خبير ألماني: ما يحصل بين السعودية وإيران مقلق للغاية – DW – 2017/11/7
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبير ألماني: ما يحصل بين السعودية وإيران مقلق للغاية

٧ نوفمبر ٢٠١٧

إلقاء خطب نارية ونسج الدسائس وإطلاق صواريخ. هل ازداد خطر نشوب حرب بين القوتين الإقليميتين السعودية وإيران؟ خبير شؤون الشرق الأوسط سباستيان زونس يأمل ألا يحصل ذلك، لأن تفجر الحرب قد يدفع المنطقة بأسرها إلى الفوضى.

https://p.dw.com/p/2nCDd
Yemen Raketenangriff auf den Flughafen Riad
صورة من: Reuters/Houthi Military Media Unit

تزايدت في الآونة الأخيرة لغة الحرب المستخدمة بين إيران والمملكة العربية السعودية، ما دفع بالمراقبين إلى التحذير حول خطورة هذا الصراع على المنطقة بأسرها. DW  استضافت الخبير في الشأن السعودي سباساتيان زونس للحديث حول هذه التهديدات. 

DW: ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يتهم طهران بالوقوف وراء الهجوم بالصواريخ على الرياض في نهاية الأسبوع المنصرم. كما تحدث سلمان عن "عمل حربي". فهل يكون هذا الكلام بداية مناوشات في حرب محدقة بين القوى المتنافسة؟

سباساتيان زونس: في الحقيقة، ما يحصل هو أكثر من مجرد مناوشات. الخلاف بين إيران والعربية السعودية شهد تصعيدا منذ عام 2011، ولاسيما بعد الاتفاق النووي في 2015. ونحن نعاين ذلك في اليمن وكذلك في سوريا والبحرين والآن أيضا في لبنان. وإذا تم الحديث حاليا بوضوح عن عمل حربي، فإن هذا يشكل بُعدا جديدا. وهذا يستوجب في الحقيقة الرد بوسائل عسكرية. وهذا مقلق للغاية إذ من الممكن أن يؤدي هذا إلى أعمال حربية مباشرة.

Deutschland Sebastian Sons Experte der DGAP
سباستيان زونس - خبير في الشأن السعوديصورة من: DGAP

كم هي المدة المتبقية لحين نشوب حرب حقيقية بين القوتين الإقليميتين؟

دوامة التصعيد تدوربسرعة بالطبع ، ووصلت إلى ذروة جديدة. وعلى الرغم من ذلك فإنني متفائل من أنه لن يحصل أي نزاع عسكري مباشر بين إيران والعربية السعودية. وفي الحقيقة ليس للبلدين مصلحة في نشوب حرب بينهما، لاسيما المملكة العربية السعودية، فهي ليست في وضع عسكري متفوق ـ رغم أنها تملك أسلحة ـ يجعلها تكسب هذه الحرب. وعلى هذا الأساس أعتقد أن الحرب الكلامية ستبقى كذلك ولن تُترجم إلى حرب حقيقة.

ما الذي سيحصل لو انتقل النزاع من الكلام إلى أرض المعركة؟ هل سيشعل هذا المنطقة بأسرها؟

المنطقة مشتعلة أصلا في كل جوانبها، وحصول مواجهة مباشرة بين إيران والعربية السعودية سيدفع الشرقين الأدنى والأوسط إلى فوضى كاملة. ولا أحد له مصلحة في ذلك، وعليه يمكن لي أن أتصور أن يستمر التصعيد في هذا الشكل حتى يتم الإستمرار في إستخدامه وتوظيفه مثل ما يفعل حزب الله الذي يُعتبر حليفا لإيران في لبنان.

في الصراع على النفوذ في لبنان، عمل القصر الملكي  السعودي على تصويب جديد للفرقاء: فرئيس الوزراء اللبناني الحريري استقال ـ خلال زيارة إلى الرياض. ما هي هنا مصلحة العربية السعودية؟

من الصعب الإجابة على هذا السؤال. إلى حد الان كان هناك تفاهم مع الإيرانيين على ترك لبنان في هدوء. وحزب الله كان جزءا من الحكومة. والآن مع الحريري انكسر الحليف الموالي للطرف السعودي أو أنه استقال بضغط من السعوديين. ويمكن تفسير ذلك بأن السعوديين يبحثون الآن عن مواجهة مع حزب الله. وهناك شائعات مفادها أن السعوديين يأملون أن تتحرك إسرائيل الآن عسكريا ضد حزب الله للتخلص من حليف إيران. ويمكن لي فقط أن آمل أن لا يندرج ذلك في استراتيجية السعوديين، لأن ذلك سيؤدي بالتأكيد إلى مواجهات عسكرية إضافية وانعدام استقرار أكبر في المنطقة.

وحتى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سافر الآن فجأة إلى الرياض؟

نعم، وأتصور أن لبنان يلعب دورا هنا في هذه الرحلة . لكنني أريد في هذا الموضع الكف عن الدخول في تكهنات. ليس بوسعي قول شيء دقيق حول المخططات السعودية في هذا المجال وماذا يعتزمون القيام به مع الفلسطينيين.

لماذا وتيرة الأحداث هي سريعة حاليا؟ فإلى جانب جميع التداخلات في السياسة الخارجية أمر ولي العهد بن سلمان باعتقال نصف قمة هرم الدولة.

هنا أيضا لا يسعنا إلا التكهن. موجة الاعتقالات في العربية السعودية هي استمرار للسياسة التي بدأها محمد بن سلمان ولي العهد في الشهور الأخيرة. وتجريد ولي العهد الحقيقي محمد بن نايف في يونيو كانت هي الانطلاقة. واعتقال رجال دين نافذين كانت هي الخطوة التالية والآن هو يتوجه ضد سياسيين وأعضاء العائلة المالكة وضد رجال أعمال. فهو يريد بذلك توطيد سلطته. هو لا يريد أن يخشى من أحد داخل العائلة المالكة أو خارجها إذا أصبح ملكا. فهذا تخطيط بعيد المدى.

هل يتبنى ولي العهد أسلوبا هجوميا، لأنه يتمتع بمساندة مطلقة من جانب الرئيس الأمريكي ترامب، ويلوح أيضا بالقوة ضد طهران؟

السعوديون ينفون هذا الأمر بقوة. لكنني أعتقد أن ذلك هو سبب وراء ذلك النهج. دونالد ترامب أظهر خلال زيارته الأولى إلى الخارج في الرياض بوجه خاص أنه يقف وراء العربية السعودية.بالكامل، فهوأعطاهم تفويضا كاملا للقيام بما يحلو لهم. حتى لو كان هذا الأمر لا يصب في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية بالمطلق، مثلا ما حصل مع مقاطعة قطر، فهو يتحمل ذلك. ما يحصل الآن يتم بمساندة دونالد ترامب. وهذا يمثل أيضا إشارة لمحمد بن سلمان للتدخل بقوة.

+ خبير شؤون الشرق الأوسط سباستيان زونس، وباحث في الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية حول التطورات الاجتماعية في العربية السعودية.

أجرى المقابلة بيتر هيله

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات