سياسة الأسرة في ألمانيا بين التحديات الاجتماعية والخلافات السياسية – DW – 2007/3/1
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سياسة الأسرة في ألمانيا بين التحديات الاجتماعية والخلافات السياسية

دويتشه فيله+وكالات (ط.أ)١ مارس ٢٠٠٧

قدمت وزيرة شؤون الأسرة الألمانية مجموعة من الخطط والحوافز المادية لتشجيع النساء على الإنجاب من أجل مواجهة تراجع نسبة الولادات في ألمانيا. هذه الخطط تحظى بدعم المستشارة ميركل رغم موجة الانتقادات والتحفظات حول جدواها.

https://p.dw.com/p/9weQ
تراجع الولادات قد يحول دون تأمين معاش المسنينصورة من: AP

في محاولة منها لمواجهة التراجع المثير للقلق في نسبة الولادات في ألمانيا، طرحت وزيرة شؤون الأسرة الألمانية الاتحادية أورزولا فون ديرلاين من الحزب المسيحي الديمقراطي مقترحات وخططا بشأن سياسة أسرية جديدة، تشمل توفير عدد من الحوافز المادية والتنظيمية لتشجيع الأمهات، خاصة العاملات منهن، على إنجاب الأطفال. لكن إعلان وزيرة شؤون الأسرة عن هذه الخطط الجديدة أثار جدلا واسعا داخل الدوائر السياسية وجاء مصحوبا بردود أفعال متباينة تأرجحت بين مؤيدة ومعارضة لتوجهات سياسة الأسرة الجديدة. فمعارضو هذه المبادرة تساورهم الشكوك حول واقعية خطط فون ديرلاين التي يصعب في نظرهم تمويلها، لاسيما وأن اهتمامها ينصب بالأساس على دعم الأمهات العاملات.

وكانت الوزيرة الألمانية قد اقترحت في إطار خطة تهدف مساعدة النساء على الجمع بين العمل وإنجاب الأطفال زيادة مخصصات الطفولة وعدد مراكز الرعاية النهارية للأطفال دون سن الثالثة بنسبة ثلاثة أضعاف، ليصل عددها بحلول عام2013 إلى 750 ألف مركز. كما اقترحت تمويل هذه المراكز التي ستكلف ثلاثة مليار يورو سنويا من خلال خفض المزايا الضريبية وبمساهمة كل من الاتحاد والولايات والبلديات لتغطية تلك التكاليف.

معارضة لخطط الأسرة الجديدة

Säugling im Brutkasten Berlin
زيادة النسل مرهون بزيادة الدعم الاجتماعي والمادي الذي تقدمه الدولةصورة من: AP

وانتقد المحافظون داخل الكنيسة الألمانية الكاثوليكية خطط وزيرة شؤون الأسرة بشدة، بدعوى أن زيادة عدد مراكز الرعاية النهارية للأطفال لا يصب في واقع الأمر في مصلحة الأطفال، مشيرين في هذا الجانب إلى أنه لا يجب اللجوء إلى هذه المراكز إلا في حالة الاحتياج الحقيقي. وفي هذا السياق يقول كاردينال كولونيا يواخيم ماينز: "إذا حولنا مراكز الرعاية النهارية للأطفال إلى منشأة دائمة وكبديل للأسرة، فإن هذا سيكون تطورا سيئا".

وقد جاءت الانتقادات أيضا من داخل صفوف الحزب الذي تنتمي إليه فون ديرلين، حيث أعرب السكرتير العام للحزب المسيحي الديموقراطي رونالد بوفالا عن تحفظه تجاه تلك الخطط التي تجعل مساعدة الآباء الراغبين في الجمع بين العمل ورعاية الأطفال على حساب الآباء الذين يريدون تربية أطفالهم في المنزل. كما وجه عدد آخر من السياسيين البارزين داخل الحزبين المسيحي الديموقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي أيضا انتقادات لمقترحات وزيرة شؤون الأسرة التي تضر في نظرهم بصورة الأسرة التي تتبناها تلك الأحزاب وتربك الناخبين المحافظين.

ميركل تدعم خطط وزيرة شؤون الأسرة

Ursula von der Leyen
أورزولا فون دير لاين وزيرة شؤون الاسرة الاتحاديةصورة من: picture-alliance/dpa

وأما المستشارة الألماينة أنجيلا ميركل فقد دافعت في معرض حديثها لصحيفة "فرانكفورته ألجيماينه" الألمانية عن مقترحات وزيرة شؤون الأسرة الاتحادية، موضحة أنه على الآباء والأمهات أن يحظوا حين يتعلق الأمر بتربية الأطفال بحرية الاختيار بحسب القدر الذي تسمح به الأطر العامة للدولة على حد تعبيرها.

وأما فيما يخص الموارد المالية لتمويل هذه المراكز فقد اكتفت ميركل بالقول بأن "الإرادة بوابة الحلول". وأما الحزب الاشتراكي الديموقراطي فقد أكد على لسان رئيسه كورت بيك حرص حزبه على حرية اختيار الأسر الشابة كيفية تربية أبنائها، معربا في الوقت ذاته عن تأييد حزبه لفكرة زيادة عدد مراكز رعاية الأطفال. وقد جاء التأييد أيضا من قبل الرئيس الألماني الاتحادي هورست كولر الذي قدم في مقالة نشرتها صحيفة "تسايت" الألمانية شكره لفون ديرلين على الاقتراحات التي تقدمت بها.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد