مخاطر الفشل في ليبيا تلقي بظلالها على الثورات الديمقراطية في العالم العربي – DW – 2011/3/21
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مخاطر الفشل في ليبيا تلقي بظلالها على الثورات الديمقراطية في العالم العربي

٢١ مارس ٢٠١١

يبدى خبراء عرب وغربيون، تحدثوا لدويتشه فيله، حذرهم إزاء التأثيرات المحتملة لنتائج العمليات العسكرية الدولية ضد نظام العقيد القذافي، على الثورات الديمقراطية في العالم العربي، والاختبار الحقيقي في ليبيا نفسها.

https://p.dw.com/p/10eoo
نجاح العمليات العسكرية الدولية في ليبيا يمر حتما عبر سقوط نظام القذافي.صورة من: picture alliance/dpa

يعتقد خبراء أنه من السابق لأوانه تقييم تأثيرات العمليات العسكرية التي تنفذها قوات التحالف الدولي ضد نظام العقيد معمر القذافي، على الثورات الديمقراطية في العالم العربي، ويتعين على الأقل انتظار نتائجها في ليبيا، كما تقول الخبيرة الألمانية في شؤون شمال افريقيا والشرق الأوسط، إيزابيل شيفر، أستاذة العلوم السياسية بجامعة هومبولدت في برلين، في حوار مع دويتشه فيله. وهل ستؤدي إلى سقوط نظام القذافي، ملاحظة وجود اختلافات بين الدول العربية والمسارات السياسية والديمقراطية فيها.

ومن جهته قال وليد فارس الأستاذ بمعهد الدفاع الوطني في واشنطن والمستشار لدى الكونغرس الأميركي، أنه"يمكن الحكم على نجاح هذه الحملات العسكرية عندما تؤدي إلى الإطاحة بنظام القمع القائم في ليبيا والأبعد من ذلك تمكين القوى الديمقراطية في المجتمع المدني الليبي من إجراء انتخابات وإيصال البلاد إلى حالة ديمقراطية". لكن احتمالات فشل التدخل العسكري في تحقيق أهدافه تبقى "واردة"، كما يقول وليد فارس.

القذافي"حالة فريدة"

Libyen Fernsehrede von Muammar Gaddafi in Tripolis
شخصية القذافي غريبة الأطوار ويصعب مقارنتها مع القيادات العربيةصورة من: dapd

وبرأي الخبيرة الألمانية في شؤون شمال افريقيا والشرق الأوسط، إيزابيل شيفر، فإن الأوضاع في الدول العربية مختلفة ومن الصعب رسم ملامح سيناريو موحد لها، ففي تونس، ترى شيفر، أن المسار الديمقراطي يسير في اتجاه جيد جدا فهنالك تقدم وستجري انتخابات في يوليو/تموز المقبل، وفي مصر أيضا يتقدم المسار الديمقراطي، كما أُعلن في المغرب عن إصلاحات. وأضافت الخبيرة الألمانية بأن هذه الدول تشهد تطورا إيجابيا جدا رغم العمليات العسكرية التي تتم في ليبيا، وتأمل بان لا تكون عامل كبح للمسار الديمقراطي أو تراجعا عنه، سواء في هذه الدول أو الدول العربية الأخرى.

ويتفق وليد فارس الأستاذ بمعهد الدفاع الوطني في واشنطن والمستشار لدى الكونغرس الأميركي، مع الخبيرة الألمانية في اختلاف الأوضاع في الدول العربية وخصوصيات قياداتها السياسية، ويلاحظ وجود"خصوصية غريبة وفريدة لشخصية القذافي كقائد لبلد وجمهورية منذ أكثر من أربعين عاما" وهي حالة لا يوجد لها نظير في العالم العربي، أما انزلاق الأمور إلى حرب أهلية عبر قيام معارضة مسلحة بمهاجمة السلطة وانشقاق وحدات من الجيش، فهذا سيناريو، يرى فارس أنه، وارد أن يقع في اليمن أو سوريا ولكن ليس من المؤكد في البحرين. وأوضح فارس أن" الأوضاع في الدول التي تكون فيها السلطة قمعية وأحادية تعتمد على الجيش في الحكم، وهي حالة سوريا واليمن، ففي هذه الحالات تكون فرصة قيام مواجهات داخلية أعلى من الدول التي يوجد فيها مجتمع مدني وأحزاب، سواء في الخليج أو مناطق أخرى، حيث لا يبرز دور الجيش بحدة في السلطة أو في قمع المتظاهرين على النحو الذي حدث في ليبيا".

مخاطر الفشل في ليبيا

Dr.Isabell Schäfer
ايزابيل شيفر أستاذة العلوم السياسية والباحثة المتخصصة في شؤون منطقة البحر الأبيض المتوسط، بجامعة هيمبولدت في برلينصورة من: Dr. Isabelle Schäfer

ويرى وليد فارس أن تطور الأوضاع في الدول العربية في المرحلة الراهنة، تحكمه المعادلة التالية، أنه "بقدروجود حياة سياسية، حتى لو كانت محدودة، عبر أحزاب وحركات وهيئات مجتمع مدني ومنظمات مهنية وأقليات إثنية، وحراك سياسي محدود حتى ولو كان مقموعا، في هذه الدول العربية مثل مصر وتونس والأردن والمغرب، يكون بإمكان المجتمع المدني تطوير نضاله الشعبي وأن يصل إلى نتائج على غرار ما حدث في مصر وتونس". أما في الدول المحكومة بحزب وحيد مثل سوريا أو حتى بدون حزب مثل ليبيا، فإن ما ينبغي انتظاره، برأي وليد فارس، فهو "حدة المواجهة والانقسامات في المؤسسات وبروز قوى غير مرئية في المجتمع، الأمر الذي يؤدي إلى حرب أهلية على غرار ما يحدث في ليبيا".

ومن هذا المنطلق، يعتقد وليد فارس أن نجاح المجتمع الدولي يتمثل في مساعدته على إيقاف القمع والعنف الذي تمارسه قوات الأمن أو الجيش ضد الشعب الليبي. ولكن هنالك سيناريو يبعث على القلق وهو تطور الأوضاع في ليبيا إلى سيناريو تهيمن فيه قوى راديكالية على الحكم تستبعد الحل الديمقراطي، وفي هذه الحالة سيكون التدخل الدولي قد فشل في تحقيق أهدافه.

وفي مقارنتها للوضع في ليبيا بأوضاع كل من البحرين واليمن، تشدد ايزابيل شيفرعلى اختلاف الظروف من بلد عربي لآخر، وهي لا ترى احتمالا أو استعدادا لدى الدول الغربية للتدخل في اليمن أو البحرين، ولكن الإشكالية القائمة في الحالة الليبية، برأي شيفر، "تكمن في مخاطر تنامي الإحساس لدى الرأي العام العربي بأن التدخل الذي يتم في ليبيا هو بهدف السيطرة على النفط، وهو أمر لا يطابق الحقيقة"، حيث تمت هذه العمليات العسكرية بناء على طلب الليبيين والجامعة العربية ثم اتخذ قرار في مجلس الأمن الدولي، وأضافت بأن "الدافع الحقيقي بالنسبة للدول الغربية كان حماية المدنيين من بطش قوات القذافي". ولكن سقوط ضحايا مدنيين في العمليات التي تنفذها القوات الغربية يثير القلق من تحول نظرة الرأي العام العربي، ومن هنا يطرح السؤال، برأي شيفر، مبدئيا حول جدوى التدخل العسكري.

حساسيات الرأي العام العربي

Dr Walid Phares
وليد فارس الأستاذ بمعهد الدفاع الوطني في واشنطن والمستشار لدى الكونغرس الأميركي، ومؤلف كتاب "الثورات القادمة - الصراع من أجل الحرية في الشرق الأوسط"صورة من: DW

وفي تعليقها على الحذر والتحفظ الذي تلقاه العمليات العسكرية الغربية في ليبيا، في العالم العربي، تعتقد الخبيرة الألمانية، أنه يتعين القول بأنه من غير واضح إذا كانت هذه العمليات ستفضي إلى نجاح أم لا، أولا بسبب ما يثار حول سقوط ضحايا مدنيين وثانيا لأنه من غير المؤكد أن العمليات العسكرية ستؤدي إلى سقوط العقيد القذافي. ولاحظت الخبيرة الألمانية بأنه بصرف النظر عن النتائج المتوقع للعمليات العسكرية فإنها من حيث المبدأ تواجه بتحفظ شديد من قبل الرأي العام العربي، لمجرد كونها تدخلا أجنبيا وتحديدا من الغرب.

وفي قراءته لموقف جامعة الدول العربية التي بدأت تتنصل من العمليات العسكرية لقوات التحالف بعد أن أعطت في بداية الأمر موافقتها على قرار مجلس الأمن الدولي بفرض حظر جوي على ليبيا، يعتقد وليد فارس، بأن الجامعة العربية كجهاز بيروقراطي وافقت على القرار بينما تبدو كل الدول العربية منشغلة بمواجهة أوضاعها وأزماتها الداخلية، ويتجه موقف الجامعة العربية من التأييد للقرار الدولي في بداية الأمر إلى التردد ومحاولة التنصل منه كتعبير منها على الخوف من نتائج العمليات العسكرية الجارية، والواضح أن جامعة الدول العربية غير جاهزة لمواكبة التطور الديمقراطي في المنطقة.


منصف السليمي

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد