برلين ترحب بحكم دريسدن والمسلمون "فخورون" بعدالة القضاء الألماني – DW – 2009/11/12
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

برلين ترحب بحكم دريسدن والمسلمون "فخورون" بعدالة القضاء الألماني

١٢ نوفمبر ٢٠٠٩

رحبت الحكومة الألمانية والأحزاب السياسية وممثلو الجالية الإسلامية في ألمانيا بالحكم الصادر في حق قاتل مروة الشربيني، معتبرين ذلك رسالة ضد العنصرية ومعاداة الأجانب ومشيدين في الوقت نفسه باستقلالية وعدالة القضاء في بلادهم.

https://p.dw.com/p/KVT4
الضحية مروة الشربينيصورة من: picture-alliance/ dpa

رحَّب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله بحكم المؤبد الصادر في حق القاتل الروسي الألماني الأصل ألكسندر دبيلو، قائلا إن حكم محكمة دريسدن العليا "يظهر أن لا مكان للعنف والعنصرية واللا تسامح في ألمانيا". وتابع الوزير الألماني في أول تعليق له على المحاكمة إنه يرحب بالقرار الصادر عن "قضاء ألماني مستقل".

ووصفت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الاندماج وزيرة الدولة ماريا بومر الحكم بأنه "إشارة هامة إلى الناس في مصر وفي مناطق أخرى من العالم العربي (مفادها) أن العداء للأجانب والتخويف من الإسلام لا مكان لهما في بلدنا". وأضافت أن جرائم العنف هذه تلقى في ألمانيا أشد أنواع العقاب. كما رحَّبت حكومة ولاية سكسونيا، التي تقع فيها مدينة دريسدن التي شهدت الجريمة، رحبت، مجددة إدانتها لكل أشكال العداء للأجانب والمسلمين في البلاد.

من ناحيتها اعتبرت رئيسة حزب الخضر كلاوديا روت أن حكم السجن المؤبد للقاتل "يحمل إشارات لها تأثير"، مضيفة أن قضاة محكمة دريسدن "أظهروا أن دولة القانون تصدر أقسى الأحكام التي يسمح بها القانون ضد الجرائم المرتكبة على خلفية عنصرية ويمينية متطرفة تثير الهلع من الإسلام".

المسلمون "فخورون بالقضاء والعدالة" في بلدهم ألمانيا

Guido Westerwelle, FDP Vorsitzender
وزير الخارجية غيدو فيسترفيللهصورة من: AP

وبدوره رحَّب رئيس الجالية التركية في ألمانيا كينان كولات بالحكم الصادر في حق الجاني، لكنه قال إنه افتقد وجود ممثل عن الحكومة في جلسة إعلان الحكم، خاصة وأن ردود الفعل الألمانية الرسمية بعد وقوع الجريمة العنصرية مباشرة "شابها التردد الشديد".

وتعليقا على قرار محكمة دريسدن قال رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا أيّوب أكسل كولر"إننا نفخر قضائنا المستقل وبالعدالة عندنا" مضيفا "بأن الأمل هو في عدم تكرار ما حدث". وطالب كولر الحكومة باتخاذ ما يتوجب لمواجهة حملة التخويف من الإسلام في المجتمع، مشددا على أن العنصرية والعداء للأجانب وللإسلام "عار على أمة ذي تاريخ ثقافي مثل الألمان".

رئيسة المحكمة: " الحكم لم يكن لمحاباة المسلمين"

Elwi Ali Okaz, Ehemann von Marwa El-Sherbini, am letzten Verhandlungstag im Landgericht Dresden
زوج الضحية علوي علي عكاز الذي أصيب بجروح شديدةعلى يد قاتل زوجته مروة الشربينيصورة من: AP

وخلال إلقائها نص الحكم الصادر ذكرت رئيسة المحكمة القاضية بيرغيت فيغاند "أن الكراهية للأجانب تسيل في عروق المتهم"، مشيرة إلى أنه وضع أداة الجريمة في حقيبة الظهر عن وعي كامل منه، كما أن "الوحشية المميزة" التي أظهرها خلال قتل مروة الشربيني أمام أعين طفلها "زاد من قسوة الحكم". وأضافت أنه أعرب لاحقا عن أسفه "لأنه أساء إلى نفسه وحياته دون أن يظهر أي ندم حقيقي عن فعلته".

وأكدت القاضية الألمانية أن هيئة المحكمة "لم تصدر حكم المؤبد تحابيا مع المسلمين أو مجموعة أخرى، وإنما أصدرته تبعا لقانون الجنايات الألماني، وكان يمكن أن تصدره أيضا في حق أي متهم آخر يرتكب جريمة مماثلة". وأعربت في الختام عن تعازيها لعائلة الضحية ولزوجها علوي علي عكاز معربة عن احترامها العميق لما أظهره من هدوء ورزانة خلال جلسات المحاكمة رغم ثقل ما حدث.

ماذا تعني عقوبة السجن المؤبد في ألمانيا ؟

Birgit Wiegand Richterin in Dresden
قاضية محكمة دريسدن "الحكم صدر وفقا للقانون الجنائي ولم يكن محاباة للمسلمين".صورة من: AP

ومعروف أن ألمانيا من الدول التي ألغت منذ سنوات عديدة ولأسباب إنسانية وأخلاقية حكم الإعدام فيما أبقت على السجن المؤبد الذي لا تقرره المحاكم إلى في الحالات القصوى. وفي كل الحالات لا يعني الحكم المذكور إبقاء المحكوم وراء قضبان الحديد حتى وفاته انطلاقا من حق كل إنسان في الحصول على فرصة ثانية في المجتمع. فالسجن المؤبد في ألمانيا يعني عموما 15 سنة، لكن دراسة وضعتها وزارة العدل الألمانية عن فترات سجن المحكومين بالسجن المؤبد أظهر أن المدة الزمنية الوسطية تصل إلى 19 سنة وتسعة أشهر.

ويُعتبر الحكم الصادر على قاتل المصرية مروة الشربيني من الأحكام المتشددة بسبب وحشية الجريمة، الأمر الذي قد يعني لدى العديد من المراقبين أنه لن يخرج من السجن قبل 15 سنة على الإطلاق. وقد تمضي بضع سنوات بعد ذلك قبل أن يبحث المسؤولون في إمكان إطلاق سراحه.

الكاتب: اسكندر الديك

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد