دراسة: معاداة السامية في ألمانيا أكثر انتشاراً بين المسلمين – DW – 2022/5/12
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دراسة: معاداة السامية في ألمانيا أكثر انتشاراً بين المسلمين

١٢ مايو ٢٠٢٢

كشفت دراسة حديثة أن معاداة السامية مشكلة "متجذرة بعمق" في المجتمع الألماني، لكنها أكثر انتشاراً بين المسلمين واليمينيين المتطرفين. يأتي ذلك بالتزامن مع الإعلان أن ارتفاع جرائم معاداة السامية في البلاد إلى مستوى قياسي.

https://p.dw.com/p/4B9Qu
يهودي يرتدي القلنسوة اليهودية "الكيباه" في مدينة كولونيا الألمانية
الدراسة خلصت إلى أن معاداة السامية "متجذرة بعمق" في المجتمع صورة من: Geisler-Fotopress/picture-alliance

أرقام مقلقة! في عام 2021 سجلت السلطات الألمانية 3028 جريمة معاداة للسامية في البلاد، في أعلى رقم منذ بدء تسجيل إحصائيات الجرائم! وبالتزامن مع نشر هذه الأرقام، أظهرت دراسة جديدة أجراها معهد "ألنسباخ" الاستطلاعات الرأي لصالح اللجنة الأمريكية اليهودية أن معاداة السامية في ألمانيا ليست مشكلة على هوامش الطيف السياسي فحسب، بل هي "متجذرة بعمق" في وسط المجتمع. لكن هناك شيء واضح في الدراسة الاستطلاعية، وهو أن معاداة السامية منتشرة أكثر بين المسلمين واليمينيين المتطرفين.
ووفقاً لاستطلاع أجرته الدراسة التي نشرت يوم الثلاثاء (10 أيار/ مايو 2022)، يعتبر غالبية الناس في ألمانيا معاداة السامية ظاهرة منتشرة، إذ أجاب 60 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع بـ"نعم، على الأرجح" أو "نعم، بالتأكيد"، رداً على سؤال فيما إذا كانت معاداة السامية منتشرة على نطاق واسع. وكان هذا رأي 53 بالمائة من المسلمين. وقال نحو ثلثي المشاركين إنهم مقتنعون بأن مشكلة معاداة السامية تفاقمت خلال السنوات العشر الماضية، فيما يرى ذلك نحو نصف المسلمين المستطلعة آراؤهم.
أما فيما يتعلق بالأحكام المسبقة عن اليهود، أظهرت الدراسة أنها منتشرة أكثر بين المسلمين وناخبي "حزب البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي. ففي حين قال 34 بالمائة من المستطلعة آراؤهم أن "اليهود استخدموا وضعهم -كضحايا للهولوكوست- لصالحهم"، بلغت النسبة بين المسلمين 54 بالمائة ولدى ناخبي "البديل" 48 بالمائة. وبينما قال 23 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع إن اليهود لديهم نفوذ كبير جداً في الاقتصاد، بلغت النسبة لدى المسلمين 49 بالمائة ولدى ناخبي "البديل" 39 بالمائة.
"متجذرة بعمق"
وبين إجمالي المشاركين في الاستطلاع، قال 11 بالمائة إن "اليهود مسؤولون عن أزمات اقتصادية كثيرة"، في حين بلغت النسبة لدى المسلمين 33 بالمائة ولدى مؤيدي حزب البديل 22 بالمائة. وفيما قال 6 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع أن "اليهود غير ودودين"، بلغت نسبة الموافقين على ذلك لدى المسلمين 22 بالمائة. وذكر 60 بالمائة أن اليهود تعرضوا لاعتداءات بشكل غير مبرر عند حدوث أزمات، في حين بلغت النسبة لدى المسلمين 39 بالمائة ولدى ناخبي البديل 47 بالمائة.

Infografik Ursachen Antisemitismus AR


مدير اللجنة اليهودية الأمريكية في برلين، ريمكو ليمهويس، قال إن "النتائج توضح مرة أخرى أن معاداة السامية ليست مجرد مشكلة على الهامش السياسي، ولكنها متجذرة بعمق في وسط المجتمع"، وأضاف: "معاداة السامية ليست مشكلة المجتمع المسلم فقط. ومع ذلك، لا يمكن تجاهل هذه المشكلة الهائلة إذا أردنا أن تنجح الحرب ضد معاداة السامية".
وأشار ليمهويس إلى أن الدراسة وجدت أن المواقف المعادية لليهود بين المسلمين لها صلة بمدى تكرار الذهاب للمساجد، مضيفاً أن ذلك "ليس مفاجئاً" بالنظر إلى أن مئات المساجد في ألمانيا تديرها منظمات قريبة من الهيئات الحكومية التركية أو الإيرانية. وحذر ليمهويس من السماح للجمعيات ذات الخلفية الإسلامية المتطرفة بأن تكون شريكة في محادثات مع الحكومة الاتحادية، كما حذر من ترك نقاشات حول مواضيع معينة لحزب البديل.
ومع أن الدراسة خلصت إلى أن من لديه صورة سلبية عن إسرائيل من المشاركين في الاستطلاع أيد على الأرجح الأحكام المسبقة عن اليهود. لكن ليمهويس أشار إلى أن الأمر لا يتعلق بمجرد انتقاد إسرائيل، وقال: "بالطبع يمكن انتقاد إسرائيل. ومع ذلك، فإن تطبيق معايير أخرى يمثل إشكالية"، مشيراً إلى أنه يمكن التحقق مما إذا كان انتقاد إسرائيل معادٍ للسامية من خلال ما يسمى بـ"القاعدة ثلاثية الأبعاد"، وهي فيما إذا كان الانتقاد يتضمن "معايير مزدوجة" أو نزع الشرعية (عن إسرائيل) أو شيطنتها.
"على الساسة الألمان التعامل مع المشكلة"
وتعليقاً على الدراسة الحديثة، دعت صحف ألمانية وناطقة بالألمانية الحكومة الاتحادية إلى مواجهة المشكلة لإيجاد حل لها. وعلقت صحيفة "نويه تسوريشر تسايتونغ": "بالإضافة إلى المواقف المعادية لليهود، غالباً ما يجلب المهاجرون من المناطق ذات الطابع الإسلامي معتقدات إشكالية أخرى معهم - مثل الصورة البشعة للمرأة أو الرأي القائل بأن الحب من نفس الجنس أمر يستحق اللعنة"، وأضافت: "يمكن أن تتغير هذه المواقف بمرور الوقت، تماماً مثل معاداة السامية التقليدية اجتماعياً. ولكن سيكون من السذاجة أن نأمل ببساطة في تغيير جماعي في المواقف بين المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا"، وختمت بالقول: "يجب على السياسيين المسؤولين في النهاية تسمية المشكلة باسمها".
أما صحيفة "تاغس تسايتونغ"، فسلطت الضوء على أمر "مرعب" كشفته الدراسة، وكتبت: "إنه أمر مرعب بشكل خاص أن نحو نصف الناس في ألمانيا (43 بالمائة) لا يعتبرون ثقافة إحياء ذكرى جرائم النازية ضرورية!".
"نموذج ألماني للإسلام"
وسلطت صحف أخرى الضوء على الجهود الألمانية في مكافحة معاداة السامية. وذكرت صحيفة "دي تسايت" أن حكومة ولاية بافاريا أطلقت  "مفهوماً شاملاً" من حوالي 100 صفحة عن "الحياة اليهودية ومكافحة معاداة السامية"، مشيرة إلى أنه سيتم تشكيل مجموعة عمل مشتركة بين الوزارات يشارك فيها ممثلو الطوائف الدينية اليهودية في بافاريا لمكافحة معاداة السامية.

سيارات الشرطة الألمانية أمام كنيس في مدينة هاغن لحمايته من خطر محتمل
ازدياد الجرائم المعادية للسامية في ألمانياصورة من: Markus Klümper/Sauerlandreporter/dpa/picture alliance

وفي برلين أكد مفوض الحكومة الألمانية لشؤون معاداة السامية، فيليكس كلاين، أن وجود مواقف راسخة معادية للسامية في المجتمع الألماني أمر "محبط"، لكنه تحدث عن "إشارة إيجابية" ترسلها الدراسة، وقال إن "نسبة كبيرة من السكان ترى الآن كراهية اليهود مشكلة خطيرة. إذ قال 60 بالمائة من الذين شملهم الاستطلاع ذلك. قبل أربع سنوات كانت هذه القيمة 20 في المائة". وأكد كلاين على ضرورة تقليل تأثير المنظمات الإسلامية المدعومة من دول أخرى في ألمانيا، مشيراً إلى أن أفضل طريقة للقيام بذلك هي إيجاد "نموذج ألماني للإسلام".

تجدر الإشارة إلى أنه حتى ساعة إعداد هذا التقرير لم يصدر أي رد فعل أو تعليق من الجمعيات الإسلامية على هذه الدراسة والمعلومات التي تضمنتها.

م.ع.ح