بيغاسوس- تفاصيل "فضيحة" التجسس على صحفية عربية ودعوى بالمجر! – DW – 2022/1/28
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بيغاسوس- تفاصيل "فضيحة" التجسس على صحفية عربية ودعوى بالمجر!

٢٨ يناير ٢٠٢٢

في أحدث فصول فضيحة برنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس"، كشفت صحيفة ألمانية كيفية تورط أمير سعودي في التجسس على صحفية عربية شهيرة، في حين تشهد المجر أول دعوى قضائية ضد دولة أوروبية لاستخدامها البرنامج ضد صحفيين وناشطين.

https://p.dw.com/p/46F8M
صورة تعبيرية لبرنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس" الذي استخدمته دول للتجسس على صحافيين وناشطين
صحيفة ألمانية تكشف تورط أمير سعودي في التجسس على هاتف صحافية عربية باستخدام "بيغاسوس"صورة من: Jean-François Frey//L'ALSACE/PHOTOPQR/MAXPPP7/picture alliance

كشفت صحيفة "دي تسايت" الألمانية كيفية استهداف صحفية عربية شهيرة باستخدام برنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس"، بسبب انتقادها للسعودية، مضيفة أن الأدلة التي اطلعت عليها تشير إلى تورط أمير سعودي في القضية.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، نشر في 26 كانون الثاني/ يناير 2022، إنه تم استهداف الهاتف المحمول للصحفية اللبنانية غادة عويس (44 عاماً)، المذيعة بقناة الجزيرة القطرية، في 15 أبريل/ نيسان 2020، من خلال رسالة على واتساب من مرسل مجهول في المغرب، ما أدى إلى تعطل نظام الهاتف، ليتبين لاحقاً أن السبب هو بالفعل برنامج تجسس.
وأشارت "دي تسايت" إلى أن المخترقين تمكنوا من سرقة ما لا يقل عن 43.32 ميغابايت من البيانات الشخصية على الهاتف، ليتم بعد ذلك نشر صور شخصية خاصة لعويس على الإنترنت، لتصبح ضحية تشهير، في خطوة وصفها ضابط عسكري سعودي بـ"الثأر"، بحسب الصحيفة، ما أغرق عويس في "أزمة وجودية"، وفقاً للتقرير.

وأكدت الصحيفة أنها تمكنت من الاستماع إلى تسجيلات لمحادثات داخلية للمشاركين في قضية التجسس على غادة عويس، بالإضافة إلى صور وتحويلات مالية وتذاكر طيران، تشير إلى تورط أمير من العائلة الملكية السعودية في القضية، "ما يوحي بأن هدف الهجوم كان محاولة إسكات عويس كوجه بارز لقناة الجزيرة بسبب انتقادها للسعودية".

وقالت "دي تسايت" إنه تم وضع خطة استهداف هاتف عويس ونشر صورها على مأدبة عشاء في "Billionaire Club" (نادي المليارديرات) بفندق تاج دبي الفاخر، في يوم سبت بأواخر نيسان/ أبريل 2019. وكانت الخطة تتضمن نشر صور عويس، التي ستسرق من هاتفها المخترق، في جميع أنحاء العالم من خلال شبكة من مؤيدي ومؤيدات السعودية في الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى. وذكرت الصحيفة أنها توصلت إلى هذه المعلومات من خلال محادثة هاتفية بين امرأتين أمريكيتين شاركتا في العملية.

أمير سعودي "متورط"
وبحسب الصحيفة، فإن إحدى الامرأتين قالت إن اثنين من موظفي شركة "DarkMatter"، وهي شركة للأمن السيبراني مقرها في الإمارات، كانا حاضرين تلك الليلة، بالإضافة إلى شخص مقرب من سعود القحطاني، المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي، والذي كان الذراع اليمنى لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فضلاً عن حضور الأمير سطام بن خالد آل سعود.
وذكرت "دي تسايت" أن أمريكية مشاركة في العملية، واسمها شارون كولينز، قالت في محادثة هاتفية إن الأمير سطام بن خالد آل سعود هو الذي دفع الأموال للذين خرقوا هاتف عويس. وأشارت الصحيفة إلى أن كولينز، التي تعيش في فلوريدا وتعمل محللة في شركة عقارات، تؤيد ترامب والسعودية وسبق لها أن زارت السعودية والتقت سعود القحطاني.

وكشفت الصحيفة أن لديها إيصالات لخدمة تحويل الأموال "باي بال" (PayPal)، قيمة كل منها 2500 دولار، تلقتها كولينز شهرياً لفترة، مقابل تطوير شبكة في أمريكا لتقديم السعودية كدولة ذات رؤية في الخليج وتشويه سمعة عويس.

وبعد أربعة أيام من اختراق هاتف عويس، أي في 19 نيسان/ أبريل 2022، نشر حساب لمجهول على تويتر يسمى "@uncareer1" عدة صور لعويس مع أصدقاء لها وهي تدخن وتشرب الكحول؛ لتبدأ حسابات موالية للسعودية على تويتر بنشر الصور. وفي الثاني من حزيران/ يونيو 2020 نشر الحساب نفسه مقطع فيديو لعويس وهي بالبكيني في حوض للسباحة. ومن بين من نشر تلك الصور كانت شارون كولينز، فقد كتبت على حسابها أن عويس "باعت نفسها لإرهابيين لتحصل على قصة (صحفية)".

وبحسب محامي عويس، تمكن مجهولون من الوصول إلى 5207 ملف على هاتفها المحمول. أما عويس فقالت لـ"دي تسايت" إنها مرت بفترة من "التعذيب النفسي" بعد نشر الصور، مشيرة إلى أن تداعيات قرصنة هاتفها كانت تفوق أي شيء واجهته من قبل. وأضافت: "كانوا يريدون إهانتي وإذلالي"، وتتابع: "حتى يومنا هذا، أفكر في جمال (خاشقجي). هل أكون أنا التالية؟"

لكن يبدو أن ما لم تكن تتوقعه كولينز هو أن تلجأ عويس للقضاء الأمريكي. فقد كتبت عويس عن واقعة قرصنة هاتفها في صحيفة "واشنطن بوست" قبل أن تستعين بمكتب للمحاماة في ميامي لتقديم دعوى ضد المشاركين. وتشمل القائمة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والمقرب منه سعود القحطاني والأمير سطام بن خالد آل سعود، بالإضافة إلى كولينز وأمريكيين آخرين.

وكشفت "دي تسايت" أن كولينز تحدثت هاتفياً مع الأمير سطام آل سعود قبل عدة أسابيع لتكشف انزعاجها من الدعوى التي رفعتها عويس ضدها، ومبدية خشيتها من سحب السلطات حق حضانة طفلها إذا تمت إدانتها، لكن الأمير، بحسب الصحيفة، حاول تهدئتها بالقول: "ليس لديهم أي دليل على اختراق هاتفها (عويس) أو أي شيء من هذا الهراء! ليس لديهم أي شيء!"

أول دعوة ضد دولة أوروبية في فضيحة بيغاسوس
وبعد مرور ستة أشهر على الفضيحة، لجأ ستة من ضحايا بيغاسوس في المجر إلى القضاء، في أول دعوى ضد دولة أوروبية في هذه الفضيحة. ومن بين أولئك الضحايا الصحفي الاستقصائي سزابولتش باني. يقول باني: "شعرت كما لو أنهم اقتحموا شقتي ومكتبي، وكأنهم قاموا بالتنصت على كل شيء، ووضعوا كاميرات خفية في كل مكان وكانوا يتبعونني أثناء الاستحمام".

باني محرر في الموقع الاستقصائي "Direkt36" وهو واحد من نحو 300 شخص تجسست عليهم الحكومة المجرية باستخدام "بيغاسوس". ورغم أن الحكومة المجرية تجاهلت الأسئلة بشأن تورطها في استخدام "بيغاسوس" للتجسس على صحفيين ومعارضين، إلا أن مسؤولاً مجرياً أكد في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي -للمرة الأولى- استحواذ بلاده على البرنامج، كما أوردت صحيفة الغارديان البريطانية.

والآن سيتخذ باني مع خمسة ضحايا آخرين إجراءات قانونية ضد الحكومة أمام المحاكم المجرية، بالإضافة إلى دعوى ضد شركة "إن إس أو" المطورة لبرنامج "بيغاسوس" أمام المحاكم الإسرائيلية. ويمثل باني وزملاؤه في الدعاوى كل من "الاتحاد المجري للحريات المدنية" والمحامي الإسرائيلي إيتاي ماك. وتم الإعلان عن بدء الإجراءات القانونية الجمعة (28 كانون الثاني/ يناير 2022).
وفي تصريح لـDW، أكد محامي "الاتحاد المجري للحريات المدينة"، آدم ريمبورت، وهو منسق المبادرة، أنهم يريدون "أن يعرف المتضررون -من جهة- ما هي المعلومات والبيانات التي تمتلكها أجهزة الاستخبارات عنهم"، ويضيف: "ومن جهة أخرى، نريد اتخاذ إجراءات عامة ضد المراقبة التعسفية والتأكد من أن أجهزة الاستخبارات في المجر تحت السيطرة بشكل أفضل وأكثر استقلالية"، ويتابع: "القوانين الحالية فضفاضة للغاية بحيث يمكن مراقبة أي شخص في المجر".

من جهته سيقوم المحامي الإسرائيلي إيتاي ماك بتقديم دعوى إلى المدعي العام في إسرائيل ضد شركة "إن إس أو" المصنعة لـ"بيغاسوس"، وضد وزارة الدفاع الإسرائيلية، التي تقوم بالموافقة على المبيعات الدولية للبرنامج. وقال ماك لـDW: "تم بيع بيغاسوس إلى الدولة المجرية على الرغم من وجود مخاوف كثيرة بشأن سيادة القانون في المجر، ولذلك أحاول مقاضاة وزارة الدفاع الإسرائيلية أيضاً لعدم منعها جريمة انتهاك حق الخصوصية".
كينو فرسك/ م.ع.ح

الصحفي الاستقصائي المجري سزابولتش باني
الصحفي الاستقصائي المجري سزابولتش باني تعرض للتجسس باستخدام "بيغاسوس"صورة من: Andras Pethö/Direkt36
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات