الفوز الألماني الثالث يغمر ألمانيا بالفرح رغم مخاوف من أهمال المشاكل الداخلية – DW – 2006/6/21
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الفوز الألماني الثالث يغمر ألمانيا بالفرح رغم مخاوف من أهمال المشاكل الداخلية

٢١ يونيو ٢٠٠٦

اجتاحت ألمانيا احتفالات ضخمة بعد الفوز الألماني الثالث في نهائيات كأس العالم. كرة القدم تتربع الآن على عرش الاهتمامات، لكن بعض الأصوات الناقدة تخشى من إهمال المشاكل الحقيقية في البلاد وسط نشوة الاحتفالات بنجاحات جديدة.

https://p.dw.com/p/8emw
شوارع برلين تتحول إلى علم ألماني ممتدصورة من: AP

رغم الموعد المبكر لمباراة أمس بين ألمانيا والإكوادور في الرابعة بعد ظهر أمس الثلاثاء (20 يونيو/ حزيران 206) بتوقيت ألمانيا، فإن عدد متابعي المباراة عبر القناة التلفزيونية الأولى أي ار دي ARD زاد على 21 مليونا. وهذا يعني إن القناة لوحدها استأثرت بأكثر من 82 بالمئة منهم. وتعد هذه أعلى نسبة تحققت في هذا المجال منذ بداية كأس العالم. وقد وصل عدد المتابعين للمباراة أمام الشاشات العامة إلى أكثر من عشرة ملايين حسب استطلاع للرأي أجرته جمعية فورسا التابعة للقناة التلفزيونية الثانية زد دي اف ZDF.

الحماس والجو العام الذي يقارب أجواء الملاعب هما أكثر ما يجذب الألمان وضيوفهم إلى الأماكن العامة لمتابعة المباريات. ومن بين هؤلاء الأمريكي جو الذي يقول: "الأجواء هنا رائعة، ليس لدينا في الولايات المتحدة اهتمام كبير بكرة القدم خاصة وأن الفريق الأمريكي لم يحقق أية بطولات، أما هنا في أوروبا فالحماس شديد للكرة". وعليه تشهد كل المباريات حتى تلك التي لا تشارك فيها ألمانيا زيادة كبيرة في عدد المشاهدين أكثر من المتوقع. ويقول ماركوس شيشتر مدير قناة زد.دي.اف إن الحماس لمشاهدة المباريات في الأماكن العامة يزداد بشكل لا مثيل له. وهذه الزيادة تعدت مثيلتها أثناء كأس العالم 2002 بنسب تصل إلى الضعف.

الاحتفالات في كل مكان

WM Fußball Fans vor dem Brandenburger Tor
الملايين يتدفقون في الشوارع لمتابعة المبارياتصورة من: picture-alliance/ dpa

الفوز الثالث للمنتخب الألماني غمر الناس بالسعادة. فقد تدفق أكثر من 1.5 مليون شخص إلى شوارع المدن الكبرى حاملين الأعلام ومرددين الهتافات. وفي برلين تحولت الشوارع الرئيسية إلى ساحات رقص وفرح ومرح. وكذلك الأمر في كولونيا وميونيخ وفرانكفورت وهامبورغ. أما الظاهرة الجديدة التي بدأت تنتشر في ألمانيا فهي مواكب السيارات التي خرجت أيضا ً للاحتفال وأدت إلى توقف شبه كامل لحركة المرور في عدة مدن. ويبدو التأثير الواضح للأجانب المقيمين في ألمانيا على هذه المواكب، حيث تعلم الألمان من الأتراك والعرب الاحتفال عن طريق إطلاق أبواق السيارات مع كل هدف يتحقق.

الشاشات الكبرى وأماكن المشاهدة العامة العملاقة كان لها أثر كبير على هذه الروح الجماعية التي سيطرت على المشجعين والتي عوضتهم عن عدم متابعة المباريات من الملعب: الكل يفضل مشاهدة المباريات في مجموعات حتى النساء اللواتي لا يهوين الكرة. ريتا مثلا ليست من هواة متابعة المباريات، لكنها تحب التواجد في هذا المكان والاستمتاع بمشاهدة الجماهير وردود أفعالهم. وهو ما دفع حتى بعض الكنائس الإنجيلية في ألمانيا إلى فتح أبوابها للأسر التي تريد المشاهدة معاً. إحدى الأمهات تجدها فرصة هائلة إذ أنها تخشى على ابنها الصغير من الزحام في الساحات العامة، تقول نيكول: "زوجي ضابط شرطة ويضطر للعمل كل يوم ولا يمكنه الذهاب لمشاهدة مباراة مع ابننا، لا أريد التواجد في أماكن الازدحام، لذا يعد هذا المكان رائعاً، يحقق لي الراحة ولابني متعة المشاهدة مع أصدقائه"

"عندما تسود الكرة تفعل الحكومة ما تشاء"

WM Fußball Deutschland Fans in Berlin
مواكب السيارات وكونشرتو آلات التنبيهصورة من: AP

المستشارة الألمانية ميركل عبرت عن تفاؤلها من نشوة كأس العالم المنتشرة بين الألمان مؤكدة أن هذا لا يدعو إلى الخوف، بل على العكس إنه دليل على استعداد البلاد للتغلب على التحديات التي تواجهها، كما عبرت عن افتخار الألمان بلاعبيهم. وقالت ميركل: "عندما أرى الحماس والفرح في كل مكان، وعندما أرى كيف ينظر لنا العالم الخارجي هذه الأيام بحماس لا أخاف، بل أشعر بأننا قادرون على تذليل الصعوبات التي تواجهنا". وبينما ترى المستشارة ميركل في أجواء كأس العالم علامة على استعداد المواطنين لتجديد ألمانيا وتطويرها، ترتفع آراء أخرى معارضة لحمى كأس العالم، بل وتتمنى ألا تفوز ألمانيا. ويعود السبب في ذلك إلى أنها تخشى من أن تؤدي نشوة الفوز إلى نسيان القضايا السياسية والاقتصادية الداخلية. وفي هذا السياق طرح مقال نشرته جريدة "دي فيلت" بعنوان "عندما تسود كرة القدم، تفعل الحكومة ما تشاء" تساؤلاً حول أثر الانتصار على المشاكل الداخلية. فمنذ بداية كأس العالم توقفت المناقشات حول الإصلاحات فيما يخص النظام الصحي أو مشاكل البطالة وغيرها من المشاكل الاقتصادية، وما يخشاه بعض المراقبين هو أن يؤدي الانتصار الألماني المستمر في كرة القدم إلى الإحساس بالفخر الزائد وإهمال المشاكل الداخلية.

سمر كرم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد