عنان مسيرة عطاء – DW – 2006/10/9
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عنان مسيرة عطاء

كريستينا هاريس/ إعداد هشام العدم٩ أكتوبر ٢٠٠٦

رغم نجاح عنان في إطلاق عملية إصلاح واسعة في الأمم المتحدة، إلا انه يظل شخصية إشكالية. فقد وصف بأنه رجل أمريكا وعجز عن تحقيق أحلام القارة السمراء في الاستقرار. كما انه لم يفلح في تعزيز دور الأمم المتحدة في الشرق الأوسط.

https://p.dw.com/p/9E6N
عنان في آخر خطاب له أمام الجمعية العامة للامم المتحدةصورة من: AP

بعد انسحاب كل المتنافسين على خلافة كوفي عنان، الأمين العام للأمم المتحدة، أصبح الطريق ممهدا أمام بان كي مون وزير خارجية كوريا الجنوبية الأسبق لشغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة، خاصة بعد أن أعرب أعضاء مجلس الأمن عن تفضيلهم بان كي مون لتولي هذا المنصب. ومن المتوقع أن يجري اليوم تصويت رسمي بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن على اختياره رسميا لخلافة عنان. وبعد توصية المجلس يتوقع ان تقر الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 192 عضوا خلال أسبوع تعيين الدبلوماسي الكوري الجنوبي في منصب الأمين العام ليحل محل عنان الغاني الجنسية الذي سيختتم عشر سنوات في هذا المنصب يوم 31 ديسمبر/ كانون الاول.

ويعد منصب الأمين العام للأمم المتحدة من أكثر المناصب السياسية صعوبة وتعقيدا، إذ يتربع الأمين العام نظريا على منصب له وزن دولي كبير ويتمتع بتأثير واسع على مجريات الأحداث في الساحة الدولية. ولكن ما بين النظرية والواقع مسافات طويلة، فعندما لا تبدي الدول الكبرى رغبتها وحماسها للتعاون مع الأمين العام فإنه يقف عاجزا ومشلولا عن الحركة. وفي هذا السياق، يرى جونتنر أونسير أستاذ العلوم السياسية من جامعة آخن التقنية بأن دور الأمين العام يعتمد إلى درجة كبيرة على" الدول صاحبة حق النقض الفيتو"، ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية.

عنان رجل الولايات المتحدة الأمريكية

UNO 60. Jahrstag, Annan zusammen mit Bush
علاقات من المد والجزر ربطت عنان بالإدارة الأمريكيةصورة من: AP

كان دعم الولايات المتحدة لكوفي عنان سببا قويا في توليه لقيادة الأمم المتحدة على الرغم من رغبة العديد من الدول آنذاك بالتمديد لبطرس بطرس غالي لفترة رئاسة ثانية. فقد عرقلت الولايات المتحدة هذه المساعي ووضعت ثقلها الدولي لإيصال كوفي عنان إلى هذا المنصب. ومن وجهة نظر العديد من المراقبين أحدث عنان عددا من التغييرات وإن جاءت في كثير من الأحيان متأخرة. أورليش ديليوس، من منظمة تعنى بالشعوب المضطهدة، يرى بأن عنان حاز على "تقدير كبير من المؤسسات" في الأشهر الأخيرة وخاصة عندما يجري الحديث عن "حقوق الإنسان". فقد رفع صوته عاليا ضد ما يجري في دارفور. هذه التطورات، كما يراها ديليوس، ليست "بالأمر الجديد"، فطالما "خرج مسؤولو الأمم المتحدة عن صمتهم" عندما تقبل فترة رئاسته على الانتهاء، فتراهم يدافعون عن "القيم وحقوق الإنسان". ومثل هذا الأمر لم يكن بتلك "الحدة والقوة" عندما كان "مصيرهم ووجودهم يعتمد على الدول الكبرى"، كما يرى ديليوس.

جائزة نوبل

حصل عنان على جائزة نوبل في عام 2001 بالتشارك مع الأمم المتحدة، حيث استبق ذلك بمواقف قوية ضد حرب الولايات المتحدة الأمريكية على العراق ووصفها "بغير الشرعية". ولكنه في نهاية المطاف وقف إلى جانب مطالب الولايات المتحدة الأمريكية لمساندة حربها على العراق. فكانت المهمة تتمثل في المساهمة في إقامة نظام ديمقراطي في العراق وإعادة تسليم مفاتيح السلطة إلى العراقيين.

وعلى الرغم من مواطن الضعف التي اعترت الأمم المتحدة في فترة تولي عنان إلا أنه يبقى في الذاكرة على انه رجل إصلاح وتغيير. لقد كان رجلا يحب التواصل مع الآخرين ومحبا للعمل بروح الفريق، على عكس الأمين العام السابق بطرس بطرس غالي، كما يرى أستاذ العلوم السياسية، أونسير.

صورة متذبذبة

Konferenz "Partnerschaft für Afrika"
لم يفلح عنان في تحقيق أحلام القارة السوداء بمزيد من الاستقرارصورة من: dpa

بعض المهام أنجزت "بدرجة عالية" من المهنية وبعضها الأخر بدرجة "متوسطة" ومنها ما ينتظر الحل، هذا ما تراه فريدريكا باور مؤلفة كتاب عن السيرة الذاتية لعنان. لقد كانت فضيحة الفساد وبرنامج النفط مقابل الغذاء العراقي والتي تورط فيها نجله كوجو من أصعب التحديات التي واجهته بشكل شخصي. ورغم عدم وجود أدلة على تورط عنان بطريقة شخصيه في هذه الفضائح ، إلا أنه قد تم توجيه النقد له بعدم وجود رقابة كافية على البرامج التي تديرها الأمم المتحدة.

خيبة أمل إفريقية

عندما تولى عنان منصب الأمين العام للأمم المتحدة شكل ذلك "دعما نفسيا كبيرا لإفريقيا"، كما يقول جون اماكا من نيجيريا وأستاذ العلوم السياسية في جامعة كولونيا. فقد شعر الأفارقة بأن الرجل "ينتمي إليهم وأنهم ينتمون بذلك إلى العالم"، الأمر الذي جعل إفريقيا "أكثر ثقة بنفسها"، كما يقول اماكا. لقد منح وصول عنان إلى قيادة دفة الأمم المتحدة الأفارقة "شعورا طيبا"، على حد وصف اماكا.

وفي حقيقة الأمر لم يستطع عنان إحداث "تغيير ايجابي" في القارة السوداء خلال فترة توليه لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، كما أوضح ديليوس. ففي قضايا الصحراء الغربية والكونغو ورواندا لم تستطع الأمم المتحدة أن تحدث تغييرا. وفي هذا السياق يقول ديليوس "ما حدث هو الشيء القليل وليس هناك من سبب يجعل إفريقيا تفخر بفترة تولي عنان لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة." مثل هذا الموقف لا يراه أستاذ العلوم السياسية، اماكا، فهو يرى أن مهمة عنان لا تنحصر في "حل مشكلات العالم"، بل في "لفت أنظار العالم إلى المشاكل القائمة وتقديم حلول بشأنها" وهو ما قام به عنان "بطريقة جيدة." وكذلك أشار اماكا إلى أن عنان كان سببا مهما في" تعزيز" دور الاتحاد الإفريقي في دارفور و"إرسال جنود" من الاتحاد إلى هناك.

عنان والعالم العربي

Kofi Annan bei Mahmud Abbas in Ramallah
ظل الصراع العربي الإسرائيلي من أهم القضايا الشائكة التي حملها عنانصورة من: AP

وفي الوقت الذي تضاربت فيه المواقف حول شخصية كوفي عنان وشعبيته وما الذي استطاع أن ينجزه وما لم يستطع يرى العديد من المراقبين بأن عنان لا يتمتع بشعبية عالية في العالم العربي، خاصة في ضوء مواقف الأمم المتحدة من الصراع العربي الإسرائيلي. فقد كشفت الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل عن ضعف الأمم المتحدة في حماية المدنيين اللبنانيين والبنى التحتية اللبنانية من القصف الإسرائيلي. كما رأت الكثير من الآراء العربية أن الأمم المتحدة هي مجرد أداة تستخدمها الإدارة الأمريكية لخدمة مصالحها في العالم. وعلى الرغم من البيانات التي أصدرتها الأمم المتحدة لإدانة تعرض المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين للقتل، فإن ذلك لم يساعد الأمم المتحدة وكوفي عنان على تجميل صورتهما وتحسين سمعتهما في العالم العربي، كما يرى العديد من المتابعين والمحللين.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد