مقتل العشرات في إطلاق نار على حشد ينتظر مساعدات في غزة – DW – 2024/3/15
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مقتل العشرات في إطلاق نار على حشد ينتظر مساعدات في غزة

١٥ مارس ٢٠٢٤

وزارة الصحة التابعة لحماس تقول إن أكثر من 20 شخصا قتلوا أثناء انتظارهم المساعدات في هجومين إسرائيليين منفصلين. الجيش الإسرائيلي نفى تلك التقارير ووصفها بالكاذبة مؤكّداً أنّه بصدد "تقييم الحادثة بالدقّة التي تستحقّها".

https://p.dw.com/p/4dYzv
شاحنات تحمل مساعدات إنسانية من منظمة الأغذية العالمية (WFP) تتحرك في موقع محدد شمال قطاع غزة، لقطة شاشة مأخوذة من شريط فيديو تم إصداره في 12 مارس، 2024.
اتهمت حماس الجيش الإسرائيلي باستهداف الفلسطينيين الذين يتجمعون عند شاحنات المساعدات وهو ما نفته إسرائيل أكثر من مرةصورة من: Israeli Army/REUTERS

قبيل ساعات من وصول أول سفينة محمّلة بالمساعدات إلى قطاع غزة المهدّد بالمجاعة، أعلنت حركة حماس فجر الجمعة (15 مارس/ آذار 2024) أنّ 20 قتيلاً و155 جريحاً سقطوا ليل الخميس بنيران الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة بينما كانوا ينتظرون شاحنات أغذية، في اتّهام سارع الجيش الإسرائيلي إلى نفيه.

حادثين منفصلين

وقالت وزارة الصحة في غزة إن 29 فلسطينياً على الأقل قُتلوا في أثناء انتظارهم المساعدات في هجومين إسرائيليين منفصلين في القطاع أمس الخميس.

وفي الحادث الأول، قال مسؤولو الصحة إن غارة جوية على مركز لتوزيع المساعدات في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة قتلت ثمانية. وفي وقت لاحق قالت الوزارة إن 21 شخصا على الأقل سقطوا قتلى وأكثر من 150 آخرين أصيبوا جراء إطلاق القوات الإسرائيلية النيران على حشد كان ينتظر شاحنات المساعدات عند دوار الكويت شمال غزة.

وقالت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في بيان إنّه "وصل الى مجمّع الشفاء الطبّي 20 شهيداً و155 إصابة حتى اللحظة (...) جرّاء استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لتجمّع للمواطنين الذين ينتظرون المساعدات الانسانية لسدّ رمقهم عند دوّار الكويت بغزة". 

وفي مجمّع الشفاء الطبّي في مدينة غزة قال لوكالة فرانس برس الطبيب محمد غراب المسؤول في قسم الطوارئ والاستقبال في المستشفى إنّ "معظم الإصابات هي في البطن والأجزاء العلوية". وأضاف أنّ القتلى والجرحى سقطوا "نتيجة لإطلاق قوات الاحتلال النار عليهم مباشرة عندما تجمّعوا عند دوّار الكويت لانتظار شاحنات المساعدات للحصول على الطعام في ظلّ المجاعة المنتشرة في شمال القطاع".

من ناحيته، أفاد مصوّر متعاون مع وكالة فرانس برس أنّه شاهد في المستشفى العديد من القتلى والجرحى، بعضهم بُترت أطرافهم وآخرون أصيبوا بالرصاص. وبحسب مكتب الإعلام الحكومي في غزة فإنّ الجيش الإسرائيلي "استهدف بالدبّابات والمروحيات منتظري الطحين عند دوار الكويت".

يذكر أنه في نهاية شباط/فبراير، لقي أكثر من مئة فلسطيني مصرعهم شمالي القطاع، بحسب حماس، خلال عملية توزيع مساعدات غذائية تحوّلت إلى كابوس.

الجيش الإسرائيلي ينفي

لكنّ الجيش الإسرائيلي سارع إلى نفي هذا الاتّهام. وقال في بيان إنّ "التقارير التي تفيد بأنّ الجيش الإسرائيلي هاجم عشرات من سكّان غزة عند نقطة لتوزيع المساعدات هي تقارير كاذبة"، مؤكّداً أنّه بصدد "تقييم الحادثة بالدقّة التي تستحقّها" ومناشداً "وسائل الإعلام أن تفعل الأمر نفسه وتعتمد حصراً على معلومات موثوق بها". وفي وقت لاحق اتهم الجيش الإسرائيلي "مسلحين فلسطينيين" بإطلاق النار، مجددا نفي اتهام حماس له باستهدافهم.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "قام بتيسير مرور قافلة من 31 شاحنة تنقل مواد غذائية وإمدادات لتوزيعها في شمال قطاع غزة. وقبل ساعة تقريبًا من وصول القافلة، أطلق مسلحون فلسطينيون النار بينما كان المدنيون في غزة ينتظرونها".

وتأتي هذه التطورات المأسوية في وقت ينتظر فيه الفلسطينيون وصول أول سفينة محمّلة بـ200 طن من الأغذية بعد إبحارها من قبرص صباح الثلاثاء عبر ممرّ بحري تقرّر استحداثه لمواجهة الأزمة المستفحلة في القطاع.

وما زال توزيع المساعدات داخل غزة صعباً وخطراً جرّاء الدمار الهائل، ولا سيّما في شمال القطاع، وكذلك أيضاً بسبب الانفلات الأمني وفقدان السيطرة على الوضع.

وتنفي إسرائيل عرقلة وصول المساعدات إلى غزة، وتلقي بمسؤولية التأخير في توزيع المساعدات على وكالات الإغاثة كما اتهمت حماس بتحويل المساعدات. وتنفي حماس ذلك وتقول إن إسرائيل تستخدم سلاح الجوع في هجومها العسكري.

ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

وتحذّر الأمم المتحدة من أنّ 2,2 مليون شخص مهدّدون بالمجاعة في قطاع غزة. وتسعى دول عدة لاعتماد آليات ومسارات جديدة لإيصال المساعدات، شملت إلقاء المساعدات جواً وتدشين ممرّ بحري من قبرص إلى القطاع.

سفن المساعدات تقترب من غزة

وجنوبي القطاع، في رفح، أظهرت لقطات مصورة لوكالة فرانس برس الخميس حشداً يندفع لالتقاط بضعة أكياس من الطحين سقطت من شاحنة مساعدات. وتقول وكالات الإغاثة إن شاحنات المساعدات التي تدخل إلى القطاع لا تلبّي الحدّ الأدنى من الاحتياجات وإنّ إسرائيل تعيقها بسبب عمليات التفتيش المرهقة وحصارها المطبق على القطاع.   

ويتّهم مواطنون قابلتهم وكالة فرانس برس في مدينة غزة "جهات قوية" و"محتكرين" بوضع يدهم على المساعدات التي يُحرم منها من هم بأمسّ الحاجة إليها. والوضع حرج جداً في شمال القطاع، حيث تهدّد المجاعة نحو 300 ألف شخص لم ينزحوا إلى الجنوب.

ويُشاهَد سكّان غزة وهم يتطلعون إلى السماء يومياً على أمل الحصول على ما تلقيه الطائرات، لكنّ الكميات التي تم إسقاطها محدودة.

في المقابل، رُصدت سفينة "أوبن آرمز" الإسبانية الخيرية الآتية من قبرص فجر الجمعة قبالة سواحل غزة، وفق موقع تتبع حركة الملاحة "مارين ترافيك".

وتحمل السفينة نحو 200 طن من الأرز والدقيق والمعلّبات التي سيتم توزيعها في القطاع الفلسطيني المحاصر من خلال منظمة المطبخ المركزي العالمي "وورلد سنترال كيتشن" التي أسسها الطاهي الإسباني الأمريكي خوسيه أندريس.

وبنى فريق "المطبخ المركزي العالمي" رصيفاً عائماً في غزة ليتمكن من تفريغ الحمولة بمجرد وصول السفينة إلى القطاع. وتنتظر سفينة ثانية في قبرص عبور هذا الممرّ البحري وعلى متنها حمولة أكبر.

وأدى الصراع في غزة إلى نزوح غالبية سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وكانت هناك مشاهد فوضوية وحوادث مميتة أثناء توزيع المساعدات بينما يتدافع الناس الذين يعانون قسوة الجوع للحصول على الغذاء.

ع.ح/و.ب (أ ف ب ، رويترز)

 

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد