هل تنهي وحدة المعارضة السورية مخاوف المجتمع الدولي؟ – DW – 2012/11/12
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل تنهي وحدة المعارضة السورية مخاوف المجتمع الدولي؟

ملهم الملائكة١٢ نوفمبر ٢٠١٢

نجحت قطر في توحيد المعارضة السورية ودمج فصائلها فكان الوليد هو ائتلاف وطني تقرر ان يقوده المعارض أحمد معاذ الخطيب في إمام المسجد الأموي. هذه الوحدة قد تزيل مخاوف وتردد المجتمع الدولي في دعم المعارضة.

https://p.dw.com/p/16hUY
صورة من: Reuters

تحت ضغط الحاجة، واستجابة لمطالب المجتمع الدولي، حاولت أجنحة من المعارضة السورية أن لا تغادر الدوحة إلا بعد إعلانها التوصل إلى هيكل تنظيمي يضم اغلب فصائلها إن لم ينجح في ضم الجميع. وهكذا ظهر كيان جديد سُمي "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، وتولى رئاسته رجل دين ، فيما انتخب رياض سيف وسهير الأتاسي - وكلاهما علماني - كنائبين له.

عقب إبرام الاتفاق على الإئتلاف، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها ستقدم دعمها للمعارضة السورية الموحدة بعد الاتفاق الذي توصلت إليه في الدوحة، وقال مساعد المتحدثة باسم وزارة الخارجية مارك تونر في بيان "نحن على عجلة من أمرنا لدعم الائتلاف الوطني الذي يفتح الطريق أمام نهاية نظام الأسد الدموي والى مستقبل السلام والعدالة والديمقراطية الذي يستحقه الشعب السوري بأسره".

لكن المراقب لا يملك إلا أن يسال :هل يمثل هذا التطور - الايجابي في ظاهره – خطوة حقيقية باتجاه تحقيق وحدة إستراتيجية بين جميع أو اغلب فصائل المعارضة السورية؟

Generalversammlung der syrischen Opposition in Doha
الدوحة ترعى اجتماع المعارضة السوريةصورة من: Reuters

"هذا الائتلاف ولد بعملية قيصرية وقسرية"

هيثم منّاع رئيس هيئة التنسيق الوطني في حوار مع DW عربية وفي معرض الإجابة عن هذا السؤال اعتبر أن هذا الائتلاف هو خطوة للتخلص من فكرة حزب البعث ، لكنه أبدى استيائه من اعتبار الائتلاف " الممثل الشرعي والوحيد للنضال ضد سلطة البعث، وإن لم تنتسب له فأنت محسوب على السلطة".وأشار المناع أن على الائتلاف تجنب الأخطاء التي قتلت سابقه (المجلس الوطني السوري).

يذكر أن اتفاق الدوحة نص على تشكيل ائتلاف تكون عضويته مفتوحة لكل أطياف المعارضة، والاتفاق على إسقاط النظام وتفكيك أجهزته الأمنية ومحاسبتها، وعدم الدخول "في أي حوار أو مفاوضات" معه. ويبدو هذا الانطباع متعارضا مع طموح الائتلاف في الحصول على اعتراف دولي بصفته الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري.

ومن خلال النظر في المشهد السياسي في سوريا يمكن للمراقب بسهولة أن يدرك أن من الصعب على هذا الائتلاف أن يحافظ على استقراره، وقد ذهب المعارض السوري هيثم مناع إلى أن تحقيق الاستقرار بيد قيادات هذا الائتلاف " الذي ولد بعملية قيصرية وقسرية، فإذا اخذ قياداته الغرور فسيصلون إلى نفس مصير المجلس الوطني ".

وذهب المناع إلى أن هناك"نوعا من التدخل الخارجي لفرض هذا الهيكل، وقد اعتبر أعضاء هذا الهيكل أنفسهم الوعاء وعلى الجميع أن ينضموا لهم، وهذا خطأ كبير".

Syrische Opposition in Doha George Sabra
رئيس المجلس الوطني جورج صبرا، انتقل مع المجلس الى الائتلاف الجديد.صورة من: KARIM JAAFAR/AFP/Getty Images

"هناك دول خليجية تدعم التوجه الإخواني للثورات العربية "

ويوحي انتخاب الائتلاف لإمام مسجد ( وبالذات المسجد الأموي) كرئيس له بأن الإخوان المسلمين هم أصحاب اليد العليا فيه ، وهو أمر قد لا يعطي إشارة مشجعة ومطمئنة للقوى العلمانية والمسيحيين والعلويين في سوريا ، وفي شرح ذلك ذهب الصحفي فولكهارد فيندفور مدير مكتب مجلة دير شبيغل في القاهرة في حديث مع DW عربية إلى أن حقيقة الأسباب التي قادت إلى أن يسود المشهد قوى الإخوان المسلمين في سوريا هي نفسها التي جرت في مصر وتونس، و" ليس سرا القول إن هناك دولا خليجية تدعم هذا التوجه ". من جانبه وفي نفس السياق تساءل المعارض هيثم منّاع" هل تتحمل سوريا إمام مسجد لقيادة العمل النضالي؟ سوريا ليست غزة"

ويتساءل كثير من المراقبين عن مصير المجموعات الجهادية والمتشددة المشاركة في العمليات على الأرض خصوصا في شمال سوريا، وهل تم اشراكهم في ائتلاف الدوحة؟ عن هذا السؤال أجاب عنه هيثم المناع مشيرا إلى انه قد جرى استبعاد المجاميع الجهادية التي تثير تحفظ عدد كبير من الدول " وقد جرى إبعادهم عن المشهد جزئيا، ولكن ما زال الجو غير نقي".

" الأتراك يهمهم عودة الاستقرار إلى سوريا"

  التوجه نحو حكومة نتقالبية اسلامية تمهد لأن تسود المشهد قوى الاسلام السياسي كما أشار الصحفي الألماني فولكهارد  فيندفور ربما راق للأتراك، لكن مواقفهم اليوم هي غيرها بالأمس، " فعودة الاستقرار الى جارتهم سوريا يهمهم اليوم أكثر مما يهمهم إسقاط نظام الأسد ". وفي رد فعل سريع بعد إعلان الائتلاف قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو " إن الداعمين الدوليين للانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد لا عذر لهم في عدم مساندة الائتلاف الجديد"، وهذا يعني إن الدول الراعية للاتفاق تتصرف بطريقة إلقاء الحجة على المجتمع الدولي.

من جانبها أشادت بريطانيا بقرار فصائل المعارضة السورية تشكيل ائتلاف قوي. وفي هذا الصدد تحدث بيان صادر عن مكتب وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ عن "خطوة مهمة في تشكيل معارضة واسعة وتمثيلية تعكس كل تنوع الشعب السوري" كما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد