"للرموز والإيحاءات دور محوري في إطار المنظومة السياسية" – DW – 2007/5/13
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"للرموز والإيحاءات دور محوري في إطار المنظومة السياسية"

أجرى الحوار: بابلو فالدين/إعداد: علاء الدين سرحان١٣ مايو ٢٠٠٧

كل نشاط سياسي له بعدان: أحدهما جوهري والآخر ظاهري. البروفسور أولريش سارسينلي يتحدث مع موقعنا حول القيمة الرمزية لقمة مجموعة الثمانية، ويرى أن تدني الأهمية السياسية الحقيقية لحدث ما ينذر بهيمنة الإيحاءات السياسية عليه.

https://p.dw.com/p/APPU
هل تكون الاجراءات الأمنية المشددة رمزا من رموز القمة والتي تجعل الفرد العادي بعيدا كل البعد عنها؟صورة من: AP

دويتشه فيله: قبل انعقاد قمة مجموعة الثمانية في حزيران/يونيو 2007 في مدينة هاليجندام الألمانية يكثر الحديث عن تجهيزات مقر انعقادها بدلاً من التحدث عن القضايا المطروحة خلالها للنقاش. ألا تشكل هيمنة أنباء التدابير الأمنية المرافقة للقمة وتكاليفها على وسائل الإعلام أمراً محرجاً بالنسبة للمستشارة ميركل؟

أولريش سارسينلي: الحديث عن التكاليف أمر معتاد للغاية في ألمانيا. وكل مضيف يرغب بلا شك في إظهار نفسه ودولته في أبهى صورة، الأمر الذي يتطلب إنفاق النقود. يجب ألا ننسى أن هذه القمة فرصة عظيمة لتقديم صورة عن الشعب الألماني ومنطقة انعقاد القمة للعالم أجمع، وأن للحدث شق دعائي لا يجب إغفاله.

سيُمنع المواطنين الألمان من دخول هاليجندام أثناء فترة انعقاد القمة. ما تأثير ذلك على الرأي العام؟

السؤال الهام يكمن في مجريات القمة نفسها وهل سينجح المشاركون فيها من خلال الايحاءات والرموز في التغلب على الانطباع السائد بأنها فعالية مغلقة لا علاقة لها بحياة الناس اليومية ومحيطهم السياسي.

وهل يمكن للرمزية أن تحتل الصدارة في قمة مجموعة الثمانية في مقابل نتائجها المحتملة؟

Ulrich Sarcinelli
أولريش سارسينليصورة من: Ulrich Sarcinelli

السؤال يكمن في جوهر نتائج القمة. هناك نتائج قابلة للقياس يتم تدوينها في الاتفاقيات أو البيانات الرسمية، وعادة ما يتم الاتفاق عليها مسبقاً عبر القنوات الدبلوماسية. هذه النتائج تشكل في النهاية قيمة الحدث، إلا أن تدني الأهمية السياسية الحقيقية للقاء مثل هذا ينذر بهيمنة السياسة البديلة المفتعلة والإيحاءات السياسية عليه. لكن بوجه عام يجب على المرء ألا يضع السياسة الرمزية والسياسة البديلة والإيحاءات السياسية في قالب واحد، فكل نشاط سياسي له بعدان: إحدهما جوهري والآخر ظاهري. والسؤال هنا يدور حول طبيعية العلاقة بين البعدين وحول مدى تأثير الرمز على قيمة الحدث الحقيقية.

إلى ما ترمز له قمة مجموعة الثمانية؟

بطبيعية الحال إلى ثقل وأهمية الدول المشاركة فيها من الناحية السياسية. ومن خلال القمة يتم إظهار قدرة هذه الدول على التعاون مع بعضها البعض، كما يتم إبراز الدور الخاص الذي يلعبه رؤساء وقادة حكومات هذه الدول. وباختلاف المنصب والدور والوضع السياسي الحالي يمكن التوصل إلى نتائج متباينة. المضيف، في هذه الحالة المستشارة الألمانية يمكنها أن تترك بصماتها الخاصة من خلال تحديدها للأطر العامة والبدء بتنفيذ المبادرات السياسية.

قمة مجموعة الثمانية تبدو أحياناً كرمز لغرور السلطة

نعم، هذا الانطباع قد ينشأ أحياناً لدى البعض. إن قمة مجموعة الثمانية قمة حصرية، وهو ما يعني أن أوساط المشاركين، وهم من ممثلي الحكومات وقادة الدول الصناعية، محدودة للغاية. وهو ما يطرح السؤال حول طبيعة علاقة هذه الدول الصناعية بالدول غير المشاركة. أضف إلى ذلك أنه في لقاءات مثل هذه لا يتم التعبير بشكل كافي عن تنامي أهمية المنظمات غير الحكومية. ومما لاشك فيه أن الاحتياطيات الأمنية المرافقة للقمة، والتي تزايدت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، تعطي انطباعاً بانعزالية الحدث بعده الشديد عن الشعب، مما يثير حفيظة البعض.

هل تزايدت الرمزية في السياسة خلال السنوات الماضية؟

إنني لا أؤيد هذه الفرضية، بالرغم من أن وسائل الإعلام الحديثة، المرئية منها على وجه الخصوص، تعطى انطباعاً بأن النشاط السياسي رمزي لدرجة كبيرة. يجب على المرء أن يعي أن السياسة الرمزية كانت موجودة دائماً. وإذا أخذنا بلاط الحكم في العصور الوسطى والنظم الملكية في العصر الحديث فلسوف نلمس ذلك بوضوح.

وما هي أوجه الاختلاف في عصرنا الحالي؟

في السابق كانت السياسة الرمزية محصورة على النخبة أو البلاط الملكي أو مجموعة مختارة من النبلاء، كما كانت تصل في بعض الحالات الاستثنائية ولأسباب خاصة إلى الشعب. أما اليوم فيتم دمقراطة السياسة الرمزية. الكل يستطيع أن يلمسها. ليس للسياسيين تأثير يذكر على نوع وطريقة الافتعالات السياسية، وذلك لهيمنة حتمية الديمقراطية الإعلامية عليها. وهناك منافسة متزايدة لجذب اهتمام الناس مما يؤدي في حالات عديدة إلى محاولة تخطي عوائق جذب اهتمام الجمهور عبر تصرفات مثيرة من جانب السياسة أو تصوير درامي للأحداث السياسية من قبل وسائل الإعلام، لكن ذلك يجب ألا يمحى حقيقة أن السياسة الرمزية كانت ومازالت تشكل جانباً كبيراً من النشاط السياسي، أن للرمزية دور محوري في إطار المنظومة السياسية.

أولريش سارسينللي: أستاذ العلوم السياسية بجامعة كوبلنز-لاندو ومتخصص في أبحاث السياسة الرمزية

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد