فاجعة تولوز الفرنسية تحت مجهر الصحف الألمانية والأوروبية – DW – 2012/3/22
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فاجعة تولوز الفرنسية تحت مجهر الصحف الألمانية والأوروبية

٢٢ مارس ٢٠١٢

فاجعة مقتل سبعة أشخاص بينهم أطفال مدرسة في تولوز الفرنسية هيمنت على تعليقات الصحف الألمانية والأوروبية التي حاولت استقراء تبعات هذه الحادثة على سير حملة الانتخابات الرئاسية بفرنسا.

https://p.dw.com/p/14PDR
صورة من: Reuters

صحيفة أوسنابروكر تسايتونغ سلطت الضوء على جرائم تولوز وانعكاساتها المحتملة على الحملة الانتخابية، وكتبت تقول:

"الأفعال المروعة تفضح إلى أي مدى سلطة الدولة هي بالفعل عاجزة وهشة رغم استعراض كل مظاهر القوة الأمنية والعسكرية، كما يحلو لفرنسا القيام به مثلا في عيدها الوطني. في هذا الوضع يصدر اليهود والمسلمون في فرنسا الإشارة الصحيحة الوحيدة: إنهم يقفون معا، ويحذرون جميعا مرشحي الرئاسة من توظيف تلك الأفعال الوحشية. رئيس الدولة نيكولا ساركوزي وجب عليه بالتالي أخذ هذا النداء على محمل الجد والكف عن مواصلة استعمال كلمات مبتذلة شعبوية لكسب الأصوات. فدعوته كوزير داخلية سابق إلى استخدام خراطيم الضغط المائي لتنظيف ضواحي المدن كانت سيئة بما فيه الكفاية".

 

صحيفة فرانكفورتر روندشاو تبحث في تعليقها عن الأسباب الكامنة وراء اعتداءات تولوز، وكتبت تقول:

"نيكولا ساركوزي وعد في بداية ولاية حكمه بتنفيذ برنامج كبير تحت عنوان "الأمل لضواحي المدن"، غير أنه لم يف بشيء. كما أنه لجأ ضمن فريق حكومته إلى تهميش أولئك المنحدرين من عائلات مهاجرة يرمزون لانفتاح المحافظين. قبل خمس سنوات فاز نيكولا ساركوزي بمنصب الرئاسة، لأنه تمكن بهيئة الرجل القوي من انتزاع ناخبين للجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة ـ هل هذا سيتحقق من جديد بفضل نجاح البحث السريع؟

 

صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ اهتمت هي الأخرى بالعواقب السياسية لسلسلة القتل المرتكبة في تولوز الفرنسية، وكتبت تقول:

"الحياة السياسية تظل متوقفة لبضعة أيام في فرنسا. ضوضاء الحملة الانتخابية توقفت تقريبا، علما أن غالبية المرشحين المتنافسين على منصب الرئاسة أعلنوا في إجماع جمهوري تمسكهم بالقيم المشتركة للفرنسيين. المذبحة في مدرسة يهودية بتولوز واغتيال ثلاثة جنود في المنطقة وحدت الأمة في حزن. هل ستغير اغتيالات تولوز المزاج وبأي كيفية، هذا لا يمكن التكهن به قبل إلقاء القبض على الجاني. لكن أمرا واحدا يبدو واضحا: وهو أن الأمن الداخلي، الموضوع الدائم للحملات الانتخابية يحتل مجددا صدارة جدول الأعمال".

مقتل المشتبه به في هجمات تولوز

صحيفة برلينر تسايتونغ كتبت من جهتها تقول:

"سلسلة الاغتيالات تقع في خضم حملة الانتخابات الرئاسية. وهي تمثل في فرنسا قمة الحياة السياسية. فهي تحيي مشاعر قديمة وجديدة، وأخرى ثورية ورجعية، إضافة إلى أخرى إديولوجية وشعبوية. وحتى في عام 2012 يبذل المرشحون كلما في وسعهم لشحنها. وهذه المرة من جهة اليمينيين. وزير الداخلية كلود غيان سبق له قبل أسابيع أن أطلق تخمينات حول تفوق الحضارة الغربية. وهنا ُيطرح السؤال هل يمكن لهذه البيئة والمناخ الانتخابي المفعم جزئيا بصفة مصطنعة أن يدفع مختلا عقليا إلى ارتكاب هذا الفعل؟".

 

صحيفة بازلير تسايتونغ السويسرية كتبت في الموضوع ملاحظة ما يلي:

"حتى السياسيين كان محكوما عليهم من خلال الحداد الوطني بتشكيل وحدة مقدسة. بعض مرشحي الرئاسة اقترح إلغاء الحملة الانتخابية. لكن الإغراء من أجل استغلال المشاعر كان كبيرا. الجميع أراد في عين المكان تبيان مدى اقتسامه مشاعر الحزن مع الجالية اليهودية في تولوز... ومن المتوقع أن لا يستمر وقف إطلاق النار السياسي بسبب كارثة تولوز طويلا. لكن من يحاول بشكل مكشوف توظيف هذه الأخيرة، فإنه سيقصي نفسه، ولن يكون أهلا لمنصب الرئاسة".

صحيفة دير ستاندارت النمساوية الصادرة بفيينا كتبت تقول:

"سلسلة الاغتيالات تقع في خضم الحملة الانتخابية الرئاسية ـ وليس ذلك صدفة ... ساركوزي المنحدر من أبوين مهاجرين من المجر واليونان، شأنه شأن هولاند، ليس عنصريا. غير أنه يعشق اللعب بالنار، وينفخ بقوة في الجمر. هذا يشحن مناخ الانتخابات الرئاسية المفعمة أصلا بالمشاعر، وبدرجة أكثر في جنوب فرنسا حيث يعيش الوافدون من الجزائر والمغاربيون والسفارديم جنبا إلى جنب...

والآن يطالب نفس المرشحين الذين سكبوا قبلها الزيت في النار بفرض حماية أمنية للمؤسسات الدينية، ويدعون على المستوى الوطني إلى التزام دقيقة صمت ترحما على أرواح الضحايا، ويهرعون إلى مكان الحادثة، ويزورون بعدها معبدا يهوديا. القاتل يتتبع ربما هذا المشهد السياسي عبر التلفزة، ويشاهد كلما تسبب فيه".

 

إعداد: م أ م

مراجعة: منصف السليمي