تخصص الجندر والمساواة بين الجنسين في جامعة برلين الحرة – DW – 2011/7/28
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تخصص الجندر والمساواة بين الجنسين في جامعة برلين الحرة

٢٨ يوليو ٢٠١١

ما زالت قضايا التمييز تسبب مشاكل اجتماعية عديدة في مختلف الدول حتى المتقدمة منها. ولدراسة أدوات محاربة التمييز افتتحت الجامعة الحرة في برلين قبل ثلاث سنوات تخصص دراسة الجندر والمساواة بين الجنسين

https://p.dw.com/p/11zWK
دراسات الجندر تهتم بالهوية الإجتماعية والسيكولوجية للأشخاص على خلاف هويتهم البيولوجية التي تحدد عبر الجنس.صورة من: fotolia

لا مجال للتمييز في قاعة المحاضرات التي تحمل رقم 03-03-00-02 في جامعة برلين الحرة. الأستاذ ألكسندر كولب يلقي محاضرة حول قوانين محاربة التمييز في ألمانيا يشرح خلالها إشكالية التمييز ومسلسل محاربته. "لحسن الحظ ولى زمن التمييز الذي كان سائدا حتى خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي"، كما يوضح الأستاذ المحاضر. "لكن هذا لا يعني أن كل أشكال التمييز قد اختفت تماما. على العكس من ذلك لا زال التمييز يمارس، ولكن بشكل خفي."

"أشكال التمييز الخفي لا يمكن إثباتها بسهولة"

Deutschland Geschichte Judenverfolgung Judenstern
تعد قوانين التمييز التي عرفتها ألمانيا في عهد النازية من أقسى حالات التمييز التي عرفها التاريخ الحديث حيث تم إقصاء المواطنين اليهود من كل أشكال الحياة العامة.صورة من: ullstein bild - Schöning

تكمن أحد أشكال هذا التمييز الخفي في إقصاء أشخاص معينين من فرص الحصول على وظيفة لكون أسمائهم تدل على أصول أجنبية مثلا، على الرغم من كفاءاتهم العالية، كما يوضح ألكسندر كولب لطلابه. لكن ما هي سبل الكشف والتصدي لمثل هذه الأشكال من التمييز والتي تكاد تنعدم إمكانيات إثباتها؟ هذا ما يرغب الطلاب الحاضرون تعلمه من خلال دراستهم لتخصص الجندر والمساواة بين الجنسين في جامعة برلين الحرة.

يوضح الأستاذ ألكسندر كولب في بداية الحصة الأدوات التقليدية لمحاربة التمييز كقوانين الكوتة، والتي تقضي بتخصيص حصة معينة من مناصب الشغل للنساء والأقليات العرقية والأشخاص الذين يعانون من إعاقات جسدية على سبيل المثال. بعد ذلك تلقي الطالبة أرياندا سونتو البالغة تسعة وعشرين عاما، والتي سبق أن درست القانون في موطنها الأصلي بوليفيا، محاضرة حول أداة جديدة للتصدي للتمييز والتي تتمثل بطلبات العمل التي تقتصر على الكفاءات ولا تحتوي أية معلومات عن هوية الأشخاص الذين يقدمونها. هذه الطريقة تحول دون أن يتخذ أرباب العمل أو أصحاب النفوذ في مواقع العمل قرار توظيف عمالهم على أسس ترتبط بالهوية أو الجنس أو العرق أو الدين.

إمرأة وحيدة بين ثلاثين زميلا

Freie Universität Berlin
موقع الجامعة الحرة في برلين التي تم تأسيسها بعد الحرب العالمية الثانية كموقع للبحث العلمي الحر.صورة من: picture-alliance/dpa

ويدرس في تخصص الجندر والتنوع والمساواة بين الجنسين في جامعة برلين الحرة عشرون طالبة وطالبا الذين يبدأون دراستهم كل موسم شتاء. أغلبهم سبق وأكمل دراسته في الحقوق أو الاقتصاد أو علوم الهندسة. لكن ذلك لا يمثل أي سبب للتمييز بينهم. فهم يختلفون أحيانا حتى في أعمارهم، حيث يتجاوز البعض منهم سن الستين عاما. كما أن ثلثهم من خارج ألمانيا، إضافة إلى اختلاف سيَرِهم الذاتية والأسباب الشخصية التي دفعتهم للعودة إلى قاعة المحاضرات مرة ثانية، كما توضح الطالبة هيلينا باركة البالغة تسعة وعشرين عاما.

عادت الطالبة هيلينا باركة إلى الجامعة بعد سنة ونصف السنة من التجربة الميدانية، كامرأة وحيدة بين ثلاثين زميلا، كما تقول. و أدركت الطالبة الشابة من خلال هذه التجربة "أن هذا وضع يجب أن يتغير". فحصة النساء في المراكز القيادية في ألمانيا ما تزال ضعيفة، كما تؤكد وتضيف "إضافة إلى ذلك انتابتني رغبة شديدة في خوض التجربة الدراسية مرة أخرى. لذا اخترت هذا التخصص الفريد الذي لا يوجد سوى في برلين، حيث يمكنك دراسة قضايا التمييز دون أن تكون لديك أية خبرة في هذا المجال." لذا تدرس هيلينا باركة وتعمل في الوقت ذاته وهي تذهب إلى الجامعة يومي الجمعة والسبت فقط.

وتبلغ الرسوم الجامعية في تخصص الجندر والمساواة بين الجنسين، 1.500 يورو في الفصل الدراسي الواحد، حيث يمكن للخريجين الحصول على شهادة ماستر معترف بها دوليا. أما الطلاب الأجانب فيجب أن يتقنوا اللغة الألمانية حتى يتم قبولهم في الجامعة. وترغب الطالبة أرياندا سونتو في العودة إلى بلدها الأصلي بوليفيا بعد حصولها على شهادة الماستر، حتى تتمكن من تطبيق ما تعلمته في مجال محاربة التمييز، كما تقول: "يوجد في ألمانيا تمييز في حق المهاجرين. موضوع التمييز يشكل في بوليفيا معضلة اجتماعية أيضا، يعاني منها سكان الأرياف بشكل خاص."

الكاتب: ريشارد فوكس / خالد الكوطيط

مراجعة:حسن ع. حسين

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد