البرليناله ـ "كلمات شاهدة" على دور المرأة المصرية في الثورة – DW – 2012/2/15
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

البرليناله ـ "كلمات شاهدة" على دور المرأة المصرية في الثورة

١٥ فبراير ٢٠١٢

في دورته الـ62 عرض في إطار مهرجان برلين للأفلام السينمائية "البرليناله" في قسم البانورما فيلم "كلمات شاهدة" للمخرجة الأمريكية ـ ذات الأصول المصرية مي اسكندر. الفيلم يحكي قصة متابعة صحفية مصرية شابة لأحداث الثورة.

https://p.dw.com/p/143q7
صورة من: Berlinale

كل يوم تخرج فيه الصحفية الشابة هبه عفيفي لتغطية الأحداث الجارية في مصر، تذكرها والدتها بأنها "صحفية، كما يجب عليها ألا تنسى أنها إمرأة و"بنت ناس"، وأنها تعيش في مصر، في إشارة إلى التقاليد التي تحد من حرية المرأة.

إلا أن هبة عفيفي تنزل الشوارع المصرية بلا خوف لتغطية الأحداث لجريدتها مستخدمة في الوقت ذاته وسائل الاتصال الحديثة مثل موقع فيسبوك وتويتر. في فيلم "كلمات شاهدة" Words of Witness ترافق كاميرا المخرجة الشابة مي اسكندر، هبة عفيفي داخل وخارج المنزل، في مكتبها، في الشوارع خلال تغطيتها لفترة ما بعد تنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك. ولعل من أهم الأحداث التي رصدتها الكاميرا كانت ليلة دخول جموع المصريين مبنى أمن الدولة.

الفيلم الذي تميز بالشفافية الشديدة، نظرا لأنه يعد فيلما وثائقيا يخلو من أي نوع من أنواع الدرما أو الوسائل المستخدمة في الأفلام الروائية العادية، ويلقى الضوء على دور المرأة المصرية منذ بداية ثورة 25 يناير. ويظهر الأحداث التي مرت بها مصر منذ سقوط مبارك. أحداث مثل: الاستفتاء على التعديلات الدستورية، والانتخابات البرلمانية، وعلاقة الجيش بالشعب، مرورا بـ"واقعة الفتاة" التي تم تعريتها من قبل أفراد من الجيش المصري والتي تصدرت صورتها الصحف العالمية.

المرأة المصرية وثورة 25 يناير

في حديث خاص لموقع دي دبيلو"DW" تقول المخرجة الشابة مي إسكندر أنها قررت إخراج هذا الفيلم لأنها اهتمت بعمل فيلم حول المرأة المصرية بعد انتهائها من فيلمها السابق "أحلام القمامة" أو "Garbage Dreams" والذي حين عرضته، في الولايات المتحدة وأوربا، لاحظت اهتمام الجمهور بمعرفة كيف تعيش المرأة وكيف هي حياتها في الشرق الأوسط.  وحين بدأت الثورة المصرية، وجدت مي إسكندر، أنها فرصة جيدة لتسليط الضوء على المرأة المصرية خلال هذه الفترة بالتحديد. فتوجهت إلى مصر والتقت ببعض النساء هناك، مثل هبه عفيفي التي لفتت نظرها بشخصيتها وحبها لعملها وثقتها بنفسها.

انجلينا جولي في ساراييفو

 الفيلم ركز أيضا على والدة الصحفية هبه عفيفي، التي هي ما بين نارين: بين نار الأحداث التي تمر بها البلاد وعلى الجانب الآخر خوف الأم على ابنتها نظرا لغياب الأمن في البلاد. وفي هذا الصدد تقول الأم في حديث خاص لموقعنا  إنه قبل ثورة 25 يناير، لم يكن لها أية اتجاهات أو اهتمامات سياسية. ونحن كمجتمع كنا قد فقدنا انتمائنا للبلد، وحين بدأت الثورة أخرجت مشاعر وطنية كانت داخلنا، كانت كامنة منذ سنوات. وتشرح لنا الأم أن ابنتها هبه في هذا الوقت كانت قد بدأت عملها الصحفي، ولم يكن بإمكانها منعها من القيام بهذا العمل نظرا لأنها كانت تعرف أنها لن تقبل رفض الوالدة لعملها هذا، لأنها تعرف وتصر على فعل ما تريده، "كما أن واجبي كان يمنعني من منعها من القيام بهذا العمل". وتعبر الأم عن إحساسها الذي كان يعذبها كل يوم ودعوتها أن تعود إبنتها، "وحين كنت أرى مشاهد القتل والمصابين في أعينهم من المصريين في الثورة كنت أقول لنفسي: إذا كان الله قد أراد شيئا لابنتي، فهذا سيحدث حتى لو كانت بين أحضاني".

تغطية من موقع الحدث  

هبه عفيفي لم تكتف بعملها الصحفي ومشاركتها في الأحداث السياسية والتغيرات التي تحدث في مصر منذ سقوط حسني مبارك، بل كانت أيضا تعلم والدتها كيف تستخدم التقنيات الحديثة، وهنا تبتسم الأم وتقول :"لم يكن لي أي اهتمامات بالكومبيوتر، ومن علمني الفيسبوك وكل هذه التقنيات الحديثة هم أولادي وخاصة هبه التي كانت أكثر صبرا على تعليمي". وتضيف "وبما أن الفيسبوك كان له دور في اندلاع الثورة، هذا جعلني هذا أكثر اهتماما به. والآن أتعلم كيفية استخدام التويتر لمتابعة ابنتي وما تكتبه فيه".

أما هبه عفيفي نفسها، التي تتسم بالهدوء الشديد ومراقبتها للأشياء، فتشير إلى أنها ليست فقط صحفية تعمل في جريدة، بل كانت أيضا نشطة في الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر، أو ما تسميه بـ"الصحافة الشعبية"، وتتابع "حين كنت في موقع الحدث كنت أكتب على التويتر أو فيسبوك ثم أعود إلى مكتب الجريدة لأكتب قصتي أو موضوعي للنشر".

هبة الله إسماعيل - برلين

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد