الجزائر: فيسبوك والهاتف النقال في حمى الانتخابات المقبلة – DW – 2012/3/1
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الجزائر: فيسبوك والهاتف النقال في حمى الانتخابات المقبلة

١ مارس ٢٠١٢

فيما تحاول السلطات الجزائرية حث المواطنين على المشاركة في الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في أيار/ مايو المقبل عبر نظام الرسائل القصيرة، يدعو البعض على مواقع التواصل الاجتماعية إلى مقاطعتها. فماهي أسباب ذلك؟

https://p.dw.com/p/14CCu
هل تلعب وسائل التواصل الاجتماعي والاتصال الحديث دورا في إنجاح الانتخابات المرتقبة في الجزائر؟صورة من: AP

يبدو أن السلطة في الجزائر تعيش هاجس التخوف من ارتفاع محتمل لنسبة العزوف عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية المزمع إجرائها في ال10 من أيار / مايو المقبل. ولتشجيع الشارع الجزائري على المشاركة في الانتخابات لجأت إلى استخدام نظام الرسائل القصيرة إس.أم. أس (SMS) وذلك للحيلولة دون أن يتكرر سيناريو الانتخابات البرلمانية لعام 2007، حيث لم تتجاوز نسبة المشاركة فيها 35 بالمائة. فيما يشن نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي حملة مضادة للمقاطعة. DW عربي استطلعت آراء بعض الشباب في ولاية المدية، التي تبعد عن العاصمة الجزائر ب 88 كيلومتر، حول موقفهم من الحملة الحكومية التي تهدف إلى تشجيع الجزائريين على المشاركة في عملية التصويت في الانتخابات المقبلة.

شباب المدية: التزود بالغاز في فترة البرد من الأولويات

Algerien - Engpass bei der Versorgung mit Flaschengas
البعض يرى أن السلطات فشلت في التعامل مع تداعيات موجة الثلوج وبالتالي لا يتوقع نجاحها في تنظيم انتخاباتصورة من: Islam Chanaa

يبدو أن شباب ولاية المدية، التي تشهد منذ أيام موجة من البرد والثلوج، لا يعيرون اهتماما كبيرا بدعوات المشاركة، التي تطلقها السلطة عبر مختلف شركات الهاتف الجوال. وصادف تواجد DW عربي بالولاية عملية تدخل الجيش الجزائري لفك العزلة عنها وتزويد السكان بالمساعدات بعد موجة الثلوج التي شهدتها المنطقة وزادت من معاناتهم.

سليم (28 عاما) يشتغل في أحد مطاعم الأكلة الخفيفة بالولاية كان ينتظر دوره لاستلام المعونة من وحدات الجيش الجزائري. وعندما سُئل عن موقفه من حملة الدعاية التي تقوم بها وزارة الداخلية الجزائرية للانتخابات البرلمانية المقبلة، أعرب الشاب عن انزعاجه من الرسائل القصيرة والتي جاء فيها: "إن الانتخاب فعل مواطنة ومسؤولية". ويقول سليم: "أتلقى يوميا أكثر من عشرة رسائل قصيرة تحثنا على الذهاب للانتخاب، إنها تزعجني ولو تواصل ذلك سأرفع دعوى ضد شركات الاتصالات لكشفها رقم هاتفي لوزارة الداخلية". و أكد أن هذه الانتخابات لن تغير شيئا من وضعه المعيشي. "لن أصوت لأحد، أقول لهم أتركوني بحالي!".

ويرى بعض المراقبين أن موجة البرد وتساقط الثلوج في ولاية المدية قد "كشفت عجز السلطة عن حل مشاكل السكان"، فقد تسببت موجة الصقيع والثلوج التي اجتاحت المنطقة في انقطاع الكهرباء والغاز و عزل الولاية بإكمالها عن الولايات المجاورة. مقرآن (30 عاما) الذي يقف أمام محل لتوزيع قوارير الغاز قال إنه لا يهتم كثيرا بالانتخابات المقبلة ولا يعير اهتماما برسائل وزارة الداخلية. ويضيف: "على السلطة أن تشعر بالخجل من نفسها فكيف يمكن أن تنظيم انتخابات وهي أصلا لم تتمكن من تزويد السكان بالغاز ونحن بلد البترول والغاز ونزود دولا أوروبية بهما."

"لا يتذكروننا إلا مع اقتراب موعد الانتخابات"

Algerien Wahl Parlamentswahl 2007 Algier
الانتخابات البرلمانية لعام 2007 شهدت نسبة مشاركة ضئيلة نسبيا (صورة من الأرشيف)صورة من: picture-alliance/dpa

من جهته، يؤكد سليم (37 عاما) أن "الجميع يعلم أن المستفيد الوحيد هم الفائزون بالانتخابات البرلمانية، حيث يحصلون على امتيازات وفيلات فخمة، أما نحن فلا يتذكروننا إلاّ مع اقتراب موعد الانتخابات". و يلفت سليم إلى أنه "لا يؤمن بالسياسة مطلقا"، مؤكدا أنه "سيصوت فقط للرئيس (عبد العزيز) بوتفليقة". ويضيف قائلا: "لن أصوت للمرشحين للانتخابات البرلمانية، فبمجرد دخولهم البرلمان لا يخدمون سوى مصالحهم الخاصة ".

ويرى مراقبون للوضع الجزائري أن الرسائل القصيرة التي ترسلها وزارة الداخلية لمستخدمي الهواتف الجوالة "تعكس مخاوف السلطة من عزوف نسبة كبيرة من الناخبين عن صناديق الاقتراع". ويلفتون إلى أن السلطة ترى في الانتخابات المقبلة "امتحانا حقيقيا لنظرة الجزائري إليها وموقفه من الإصلاحات السياسية التي تعهد بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة".

ويستبعد محمد باب الشيخ، وهو شاب جزائري أجرى دراسة حول توجهات مجموعة من النشطاء على فيسبوك، تأثير الرسائل القصيرة أو وسائل التواصل الاجتماعية على قرارات المواطن الجزائري في المشاركة في الانتخابات. ويقول في حوار مع DW عربي"لا أعتقد أن حث المواطنين عبر الرسائل القصيرة (SMS) على التوجه إلى التسجيل في القوائم الانتخابية والمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة قد لقي صدى لدى المواطنين. كما لا أعتقد أنه قد يؤثر على آرائهم حول الاستحقاقات القادمة".

هل خابت آمال الجزائريين في تحقيق تغيير حقيقي؟

Algerien Wahlen FLN Anhänger mit Flagge
هل خابت آمال الجزائريين فعلا في إرساء الديمقراطية الفعلية في بلادهم؟صورة من: AP

ويوضح باب الشيخ أنه "بمجرد انطلاق الرسائل القصيرة، انطلقت حملات موازية على شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك و تويتر والمدونات تدعو إلى المقاطعة". ويقول "من بين التعليقات التي تم رصدها على هذه المواقع، صرح 73 بالمائة أنهم سيقاطعون الانتخابات وأقر الكثير منهم أنهم لا يملكون حتى بطاقة الناخب وأنهم لم و لن يصوتوا. بينما لم تتجاوز نسبة أولئك الذين صرحوا بأنهم سيصوتون15 بالمائة، أما نسبة الـ 12 بالمائة المتبقية فقد قالوا إنهم لا يثقون في نزاهة الانتخابات".

ومن بين التعاليق التي رصدت على مواقع التواصل الاجتماعي حسب باب الشيخ هناك من وصف رسائل السلطة بأنها "نوع من الاتصال الشاقولي الذي يسري في اتجاه واحد". و ينقل باب الشيخ عن أحد مستخدمي مواقع الشبكات الاجتماعية تعليقا جاء فيه: "حينما تلقيت رسالة وزارة الداخلية تحثني على التصويت و أن الانتخاب واجب وطني، قمت بالرد على الرسالة بالقول: الحكم الرشيد واجب كذلك! لكني لم أتمكن من إرسال رسالتي".

ووفقا لباب الشيخ فإن الكثيرين اشتكوا من تواتر إرسال هذه الرسائل. ويرى أن أغلبية الجزائريين "صاروا لا يكترثون بالمشاركة في العملية الانتخابية". ويفسر ذلك قائلا: "لأن آمالهم قد خابت في مواعيد سابقة والنتائج في نظرهم محسومة مسبقا و لن تؤدي إلى تغيير حقيقي".

رتيبة بوعدمة – الجزائر

مراجعة: شمس العياري

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد