فقراء الصومال يضحون بقوتهم لإنقاذ مواطنيهم من المجاعة – DW – 2011/7/26
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فقراء الصومال يضحون بقوتهم لإنقاذ مواطنيهم من المجاعة

٢٦ يوليو ٢٠١١

تتفاقم المجاعة في شرق إفريقيا. وفي الصومال يضحّي الناس حتى الفقراء منهم بقوت يومهم تضامنا مع مواطنيهم الذين يعيشون معاناة كبيرة. وتتزايد الحاجة للإغاثة الإنسانية بسبب الجفاف الذي أثر على أكثر من 11 مليون إنسان بالمنطقة.

https://p.dw.com/p/124a0
الأمهات يتركن أطفالهن يموتون في الشوارعصورة من: dapd

قال مسؤولو الإغاثة في الصومال إن المراكز الغذائية الطارئة في منطقة شرق إفريقيا التي يضربها الجفاف تعجز عن تلبية احتياجات آلاف الجوعى الذين يتدفقون عليها كل يوم. وحتى الأمهات يضطررن لترك أطفالهن الذين لقوا حتفهم أو الذين يحتضرون في الشوارع وعلى جنبات الطرق.

اللحم: هدية كبيرة

مئات من الأشخاص محتشدون حول أربعة قدور فيها أرز وبعض لحم الماعز، و يتزاحمون على الطعام الذي يوزَّع بينهم في الشارع بين المباني المهدمة بسبب القصف في العاصمة الصومالية مقديشو.

شريفو شيخ مواطنة صومالية وهي تنتظر بصبر وجبتها المحتوية على اللحم. إنها هدية كبيرة بالنسبة إليها لم تتعود على أكل مثلها. وقد مات ابنها إبراهيم البالغ من العمر 12 عاما من شدة الجوع في البيت في منطقة باكول الصومالية. لذا جاءت شريفو شيخ مع ابنتيها قبل يومين إلى العاصمة مقديشو، وتقول:"ومنذ ذلك الحين ونحن نتسول. لكن معظم مَن طلبنا منهم المعونة لم يكونوا يملكون الكثير أيضاً. لقد عشنا في اليومين الماضيين على شرب الشاي فقط ".

Flash-Galerie Hungersnot Somalia
صوماليون يعانون من الجفاف والمجاعةصورة من: dapd

الدعم الخارجي مُلِح

الغذاء الذي يوزع على العائلات في هذا اليوم دفع ثمنه العاملون الصوماليون في منظمة الإغاثة من جيوبهم الخاصة. الموظفون يعملون في منظمة اسمها: المساعدة للجميع DBG. وقد تنازلوا عن نصف رواتبهم لشهر يوليو/ تموز لصالح اللاجئين الذين يعانون من المجاعة. وتمكنوا من جمع حوالي 11 ألف يورو من هذه التبرعات. وهو ما يكفي لإطعام نحو 1200 أسرة لمدة خمسة أيام. عبدي حسن حمود يساعد في أعمال توزيع الطعام ويقول خلال ذلك: "أحس بالأسف عندما أرى الناس وأطفالهم يعانون. لقد رأيت بعضهم يبكون وهم جالسون في الشوارع. هذا يشعرني بحزن لا يُصدق".

بالإضافة إلى الأرز ولحم الماعز، اشترى حسن حمود وزملاؤه 1200 خيمة من خيام البلاستيك من أجل السكن المؤقت للاجئين. اللاجئون يشعرون بأنها هدية كبيرة أيضا. صحيح أن الأمطار لم تتساقط منذ شهور في منطقتهم الأصلية لكنها تتساقط حالياً في مقديشو على الأقل والخيام تحميهم من البلل.

Dossierbild Horn von Afrika Ostafrika Somalia Hungersnot Hungerskatastrophe Bild 1
الجفاف دفع عشرات الآلاف إلى الرحيل صوب العاصمة الصومالية وإلى دول مجاورةصورة من: AP

ولكن وبعد خمسة أيام سينتهي كل ما اشتراه موظفو الإغاثة من أموالهم الخاصة. وعدد العائلات المحتاجة يتجاوز الـ 1200 أسرة ويصل إلى عشرات الآلاف على الأقل. والإحصائيات غير معروفة على وجه الدقة. الجوعى كثيرون كما يقول حسن حمود: "نحن نضحِّي من أجل شعبنا ونأمل في أن ترسل لنا الجهات المانحة الكبرى المزيد من المال".

الفقراء يساعدون الجوعى

العاملون في منظمة الإغاثة ليسوا أغنياء ورواتبهم قليلة وها هم يضطرون إلى تناول وجبة واحدة في اليوم بدلاً من ثلاث وجبات ليوفروا لمواطنيهم البؤساء بعض الطعام، كما تقول شريفة أبو بكر إحدى العاملات في المنظمة: "لا أستطيع أن أملأ معدتي بالطعام وأنا أرى غيري يتضور جوعاً ويموت".

ولا يقتصر الأمر على موظفي منظمة الإغاثة فقط. جميع السكان يبذلون جهدهم للتبرع بالطعام والمال واللباس. وحتى الفقراء منهم يدلون بدلوهم رغم قلة حيلتهم وبؤس حالهم و يجمعون ما يقدرون على جمعه في مساجد مقديشو ويتقاسمونه مع مواطنيهم الذين تتهددهم المجاعة.

بيتينا رول/ علي المخلافي

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد