ما مدى ملاءمة رئيس حزب ميركل القادم لمنصب المستشار؟ – DW – 2021/1/15
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ما مدى ملاءمة رئيس حزب ميركل القادم لمنصب المستشار؟

١٥ يناير ٢٠٢١

ينتخب ممثلو حزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل رئيساً جديداً في أول مؤتمر عام رقمي للحزب، وهنا يتعلق الأمر بالكثير من القضايا بينها مهام المستشار القادم، لأن على أهم حزب في التحالف الحاكم الاستعداد لمرحلة ما بعد ميركل.

https://p.dw.com/p/3numk
من اليسار إلى اليمين: نوربيرت روتغن، أرمين لاشيت وفريدريتش ميرتس في نقاش بمقر الحزب المسيحي الديمقراطي في برلين
المرشحون الثلاثة لرئاسة حزب ميركل، الحزب المسيحي الديمقراطي. من اليسار إلى اليمين: نوربيرت روتغن، أرمين لاشيت وفريدريتش ميرتس في نقاش بمقر الحزب في برلينصورة من: Christian Mang/AP Photo/picture alliance

عندما ينتخب الألمان البوندستاغ (البرلمان الألماني) القادم في خريف هذه السنة، سيكون قد انقضى على حكم ميركل 16 عاماً، عاصرت خلالها المستشارة ثلاثة رؤساء أمريكيين وخمسة من رؤساء وزراء بريطانيا وسبعة من رؤساء وزراء إيطاليا.
وفي العديد من الأزمات التي اندلعت في هذه الفترة، من أزمة الديون الأوروبية إلى جائحة كورونا، كانت ميركل كالصخرة الصلبة، وقامت بخطوات كبيرة، لتترك أثراً كبيراً، ولذلك يتعين على خليفتها أن يقوم بخطوات مماثلة ليملاً فراغ غيابها عن صدارة الحياة السياسية.
وفي المؤتمر الرقمي للحزب المسيحي الديمقراطي، الذي ينعقد يومي الجمعة والسبت (15 و16 كانون الثاني/يناير)، لا يتعلق الأمر –من الناحية الرسمية- بانتخاب خليفة لميركل في منصب المستشارية، بل بانتخاب رئيس للحزب "فقط". لكن ولأن الحزب هو الأقوى في ألمانيا، كما تظهر استطلاعات الرأي منذ شهور، فإن مسألة تولي منصب المستشارية تؤخذ في الاعتبار تلقائياً، إزاء أي شخص يصبح رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي. فالشخص الذي يتولى هذا المنصب يجب -من حيث المبدأ- أن يكون مناسباً لمنصب المستشار.


رجال كاثوليك من ولاية شمال الراين-ويستفاليا
هناك ثلاثة مرشحين لانتخابات رئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي، يريدون أن يرثوا رئيسة الحزب أنغريت كرامب-كارينباور (التي قدمت استقالتها). والمرشحون هم: الرئيس الأسبق للكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي الديمقراطي في البوندستاغ فريدريتش ميرتس، ورئيس وزراء ولاية شمال الراين-ويستفاليا أرمين لاشيت، والسياسي الخبير في الشؤون الخارجية نوربيرت روتغن.

ما يجمع هؤلاء الثلاثة هو أنهم رجال كاثوليكيون وآباء لأسر من ولاية شمال الراين-ويستفاليا. أما من الناحية السياسية، فهم يمثلون توجهاً وسطياً، يؤكد على ضرورة أن يرسم الحزب المسيحي الديمقراطي  حدوده التي تفصله عن كل من حزب البديل اليميني وحزب اليسار بشكل واضح.

كما أنهم يعبرون عن مخاوفهم بشأن مستقبل حزبهم، والذي غالباً ما يتخلف عن التغيير الاجتماعي. وقد أكد لاشيت مؤخراً أمام أعضاء للحزب على هذه النقطة، وقال: "هل نحن ممثلون للمجتمع؟ الجواب: لا". ولذلك، يرغب الثلاثة في جذب المزيد من الشباب والنساء والمزيد من الأشخاص ذوي الأصول المهاجرة كمسؤولين وناخبين. وقال لاشيت عن المهاجرين: "إذا كسبناهم ، فلدينا فرصة للبقاء حزباً شعبياً على المدى الطويل".

ويسعى المرشحون الثلاثة أيضاً إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات فيما يتعلق بالرقمنة وحماية المناخ ، لكنهم يريدون تحقيق ذلك مع المحافظة على قوة الاقتصاد.
 

ما بين "الشخصية والشعبية والتجديد"
وعلى الرغم من كل أوجه التشابه، فإن لكل مرشح منهم تركيزه الخاص. ففي حين يولي لاشيت أهمية كبيرة للعدالة الاجتماعية والأمن الداخلي، يدعو روتغن، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البوندستاغ، إلى "مزيد من المسؤولية" لألمانيا في أوروبا والعالم. وقال روتغن لمسؤولي الحزب المسيحي الديمقراطي الأسبوع الماضي: "نحن الحزب الدولي، الحزب الأوروبي، الحزب العابر للأطلسي. علينا إعادة تحقيق ذلك". أما ميرتس فيعتبر ممثلاً للاقتصاد ويؤيد تقوية الملف الشخصي المحافظ للحزب، ويتوقع أنصاره أن يعيد الناخبين إلى الحزب من حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني.

ويلخص أستاذ العلوم السياسية في جامعة ترير، أوفه يون، الاختلافات بين المرشحين بالقول: "يرمز ميرتس إلى مزيد من التعرف على (شخصية) الحزب، ولاشيت إلى أهليته (شعبيته) في الوسط السياسي، وروتغن إلى التجديد".

لا "ميركل إلى الأبد!"
سياسة ميركل الحالية قد تستمر بشكل سلس إذا تم انتخاب لاشيت، فقد دعم رئيس وزراء ولاية شمال الراين-ويستفاليا المستشارة في سياستها المثيرة للجدل بشأن اللاجئين دون شروط، كما دعمها في سياستها المنفتحة على اليسار السياسي. وربما لهذا السبب أوضحت ميركل أنها تفضل لاشيت ليخلفها.

أما ميرتس، الذي خسر بفارق ضئيل أمام كرامب-كارنباور، التي تم انتخابها زعيمة للحزب قبل عامين، فمن المتوقع أن يغير الحزب أكثر من غيره. فقد دعا إلى الخروج من عباءة ميركل. ورغم أن ميركل ضمنت للحزب نتائج عالية في استطلاعات الرأي من خلال إدارتها الجيدة لأزمة كورونا، كما قال ميرتس في مؤتمر افتراضي للحزب قبل أيام، إلا أنه أكد على أنه "لن يتم انتخابنا في 26 سبتمبر/ أيلول القادم 2021 (الانتخابات البرلمانية) لشكرنا على الماضي، بل بسبب التوقعات والآمال في المستقبل".

تقارب في نتائج الاستطلاعات
لكن السؤال المطروح هو: ماذا يريد الحزب وما الذي يحتاج إليه؟ هل يريد التجديد أم استمرار سياسة ميركل بدون ميركل؟ يعتقد أوفه يون أنه لا يمكن الإجابة على هذا السؤال بشكل جمعي، وبرأيه أن الأمر يعتمد على منظور الرؤية، ويوضح: "فيما يتعلق بصورته الذاتية، كان الحزب المسيحي الديمقراطي يرى نفسه دائماً على أنه حزب حاكم له تأثير على الناخبين"، ويضيف: "إذا كنت تأخذ هذا كمعيار، فإن لاشيت يشكل أدنى خطر".

فمن بين المرشحين الثلاثة، لاشيت هو الوحيد الذي يشغل حالياً منصباً حكومياً. فلم يسبق لميرتس أن شغل منصباً حكومياً، كما أن روتغن تمت إقالته كوزير للبيئة من قبل ميركل عام 2012، فقد فشل في انتخابات ولاية شمال الراين-ويستفاليا، لكنه أراد الاحتفاظ بمنصبه الوزاري في برلين بدلاً من أن يصبح زعيماً للمعارضة في دوسلدورف.

لكن يبدو أن مسألة الخبرة الحكومية لا تفيد لاشيت ولا تضر الآخرين، لأن ميرتس يتقدم في استطلاعات الرأي بحوالي 30 في المائة من أصوات ناخبي الحزب المسيحي الديمقراطي،  بينما يتساوى روتغن مع لاشيت بحوالي 25 في المائة من الأصوات. أما بالنسبة لأصوات الألمان بشكل عام، فيتفوق روتغن أيضاً على لاشيت.

الألمان يريدون شخصاً آخر
ومع ذلك، فإن المحصلة النهائية هي أن أياً منهم لم يحقق أعلى الدرجات عندما يتعلق الأمر بالمرشح لمنصب المستشار. فوزير الصحة ينس شبان، الذي يدعم لاشيت بشكل رسمي، يحتل مرتبة أعلى بكثير في مقياس الشعبية. ويعتقد كثيرون أن شبان، وهو أول سياسي مثلي، سيجلب شيئاً جديداً إلى الحزب المسيحي الديمقراطي من خلال شخصه فقط. لكن شبان يستبعد الترشح لمنصب المستشار في الوقت الحالي.

ويبدو الأمر أفضل بالنسبة لسياسي ليس عضواً في الحزب المسيحي الديمقراطي على الإطلاق! إذ يرى 55 بالمائة من الألمان وحتى 80 بالمائة من أنصار الحزب المسيحي الديمقراطي أن رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي (شقيق الحزب المسيحي الديمقراطي) ورئيس الوزراء البافاري ماركوس زودر مرشح جيد لمنصب المستشار. يقول زودر باستمرار "مكاني في بافاريا". لكن ما إذا كان سيرفض الترشح إذا اقترحه الاتحاد الديمقراطي المسيحي ليكون مستشاراً، يبقى سؤالاً مفتوحاً.

كريستوف هاسلباخ/م.ع.ح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد