"اندماج أبناء الأقليات في المجتمع الألماني يعني أكثر من تعلم اللغة" – DW – 2007/9/23
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"اندماج أبناء الأقليات في المجتمع الألماني يعني أكثر من تعلم اللغة"

عثمان الشبرعال ٢٣ سبتمبر ٢٠٠٧

في حوار مع موقعنا يطالب اندرياس ليبش مسؤول اللجنة التحضيرية لأسبوع تعدد الثقافات باحترام خصوصية أبناء الأقليات في مجتمع متعدد الثقافات. كما يرى بأن اندماج الأجانب يتطلب فتح المجال أمامهم للمشاركة في الحياة اليومية.

https://p.dw.com/p/Bhpo
الاندماج يعني أكثر من تعلم اللغةصورة من: AP

في مستهل اللقاء مع موقعنا بمناسبة أسبوع "تعدد الثقافات" التي انطلقت فعالياته يوم الجمعة الفائت (21 سبتمبر/ أيلول 2007) يقول أندرياس ليبش، الرئيس المنتدب للكنيسة الإنجيلية بفرانكفورت والمسؤول في اللجنة التحضيرية لهذا الأسبوع إن الصعوبات التي تواجهها الأقليات الأجنبية داخل ألمانيا "مرتبطة بالظلم الذي يمارس عليها" من قبل الجهات الرسمية. وأضاف المسؤول أن عدم تقبل مواطنين كثيرين لعادات ووتقاليد هذه الأقليات يساهم في وضع عقبات أمام اندماج رعاياها في المجتمع الألماني.

الاندماج يعني أكثر من تعلم اللغة

وحول موضوع التأقلم يقول ليبش أن اندماج الأجانب في المجتمع الألماني لا يعني فقط تعلم اللغة الألمانية، بل أيضا إتاحة الفرصة أمامهم للمشاركة في الحياة اليومية بغض النظر عن أصولهم ومعتقداتهم ودياناتهم.

Moderner Islam, junge Türkin, Integrationsprojekt
شابة مسلمة في تمارين رياضية ترمز لإسلام عصري داخل ألمانياصورة من: picture-alliance/dpa

و عن وضع الشباب من ذوي الأصول الأجنبية، يرى بأنهم لازالوا أمام صعوبات في الحصول على مقاعد دراسية رغم إتقانهم اللغة الألمانية وتمتعهم بمعدلات نجاح أفضل من معدلات زملائهم الألمان في أحيان كثيرة. أضف إلى ذلك أن قانون الأجانب يسبب الكثير من الصعوبات لأبناء هذه الأقليات على صعد الإقامة والعمل. وعلى ضوء ذلك فإن الكثيرين منهم يعاملوا كمواطنين من الدرجة الثانية رغم عيشهم فترات تتراوح بين 10 و 15 سنة في ألمانيا.

وبخصوص مدى اقتناع الألمان بأنهم يعيشون في مجتمع متعدد الثقافات يقول ليبش " أن ألمانيا عاشت ولمدة طويلة في وهم وكأنها تريد إقناع نفسها أنها ليست "دولة هجرة"، لكنها اليوم أصبحت فعلا دولة من هذا النوع". ويضيف أن ما نسعى إليه هو أن نصبح من المجتمعات التي تستقبل المهاجرين ونتقبلهم كجزء من مجتمعنا. ويشف: "في هذا الإطار علينا التوقف عن مطالبة الآخرين بأن يصبحوا كغالبية المجتمع. يجب علينا أن نتعلم كيف نعيش في مجتمع متعدد الثقافات والأديان".

الحوار مع المسلمين موضوع مركزي

أما فيما يتعلق بصعوبات فهم و تقبل الآخر، فيوضح ليبش أن علاقة الألمان بالإسلام تشكل بالنسبة للكثيرين حالة من الارتباك والبلبلة خصوصا وأن الإسلام بملايين معتنقيه يعيش في ألمانيا ليس فقط كزائر سيأتي يوما ليرحل بعد ذلك، بل هو دين موجود ومستقر في ألمانيا. وهذه وضعية لا يمكن للمرء أن يغفلها أو يتركها جانبا. بل يجب التعامل معها وتقبلها. كما يجب تقبل بناء المساجد داخل ألمانيا لأنها حق يضمنه الدستور الألماني.

الحظوظ المتساوية أساس الاندماج

Türken in Deutschland Moschee in Berlin Gebet
المسلمون في ألمانيا و الحفاظ على الشعائر الدينيةصورة من: AP

وخلال دورتها السابعة عشرة تسعى اللجنة المنظمة لهذه التظاهرة،تهيئة قطاعات كبيرة في المجتمع الألماني عامة و المؤسسات الرسمية خاصة لقبول الوجود الأجنبي بكل حساسياته ومشاربه بغية تحسين ظروف العيش والتعايش بين مختلف الفئات والأقليات داخل ألمانيا.

وفي ختام القاء يوجه ليبش رسالة يدعو من خلالها إلى عدم التساهل مع العنصرية والعداء للأجانب. كما يدعو إلى مزيد من التلاقي والاختلاط بين الجانبين بغية التقليل من الأحكام المسبقة. يبقى الحوار مع المسلمين من بين أهم أهداف هذه التظاهرة، إضافة إلى هدف تحسين شروط الحياة المشتركة بين الألمان والأجانب. وبشكل عام يرى ليبش بأن ضمان حقوق وحظوظ متساوية يشكل مفتاح الاندماج.

عثمان الشبرعال