مساعي ألمانية حثيثة لإرساء شراكة أوروبية ـ إفريقية لمواجهة المنافسة الصينية – DW – 2007/10/5
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مساعي ألمانية حثيثة لإرساء شراكة أوروبية ـ إفريقية لمواجهة المنافسة الصينية

٥ أكتوبر ٢٠٠٧

رحلة المستشارة ميركل إلى أفقر قارة في العالم لا تأتي بدافع إظهار التعاطف وإنما لإرساء سياسية أوروبية جديدة. الرحلة تدعم الجهود الإصلاحية للدول الإفريقية وتعزز الشراكة الأوروبية الأفريقية أمام المنافسة الصينية القوية

https://p.dw.com/p/Bmg1
الفقر من أهم المشاكل التي تواجه القارة الأفريقيةصورة من: Montage DW / AP

تخصص المستشارة الألمانية انجيلا ميركل رحلتها الأفريقية الأولى لزيارة ثلاث دول هي أثيوبيا وجنوب أفريقيا وليبريا. الاختيار لم يأتِ عشوائيا، حيث نجحت هذه الدول في تحقيق إنجازات مهمة على طريق الإصلاحات.

فليبريا الخارجة من آتون الحرب الأهلية تمكنت من إقرار الديمقراطية واستطاعت في أول انتخابات حرة لها أن تنتخب الن جونسون-سيرليف كأول رئيسة في القارة السمراء.

أما جنوب أفريقيا، فقد نجحت في أن تكون أقوى شركاء ألمانيا في القارة بفضل اقتصادها المستقر. أما أثيوبيا - المحطة الأولى في الجولة - فتلعب دورا مهما في دعم خطط السلام والديمقراطية في القارة باعتبارها مقرا للاتحاد الإفريقي.

وأتت جولة ميركل التي بدأت يوم الأربعاء (3 اكتوبر/تشرين اول) إذن لدعم الدول الأفريقية التي تتحمل مسئولياتها في محاربة الفساد. وهو ما أكدته تصريحاتها في مستهل الجولة، حيث قالت "يجب أن نوضح ضرورة تولي أفريقيا زمام أمور مستقبلها بيدها وحتمية مكافحة الفساد وتحسين أداء القيادات الحكومية واستغلال المال بشكل أكثر فعالية".

وأضافت ميركل في حديثها لصحيفة دي فيلت أنها لا تزور إفريقيا بهدف إظهار التعاطف معها وإنما لتأكيد التضامن الكبير شعوبها، مشددة على أهمية تعزيز دول أفريقيا جهودها الإصلاحية.

مساعدات تنموية

Angela Merkel in Äthiopien
ميركل في العاصمة الاثيوبية اديس اباباصورة من: picture-alliance/dpa

وتأتي جولة ميركل بعد أشهر قليلة من قمة مجموعة دول الثماني التي تترأسها ألمانيا ونجحت فيها المستشارة من وضع قضايا القارة الأفريقية في صدارة جدول الأعمال.

هذا وتمخضت القمة التي عقدت في ألمانيا عن تعهد الدول الصناعية بتقديم برنامج مساعدات بقيمة 60 مليار دولار لمكافحة الإيدز والملاريا والسل في أفريقيا.

وفي القمة نفسها، أكدت الدول الصناعية تعهدها بزيادة مساعداتها التنموية لإفريقيا بنسبة 7ر0 من إجمالي دخلها القومي بحلول عام 2015. الحكومة الألمانية من ناحيتها تعهدت برفع قيمة مساعداتها التنموية للقارة السمراء العام القادم إلى مبلغ 750 مليون يورو.

أهمية القارة السمراء

Ute Schaeffer
اوتا شيفر خبيرة الشؤون الافريقية في دويتشه فيله

غير أن زيارة ميركل لا تهدف إلى استمرار سياسة منح المساعدات الإنسانية، وإنما إلى إحداث تغيير نوعي في السياسة الأوروبية تجاه إفريقيا، وفقا لخبيرة الشؤون الإفريقية اوتا شيفر. حيث ترى شيفر أن دولا مهمة مثل الصين قد بدأت تنتبه لأهمية القارة السمراء.

وما يعزز رأي الخبيرة شيفر هو تصريحات المستشارة ميركل التي تؤكد ضرورة إدراك أهمية أفريقيا كممول للطاقة وسوق عمل المستقبل، حيث يمكن أن تستضيف القارة مصانع فرعية للشركات الألمانية.

وترى شيفر أن الأوروبيين ينظرون بريبة إلى الدور الصيني في القارة الإفريقية، وذلك بسبب طبيعة الصفقات الصينية الرامية إلى شراء المواد الخام الأفريقية.

المستشارة ميركل تقول في هذا الصدد:" إننا ننظر بعناية إلى هذه العلاقة، لأننا قلقون من أن المواد الخام الإفريقية تُباع في بعض الأحيان دون تلبية مطلب التجارة العادلة."

الصينيون قادمون

Sudan - Frau vor chinesischer Flagge
الاهتمام الصيني بافريقيا يثير ريبة الاوروبيينصورة من: AP

يشار إلى أن القمة الصينية الإفريقية الأخيرة التي استضافتها بكين العام الماضي أظهرت الأهمية الكبيرة التي توليها الصين لعلاقاتها بالقارة الأفريقية. لذلك تسعى البرتغال، الرئيس الدوري الحالي للاتحاد الأوروبي لعقد قمة أوروبية افريقية مماثلة في ديسمبر/كانون أول القادم في لشبونة.

جدير بالذكر أن الاتحاد الاوروبي هو أكبر شريك تجاري لأفريقيا. وبلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين الجانبين أكثر من 200 مليار يورو /1ر283 مليار دولار/ في العام الماضي.

غير ان الصين قفزت للمركز الثالث في العام الماضي وبلغ حجم التجارة بين الجانبين 43 مليار يورو كما عززت الاستثمار في القارة السمراء. وفي الأسبوع الماضي، أعلنت الصين تقديم قرض قيمته خمسة مليارات دولار لجمهورية الكونجو الديمقراطية.

يذكر أن جميع خطط عقد قمة بين الاتحاد الاوروبي وافريقيا قد تعثرت بسبب دعوة رئيس زيمبابوي روبرت موجابي للمشاركة فيها. ورفض القادة الافارقة المشاركة في القمة في حالة حرمان موجابي من حضورها، فيما رفضت بريطانيا وغيرها من الدول الاوروبية دعوته بسبب انتقادات تتعلق بتزوير الانتخابات وقمع المعارضة بعنف.

دويتشه فيله+وكالات(ه.ع.ا)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد