجة إلى المساعدة. وأوضح أيوب لدويشه فيله "كنت أحلم بهذه الفرصة لأتمكن من التعليم والتحصيل". وعن الظروف التي فقد فيها بصره يقول أيوب "فقدت البصر قبل عامين عندما أصبت بمرض الحصبة، لأنني للأسف لم أحصل علي رعاية صحية". وهو يأمل أن يواصل مشواره الدراسي إلى أعلى المستويات الممكنة. أما أويس محمد الذي لا يتجاوزعمره تسع سنوات، فقصته لوحدها تختزل تاريخ الصومال بكل مآسيه، ويقول يهذا الصدد "أصبت برصاصة أثناء مواجهات في حيي، فقدت على إثرها النظر. وأنا سعيد لتواجدي في هذا المركز وحالي جيد".

دعم من الخارج ومحاولات لتعبئة الداخل

Flash-Galerie Somalia Flüchtlingslager in Mogadishu
الصومال بلد مزقته الحرب الأهلية والفقر، فأي مكان للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصةصورة من: DW

يسعى بعض التجار المحليين والجالية الصومالية في الخارج لتوفير الدعم للمركز كما يوضح مديره أبو بكر بشير "نحصل على الدعم من المحسنين في الصومال، ولكن هذا غير كاف، لأن الأطفال المكفوفين في حاجة إلى مساعدات أكبر". ويشير أبوبكر إلى "أنهم يتحملون أعباء كبيرة بسبب غياب المنظمات الدولية أو عجزها عن مساعدة هؤلاء الأطفال". واستطرد بهذا الصدد قائلا "لدينا الآن بعض الوعود من الحكومة الانتقالية للحصول علي مبنى كبير، ونحن ندعو كل من يستطيع مساعدتنا إلى مد يد العون إلى إخوانهم في الصومال وخاصة المكفوفين". وأضاف المدير أن الطاقة الاستيعابية للمركز لا تتجاوز مائتي طفل.

أما الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة من المعاقين حركيا فحالهم سيء، ولم يحالفهم الحظ في إيجاد مكان في المركز. وهم يعيشون حياة صعبة في شوارع المدينة المدمرة، ويعانون من التهميش الكامل. ويقول عبد الغني البالغ من العمر 11 عاما، "حياتنا صعبة لأننا معاقون وليست لدينا فرص تعليم ولا أي شيء آخر، بعض الناس يساعدونني وآخرون يقومون بتهميشي. وتوفي والد عبد الغني في الحرب الأهلية التي تستنزف البلاد، أما أمه فعاطلة عن العمل.

المعاناة من الإعاقة تزداد حدتها في مدينة كمقديشو بسبب الحرب الأهلية والاستخدام المفرط للأسلحة في المواجهات بين مختلف الميليشيات إضافة إلى تفشي الفقر والمجاعة وعجز الحكومة الصومالية الكامل في توفير حد أدنى المرافق الصحية والاجتماعية التي تهتم بالأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.

عبدالقادر فودي ـ مقديشو

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد