تطوير لقاح قد يُنهي الإدمان على مخدِّر الكوكائين – DW – 2011/11/1
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تطوير لقاح قد يُنهي الإدمان على مخدِّر الكوكائين

١ نوفمبر ٢٠١١

يطور فريق من الباحثين الأمريكيين لقاحاً ضد الكوكائين يحد من بلوغ المتعاطي له مرحلة النشوة رغم تناوله للمخدر بكميات كبيرة، حيث يتم حقنه بمواد تلتصق بالمخدِّرات في جسده وتمنع وصولها إلى المناطق الدماغية المسؤولة عن النشوة.

https://p.dw.com/p/130GF
تعاطي الكوكائين باستنشاق مسحوقهصورة من: picture alliance/KPA

يتعرض معظم المتعاطين لمخدر الكوكائين إلى ضغط من أفراد عائلاتهم ومن أرباب أعمالهم كي يقلعوا عن تناول هذا المخدر. وكثيراً ما يسمع كل واحد من هؤلاء المدمنين مقولة: "أقْلِع عن تناول هذه المخدرات لأنها تدمر حياتك". وحين تكون لديهم الرغبة بالفعل في الإقلاع عن تعاطي الكوكائين، يواجه الكثير منهم صعوبة تحقيق ذلك والإقلاع عنها. ويذهب عدد كبير من المدمنين على تعاطي مخدر الكوكائين طوعاً إلى مراكز الأبحاث في مدن فيلاديلفا ونيويورك وسينسيناتي الأمريكية، رغبةً منهم في تجريب اللقاح الجديد ضد هذا النوع من المخدرات، كما يقول الطبيب توماس كوستين المختص بالأعصاب وعلم النفس في كلية بيلور للطب في مدينة هيوستن الأمريكية.

Kokain Flash-Galerie
تهريب أطنان من الكوكائين عبر مختلف بلدان العالم أمر يحدث من وقت إلى آخرصورة من: picture alliance / landov

منع دخول المخدر إلى المخ

ويطور توماس كوستين لقاحاً ضد تأثير الكوكائين على أجساد المدمنين، الذين يتواجد الكوكائين في أجسادهم بالفعل، إذ يكون اللقاح في أجسادهم جسيمات مضادة للكوكائين، وتمنع هذه الجسيماتُ مخدرَ الكوكائين من التأثير على الدماغ وتحد من نشوة السُّكـْر لدى المتعاطي للمخدر، لأن اللقاح يقوم بتثبيط مراكز المخ المسؤولة عن الشعور بالنشوة بعد تعاطي المخدر. وبالتالي يساعد ذلك هؤلاء الأشخاص على التخلص من الإدمان. ويوضح كوستين بالقول: "جسيمات اللقاح المضادة للكوكائين تكون كبيرة الحجم مقارنةً بجزيئات الكوكائين. وتلتصق جسيمات اللقاح بجسيمات الكوكائين في جسد المدمن فور تناوله لهذا المخدر".

ويضيف الطبيبي الأمريكي قائلاً: "ونتيجة هذا الالتصاق يتشكل مُعَقـَّد كبير الحجم متكوّن من جُسيم اللقاح وجُزيء الكوكائين، ولا يتمكن هذا المعقد من الدخول إلى خلايا المخ نظراً لكبر حجمه، وبالتالي يتم تثبيط تأثير المخدر على الدماغ. وفي هذه الحالة يبقى مخدر الكوكائين في الدم لفترة ومن ثمّ يتم التخلص منه عن طريق البول".

وفي الأعوام الماضية قام الباحثون بتلقيح أربعمائة مدمن على الكوكائين. وكان للقاح تأثير فعّال على خمسة وسبعين بالمائة منهم. وتبين أن جسيمات اللقاح الكثيرة تبطل تأثير جرعات الكوكائين مهما زادت كميتها في جسد المدمن عليها. وتبيّن أيضاً أن أجساد المدمنين تتحمل تأثير اللقاح بشكل جيد، كما يقول الباحثون. ومنهم كارل هارت الاختصاصي في علم الأعصاب من جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك الأمريكية، الذي يتعامل في أبحاثه أيضاً مع المدمنين على الكوكائين ويبدى انطباعاً إيجابياً حول اللقاح الجديد، وخصوصاً في ظل عدم وجود أي دواء طبي ضد الإدمان على المخدرات إلى الآن.

Flash-Galerie Symbolbild Sucht Drogen Kokain Koks
فتاتان مدمنتان على مخدر الكوكائينصورة من: Fotolia/NatUlrich

تأثير الكوكائين والرغبة في تعاطيه

ويضيف كارل هارت قائلاً: "أنا سعيد جداً بأن العلماء تمكنوا من التوصل إلى هذه النتائج. لكن المدمنين على الكوكائين يبالغون أحياناً في حماسهم عندما يتصورون أن اللقاح الجديد يستطيع القضاء على الإدمان لديهم بشكل سريع. الإدمان ليس عملية بيولوجية فحسب بل هو أيضاً اضطراب في السلوك وأمر في غاية التعقيد. لذا من السذاجة أن يعتقد المرء أنّ بمقدور اللقاحِ وحده القضاءَ على الإدمان. هذا اللقاح مفيد لكنه ليس وصفة دوائية سحرية".

صحيح أن اللقاح يوقف الشعور بنشوة المخدر لكنْ ليس بمقدوره الحد من الرغبة في تناوله، والمدمنون يجدون صعوبة إدمانية كبيرة في الأسابيع الأولى من تلقيحهم به، ويبقى شغفهم بالوصول إلى مشاعر النشوة التخديرية مرافقاً لهم أينما حلـّوا. وينفقون المزيد من المال لشراء كميات أكثر من المخدر. ولكنهم حتى وإنْ تناولوا عشرات أضعاف كمية الكوكائين التي يتناولونها عادةً فإن المخدر لا يؤثر عليهم بتاتاً بسبب اللقاح، كما يقول كارل هارت. ويضيف الاختصاصي في علم الأعصاب قائلاً: "قد يقوم المدمنون المتطوعون في تجاربنا بتناول مخدر آخر غير الكوكائين سعياً منهم إلى الوصول إلى النشوة التي حرَمَهم منها اللقاح. اللقاح متخصص بالكوكائين فقط ولا يؤثر إلا به. لذا فهم قد يلجؤون إلى تعاطي أنواع أخرى من المخدرات".

Symbolbild Drogen Kokain NO FLASH
مسحوق مخدر الكوكائينصورة من: picture-alliance/dpa

لا جدوى للقاح دون معالجة السلوكية

لكن اللقاح وحده لا يجدي نفعاً دون رعاية نفسية وسلوكية كما يشدد على ذلك توماس كوستين، مضيفاً: "الإدمان على المخدران كان وسيبقى اضطراباً في التصرف السلوكي للمدمن. علينا تغيير سلوكيات مرضانا. لأننا إذا قمنا بتلقيحهم فقط دون معالجتهم سلوكياً ونفسياً فإنهم لن يعودوا إلينا أبداً في المستقبل". فالجمع بين اللقاح البيولوجي والمعالجة السلوكية بالإضافة إلى إرادة المدمن نفسه في مواجهة إدمانه: كل ذلك يبقى الطريق الأمثل للتخلص من المخدر، كما يرى توماس كوستين قائلاً: "من خلال تجاربنا تبيَّن لنا أنه عندما يخضع مرضانا للمعالجة السلوكية لمدة سنتين اثنتين وباستمرار بحيث يكون ذلك أيضاً بالتوازي مع تلقيحهم باللقاح المضاد للكوكائين فإنهم بعد ذلك يقلعون عن هذا المخدر لمدة خمس سنوات على الأقل. وهذا هو الهدف".

وما يزال اللقاح الجديد في طور البحث والتحسين ولم يُعمَّم بعد بشكل رسمي في المعالجة الطبية للمدمنين على الكوكائين، لكن الباحثين يواصلون تجاربهم على المدمنين المتطوعين والذين يبلغ عددهم حالياً ألف متطوع. كما لا يزال على الباحثين التواصل مع شركات الأدوية كي تتبنى لقاحهم الجديد وتنتجه بشكل تجاري يمكن من خلاله طرح اللقاح في الأسواق بكميات كبيرة.

ماريكِه ديغين/ علي المخلافي

مراجعة: عماد غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد