لماذا استهداف دولة الإمارات العربية ؟ – DW – 2013/1/10
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لماذا استهداف دولة الإمارات العربية ؟

جاسم محمد١٠ يناير ٢٠١٣

يتعرض جاسم محمد لقيام دولة الإمارات بتفكيك خلية من تنظيم الاخوان المسلمين في مصر تضم سعوديين وإماراتيين كانوا يخططون لتنفيذ هجمات "إرهابية" في البلدين وفي دول أخرى "شقيقة ".

https://p.dw.com/p/17H9a
صورة من: picture alliance / dpa

يأتيهذا التطور ليكشف دقة معلومات إماراتية سابقة، حذرت من مخاطر الإرهاب ومخططات "تنظيم الإخوان" في الإمارات وفي دول الخليج السرية للاستيلاء علىأنظمة الحكم في هذه الدول في السنوات القليلة المقبلة.

في غضون ذلك قال محمد بن هويدن أستاذ العلوم السياسية "أن هناك قوة خارجيةتريد استغلال الظروف التي تمر بها المنطقة، مضيفاً أن هناك من يريد استخدامالربيع العربي لتحقيق مصالحه متبعين بذلك أجندات الدول الأجنبية".

 وكانتالسلطات الاماراتية أعلنت في يوليو/تموز 2012 عن تفكيك مجموعة تتبع تنظيمالأخوان اتهمتها بالتآمر ضد أمن الدولة، وتكوين جناح عسكري يخطط للاستيلاءعلى الحكم وإقامة دولة دينية وتلقي أموال من الخارج .

أما الدكتور سالم حميد فقد سلط  في العدد الثاني من سلسلة إصداراته "جذور التآمر ضد الإمارات"، الضوء على دور  يوسف القرضاوي في نشر الفكر ألإخواني في دولة الإمارات العربية المتحدة . وتباشرالنيابة العامة في دولة الإمارات، التحقيق مع جماعة أسست وأدارت تنظيمايهدف إلى ارتكاب جرائم تمس أمن الدولة ومناهضة الدستور والمبادئ الأساسيةالتي يقوم عليها الحكم في البلاد فضلا عن ارتباطها وتبعيتها لتنظيماتوأجندات خارجية.

اجتماع المنامة

خلال الاجتماع الوزاري لمجلس التعاون الخليجي   في 22 ديسمبر 2012 أكد وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن حمد آلخليفة أن الملفين العسكري والوحدة الاقتصادية على رأس الأولويات، مشيراًإلى ان دول مجلس التعاون الخليجي كيان واحد لا يتجزأ، وان ما يمس أمن أيدولة ويهدد استقرارها هو مساس بكل دول المجلس.وفي 24 كانون الأول/ديسمبر التقى قادة دول "مجلس التعاون الخليجي" في المنامة أيضا لعقد قمتهم السنوية. صحيح أن الاضطرابات السياسية التي تجتاح الشرق الأوسط لم يكون لها أي ضحية في الخليج والإمارات ، لكن من الواضح أن قادة "مجلس التعاون الخليجي" قلقون من المستقبل .

 وبحث قمة المنامة  آخر التطورات المتعلقة بالقضايا الإقليمية والدولية وأهمها الوضع فياليمن وآخر تطورات المبادرة الخليجية والملف النووي الإيراني وعلاقات دولالمجلس بإيران واحتلالها للجزر الإماراتية الثلاث إلى جانب تطورات الأوضاعفي سورية والقضية الفلسطينية والعراق وعدد من القضايا العالمية .

علاقات الإمارات بإيران

أكدت الإمارات وباستمرار على أهمية العلاقات معإيران وحرصها على تنمية هذه العلاقات وتعزيزها لما فيه مصلحة البلدينالجارين وبما يضمن استقرار المنطقة.
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، أن مجلس الوزراء الإماراتي يؤكد  دائما  بضرورة حل مسألة الجزر الإماراتية الثلاث :أبو موسى ، وطنبالكبرى ، وطنب الصغرى ، وتؤكد في الوقت نفسه أنها عرضت توجهها لحل هذهالقضية من خلال المفاوضات أو في إطار القانون الدولي.
ويؤكد  المجلس أن دعوة الإمارات لحلهذه القضية عبر المفاوضات الثنائية أو من خلال محكمة العدل الدولية تاتي منمنطلق حرصها على تأكيد وتثمين العلاقات بين البلدين و إيمانها بضرورة التعامل الجدي مع دول الجوار .

أما إيران ،  فقد وصفت ‏علاقاتها مع  الإمارات ‏العربية المتحدة بأنها "قوية ‏ومتنامية".‏

ونسبت وكالة (مهر) للأنباء ‏الى مساعد وزير الخارجية ‏الإيرانية في الشؤون‏القنصلية والرعايا المقيمين ‏بالخارج حسن قشقاوي، ‏قوله أمام حشد من أبناء‏الجالية الإيرانية المقيمة في ‏الإمارات، إن العلاقات بين ‏إيرانوالإمارات "قوية ‏ومتنامية، ويجب الاستفادة ‏من القابليات الثقافية‏للإيرانيين المقيمين من أجل ‏تطوير العلاقات الثنائية".‏ وأضاف "نحن نشكر دولة ‏الإمارات التي تستضيف ‏مئات الآلاف منالإيرانيين".‏وشدّد على أن "الدول ‏المطلة على الخليج جيراننا ‏وأشقاؤنا،وعلينا وفقاً ‏لتعاليم الإسلام أن نرسي ‏روابط واسعة وعلاقات جيدة ‏معجيراننا الإماراتيين.

علاقات الإمارات العربية بقطر

تتســم العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر بالتعاون الإيجاب والاستراتيجي  حيال مختلف القضايا المطروحة على الساحة الإقليمية والدولية وضمن التنسيق في إطار منظومة مجلس التعاون الخليجي وفي كافة المجالات ، وعلى رأسها القضايا السياسية حيث شهدت هذه العلاقات زخما كبيرا في السنوات الأخيرة . وهنالك زيارات متبادلة بين الطرفين .وفي عملية السلام في الشرق الأوسط، ارتكزت الجهود الإماراتية القطرية إزاء عملية السلام في الشرق الأوسط على إيجاد حل سلمي شامل وعادل لقضية الصراع العربي الإسرائيلي .

أن إمساك ألإمارات في خيوط شبكة الإخوان المسلمين العالمية ومنها في الخليج العربي ودولة الإمارات يثير قلق، لما أثاره الإخوان المسلمين في دولة الإمارات ودول أخرى من محاولات زعزعة السلطة والأمن.

قطر الراعية الاخوانية ، هي الشقيق المشاكس داخل دول مجلس التعاون الخليجي ورغم ذلك نجد ان دول المجلس حريصة على تجاوز الدور القطري من اجل الاتجاه نحو الكيان الواحد ، لكن لا تتردد وسائل إعلام دول الخليج من الإشارة إلى قطر ودور قناة الجزيرة بتأجيج ونبش ألصراعات والفتن الداخلية .

الخلاصة

أن تداعيات " الربيع ألعربي " مازالت  تدفع  بنتائجه الحماسية في مناطق خارج معاقل الدول الشمولية في المنطقة  وان دول الخليج العربية باتت هدفا لشبكة الإخوان والى من يمسك بهذا التنظيم الدولي ، بعد  وصول الإخوان في مصر الى السلطة  2012 . رغم ان دول مجلس التعاون الخليجي لا تنطبق عليها أسباب ودوافع " ألربيع العربي " لما تتمتع به من  شفافية .

هذه هي ليست المرة الأولى ألتي تعلن بها دولة الإمارات عن مسكها بتنظيمات أخوانية نشطة وأجنحة عسكرية تعدت مستوى الخلايا . ويبدو ان الدور الاخواني في الإمارات قابل للتصعيد امنيا واستخباريا ، رغم ان الحقائق أثبتت عدم تقبل المجتمع الإماراتي الى فكرة الإسلام السياسي و"فكر الإخوان " . لقد أصبحت وسائل وأساليب عمل الإخوان مكشوفة في الإمارات وفي الخليج ، فما يقوم به الإسلام السياسي والإخوان تحت يافطات الإصلاح والعمل الشعبوي والعمل "الخيري " أصبح مكشوفا .

التحقيقات والشهادات عكست استغلال تنظيم الإخوان والتنظيمات الأخرى جيل الشباب من خلال اللقاء المباشر في حلقات دراسية او من خلال وسائل التواصل الاجتماعي تحت باب " التغيير " . ان استخدام الإخوان نفس وسائل وأساليب عملهم  اي استنساخ ذات السيناريو  في الإمارات يكشف هوية الأطراف التي تمسك بمشروعات " التغيير " التي حولت  الدول الراعية للإخوان و " التغيير " إلى شركة  سمسارة أكثر من دولة .

لماذا الإمارات

ألإمارات العربية تشهد هجوما وتأمرا مكثف لم تشهده دول أخرى في المنطقة ، وهذا يعكس مدى حرص  الأطراف التي تقف وراء التأمر لزعزعة الأمن في الإمارات العربية . التأمر جاء بخطوط داخلية وخارجية بالتوازي مع ضغوطات سياسية ودبلوماسية على أطراف أوربية ومنظمات تحت حجة ورقة حقوق الإنسان . أن إصرار تلك الأطراف يعكس غيضها من دور الإمارات العربية الذي اتسم دورها بالتوازن بعيد عن التورط في  مصير شعوب المنطقة مع دورها الاغاثي عند الكوارث . أن تداعيات الأزمة السورية وتورط أطراف خليجية شقيقة للإمارات لا يعجبها موقف الإمارات العربية المتحفظ رغم تأييدها واستقبالها ـ الإمارات ـ إطراف المعارضة السورية ،وان ومطاولة النظام السوري بالبقاء ، قد أطال من نزف تلك الأطراف على المستوى السياسي والتمويل .

تنسيق السياسات

أما الجارة إيران فبالتأكيد لا يمكن استبعادها من التورط في ما يجري من تطورات داخل الإمارات بسبب احتلالها الجزر الإماراتية الثلاث ، وسياستها القائمة على إشعال وإشغال المنطقة ، إضافة الى تقاربها مع النظام المصري الجديد والإخوان المسلمين، وهو ما اعتبره المراقبون  تحالفا إيرانيا أخوانيا جديدا للهيمنة على الخليج،لذا لم تتردد إيران من الترحيب بالدستور الإيراني في نهاية هذا الشهر ديسمبر 2012 رغم  ،كل الانتقادات ،وهي تأكيد على تقارب المرشد وولاية الفقيه في المنطقة .

ما حصل في العراق من  تدهور امني وإرهاب قاعدي وعصابات كان ومازال  من دول جوار للعراق غذت وتغذي وتأجج الوضع بعد عام 2003 ، لكنها  الآن ذاتها تعاني من الإرهاب والفوضى و الانهيار.

لا يمكن الخروج من دائرة التهديدات الا بإجماع دول الخليج العربية على  إيجاد سياسات موحدة على الأرض لمواجهة التهديدات المحتملة للمنطقة . أن منطقة الشرق الأوسط يبدو أنها مرشحة الى تصعيد التوتر ، لما يحيط المنطقة من مناطق نزاعات دولية وإقليمية لا تبشر بخير.

ويكون من الأفضل ان تسعى دول مجلس التعاون الخليجي على إيجاد اجتماعات على مستوى الخبراء ، يمكنها من وضع خارطة طريق ومنظومة عمل مشتركة بين الدول قائمة على تبادل المعلومات المتعلقة في مكافحة الإرهاب ،أجدر من البيانات الختامية والتصريحات الإعلامية .

ان سياسة الولايات المتحدة في المنطقة قد تغيرت كثيرا، ويبدو ان التزامها بحلفائها في المنطقة بدأ يشكل عليها عبئا وعدم قدرتها بالإيفاء بالتزاماتها ، وقد يجعلها عالقة في منطقة الشرق الأوسط . هذه السياسة نذير بإشعال النزاعات الاقليمية والمحلية داخل المنطقة .

التحالفات الإقليمية

أن التجارب ونتائج الصراعات في منطقة الشرق الأوسط وجنوب أسيا أثبتت بان التحالفات الإقليمية وتحالفات المنطقة تاتي بنتائج أفضل من التحالفات الدولية، وقد يكون السبب الى حرص إطراف المنطقة والاقليمية على امن وسلامتها اكثر من الإطراف الخارجية وهذه حقيقة لا يختلف عليها  صناع السياسة.

باكستان تعتبر نموذج الى تلك التجربة ، فقد دفعت ثمنا باهضا لتحالفها مع الولايات المتحدة مقابل الحصول على المساعدات، الى أن وجدت انه من الأفضل حل مشاكل الأمن مع دول الجوار والإقليم.