الملف النووي الإيراني يعود إلى بؤرة الأضواء – DW – 2005/11/3
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الملف النووي الإيراني يعود إلى بؤرة الأضواء

طهران تسمح لمفتشين دوليين بزيارة مواقع نووية في محاولة لإثبات حسن النية. تأتي هذه الخطوة بعد أيام من تصريحات مثيرة للرئيس الإيراني دعى فيها إلى "محو إسرائيل من الخارطة". فما هي الإستراتيجية التي تقف وراء هذه التناقضات؟

https://p.dw.com/p/7P2u
صورية جوية لمنشأة نووية ايرانيةصورة من: DigitalGlobe

في الوقت الذي لم تهدأ فيه ردود الفعل الدولية على تصريحات الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد "بإزالة إسرائيل" من على الخارطة، يعود الملف النووي الإيراني مرة أخرى الى بؤرة الأضواء لاسيما بعد إعلان الرئيس الإيراني إن بلاده لن تعود الى تعليق تام لأنشطتها النووية الحساسة جدا. ويعتقد بعض المحللين السياسيين أن إيران تحاول صرف الأنظار عن تصريحات رئيسها حول إسرائيل بإشغال المجتمع الدولي بالملف النووي. في هذا الصدد يقول على نور زادة رئيس مركز الدراسات الإيرانية ـ العربية في لندن، في مقابلة مع إذاعة دويتشه فيله، بان النظام الإيراني يحاول الآن اللعب بورقة الملف النووي لتفادي ردود الأفعال الدولية على تصريحات نجاد مشيرا في هذا الصدد الى أن هناك من بين أركان النظام الإيراني من يطالب بالعودة الى طاولة المفاوضات.

نشاطات نووية جديدة ؟

Iran will nach Fristablauf Uran-Anreicherung wieder aufnehmen Iran Atomkraftwerk im Süden des Landes undatiertes Foto Uran Atomstreit
منشأة نووية ايرانيةصورة من: dpa

تتحدث مصادر دبلوماسية غربية بان إيران ستبدأ اعتبارا من الأسبوع القادم في معالجة كمية جديدة من اليورانيوم في منشأتها النووية فيما يوصف بأنه "مرحلة جديدة من تحويل اليورانيوم" لتغذية محطة اصفهان. غير أن مصادر قريبة من الوكالة الدولية للطاقة تقول بأنه لا يمكن تقديم تفاصيل بخصوص كمية اليورانيوم التي سيتم تغذية المحطة بها. وتنفي إيران أنها تسعى لصنع أسلحة نووية قائلة إن طموحاتها في المجال النووي تقتصر على توليد الكهرباء.

إثبات حسن النية أم مراوغة؟

Ahmadinedschad: Keine Kursänderung bei Atomgesprächen p178
سياسي مراوغ ام قليل الخيرةصورة من: dpa

تحاول إيران إثبات حسن نيتها من خلال تعزيز التعاون مع المفتشين النوويين الدوليين حتى تتجنب تحويل ملفها إلى مجلس الأمن. في هذا الإطار سمحت طهران للمرة الثانية للمفتشين بزيارة موقع بارشين العسكري الذي يوصف بـ "الحساس" وهو ما جعل الوكالة الدولية تعرب عن سعادتها بعد أن كانت قد أعلنت في أواخر سبتمبر الماضي بأن إيران غير ملتزمة بمعاهدة الحد من الانتشار النووي. وتتجاوز زيارة مواقع مثل بارشين نطاق متطلبات معاهدة الحد من الانتشار النووي التي تحصر عمليات التفتيش في المواقع التي تكون متأكدة من وجود مواد نووية فيها. غير إن إيران تحاول في الظاهر التعاون مع الوكالة الدولية لتجنب رفع ملفها الى مجلس الأمن واحتمال فرض عقوبات عليها. وقالت إيران في وقت سابق من هذا الأسبوع إنها تأمل في تفادي الإحالة الى مجلس الأمن بعد أن سلمت المزيد من الوثائق وسمحت لمفتشي الأمم المتحدة بإجراء المزيد من عمليات التفتيش.

وكالة الطاقة تطالب بـ "الصبر" و "الشفافية"

Dossier Nordkorea Mohamed El Baradei in Nordkorea, Atom
مجمد البرادعي يحث على الصبر والشفافيةصورة من: AP

سماح إيران للمفتشين الدوليين بدخول معسكراتها دفع الوكالة الدولية للطاقة الى الإعلان عن أن التحقيق في الملف النووي الإيراني يحقق تقدما. ودعا مدير الوكالة محمد البرادعي المجتمع الدولي الى الصبر قبل اتخاذ إجراءات وايران الى إظهار الشفافية لطمأنة الدول الأخرى الى أن برنامجها النووي سلمي ولا يستهدف تطوير أسلحة ذرية. وقال البرادعي إن المفتشين يتاح لهم الآن دخول المنشات العسكرية الإيرانية وحث المجتمع الدولي على استنفاد كافة السبل الدبلوماسية.

ترغيب وترهيب أوروبي

Iran Atomprogramm
وزراء الخارجية الاوروبيون يبحثون الملف النووي الايرانيصورة من: AP

حاولت دول الاتحاد الأوروبي إتباع سياسة العصا والجزرة مع إيران فيما يتعلق بنشاطات الأخيرة النووية. وقد عرضت الدول الأوروبية على إيران تعاونا نوويا وسياسيا وتجاريا لإقناعها بالاستمرار في تعليق تام لأنشطتها النووية الحساسة، غير أن إعلان إيران معاودة نشاطها النووي في أغسطس الماضي دفع الترويكا الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) إلى تعليق مفاوضاتها مع طهران والانتقال الى "سياسة الترهيب" بالتهديد بتحويل الملف الى مجلس الأمن مع الاستمرار بنهج "سياسة الترغيب". وفي تطور لاحق هدد وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي مجددا إيران يوم الأربعاء بإحالة ملفها النووي إلى مجلس الأمن الدولي إذا لم تعلق طهران أنشطتها النووية الحساسة محذرا من انه سيكون هناك موقفا حازما من جانب فرنسا.

حل "لإنقاذ ماء الوجه"

يحاول محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية وآخرون أن يعثروا على ما يسميه البعض "حل لإنقاذ ماء الوجه" يسمح باستئناف محادثات إيران مع الاتحاد الأوروبي وتجنب تفاقم المواجهة. وبموجب الخطة الجديدة التي وضعت في روسيا يمكن لإيران القيام بنشاط تحويل اليورانيوم المنخفض الدرجة وذلك في مشروع ايراني ـ روسي مشترك على الاراضي الروسية بشرط أن توافق أيران على تعليق كل النشاطات النووية الأخرى. ويؤمل ان تساعد الخطة الجديدة على الخروج من المأزق الحالي.

تقرير: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد