الأديب أوسترماير- التزام شخصي في خدمة اللاجئين – DW – 2015/11/7
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الأديب أوسترماير- التزام شخصي في خدمة اللاجئين

زبينه بيشل/ م.أ.م٧ نوفمبر ٢٠١٥

منذ زيارته لبنان عام 2014 برفقة وزير الخارجية الألماني، زاد اهتمام الروائي والشاعر ألبرت أوسترماير باللاجئين وقضاياهم. فما الذي يريد بلوغه هذا الأديب من خلال الإلتزام تجاه هؤلاء؟ سابينه بيشل أجرت معه الحوار التالي:

https://p.dw.com/p/1Gz3t
Flüchtlinge an der deutsch-österreichischen Grenze
صورة من: DW/O. Sallet

DW: كيف يتجسد التزامكم لصالح اللاجئين؟

ألبرت أوسترماير: أنجزت الكثير حول هذا الموضوع لصالح اللاجئين، وذلك في قوالب مختلفة. كنت في السنة الماضية، خلال زيارة قام بها وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير الى لبنان،في مخيمات للاجئين، حيث يخضعون أيضا للتسجيل. هناك أدركت بكل وضوح أنه من الضروري جدا تقديم المساعدة. انها باتت مسألة وجدانية أن أبذل بالمعنى الحقيقي للكلمة جهودا لخدمة اللاجئين. وفي لبنان اتضح لي بصفة جلية أن لهؤلاء الناس مسارات ذاتية خاصة بهم، فلكل واحد منهم سيرة ذاتية تستحق الذكر. لكن هذه المسارات الشخصية تلقى ترجمتها في الغالب عندنا من خلال أرقام أو نسب مائوية فقط.

وفي هذا المجال تحديدا يكون الفن والأدب مطالبين باسماع هذه القصص الشخصية المرتبطة بأفراد.وعلى هذا الأساس أطلقنا مشروعا في لبنان يمكننا من تحقيق أشياء ملموسة. ومن جانب آخر كان واضحا بالنسبة لي قبل سنة، عندما سئلت: هل أرغب في تنظيم "منتدى المؤلفين" ضمن مهرجان آداب ميونيخ، أنه لا يمكن تناول أكثر من موضوع واحد، ألا وهو حالة الفرار واللجوء والناس الهاربين.

وفي هذا الاطار يجب العمل على عدة مستويات، من جهة مع اللاجئين في عين المكان حيث ننظم مسابقات شعرية ومقابلات في كرة القدم، بعضها يضم مشاهير سابقين. ولدينا أيضا كتاب يلتقون بهم، حيث يقومون بتدوين قصصهم لتداولها لاحقا. وقد قمت بدعوة عدد من المؤلفين المنحدرين من البلدان المعنية، تلك البقاع الساخنة. كما أرسلت بعض المؤلفين الى تلك المناطق لفهم النزاعات من جذورها ولمعرفة "لماذا يلاذي الإنسان بالفرار وماذا يحصل هناك؟.

والى جانب المساعدة الملموسة يظل من المهم بالنسبة لي القيام بترجمة. عندنا يوجد كم هائل من المخاوف والأحكام المسبقة يجب تجاوزها للتوصل إلى أن تلك القصص أمر واقع وأن اللاجئين بشر مثلي ومثلك. فتقديم المساعدة يجب أن يكون أمرا بديهيا يشكل أيضا ثراء لنا.

Albert Ostermaier
الشاعر والروائي الألماني ألبرت أوسترمايرصورة من: picture-alliance/dpa/U. Anspach

لماذا تقومون بهذه الأشياء؟

أقوم بهذه الأشياء نظرا لتجربتي في لبنان، حتى ولو أن هذا يعبر عن موضوع حي بداخلي. لكن عندما عايشت الكبار والأطفال في لبنان واستمعت الى حكاياتهم الشخصية بات واضحا بالنسبة لى، أنه لا يمكن القيام بشيء آخر سوى الالتزام، ولا مجال للتردد وبأن المسألة مسألة بديهية. فاذا كان لدينا قلب له إحساس، فإنه من الواجب البرهنة على ذلك الشعور أيضا تجاه الناس الفارين، يجب أيضا رد جزء مما حصلنا عليه منذ آلاف السنين كهبة من ثقافتنا. واذا كنا جادين في تعاملنا مع كرامة الانسان، فالجدير بنا أن نبذل جهدا قويا من أجلها. ويمكننا عن طريق الآداب منح الناس صوتا لا يملكونه.

ما هي غايتكم من وراء هذه الأعمال؟

أريد بكل بساطة أن يتحلى الناس بالشجاعة من أجل الالتزام والاعتبار أن العمل مع اللاجئين قد يكون مكسبا. أعتقد أنها هبة أن يتمكن الشخص من تقديم المساعدة لأناس آخرين والتعرف عليهم وفهم قصصهم، يجب معرفة أن هذه المفاهيم ليست مبهمة أو أنها نسب مائوية، بل إن الأمر يتعلق بأفراد لهم سيرتهم الذاتية وتطلعاتهم وأسبابهم الشخصية التي دفعتهم الى المجيئ الينا. أعتقد أنه إذا فهمنا هذا الأمر وابتعدنا عن المفاهيم العامة، فان كل واحد منا سيصبح مطالبا باتخاذ موقف.

نحن نعيش في أمن كبير ونعتقد أنه مضمون للأبد. قبل زمن قريب كانت أوروبا هي الأخرى قارة للهجرة والمخاطر والحروب. أعتبر أنه من المهم أن نعمل من خلال التلاقي الملموس على ايجاد شعور جديد بالإحساس، وهذا أمر يربط بيننا جميعا. يجب ادراك هذه الأمور من زاوية ايجابية واعتبراها اثراء. فالناس يأتون من أوضاع كارثية، لكن التلاقي والاجتماع والعمل معا على إقامة شيئ ما أو احتضان شخص ما، فهي تجارب جميلة ومن شأن الفن والآداب العمل على إشاعتها.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد