مسيحيون مغاربة يلجؤون للعالم الافتراضي لإثبات الوجود – DW – 2016/7/19
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مسيحيون مغاربة يلجؤون للعالم الافتراضي لإثبات الوجود

عائشة اوزين١٩ يوليو ٢٠١٦

اختار مسيحيون مغاربة اللجوء إلى موقع فيسبوك كمتنفس لهم في بلد يضمن دستوره حرية ممارسة الشعائر الدينية، ولكنه يعترف بالدين الإسلامي كدين وحيد، ترصدDW عربية دواعي هذا الاختيار.

https://p.dw.com/p/1JNYF
Bildergalerie Koexistenz zwischen den Relegionen in Marokko
صورة من: DW/B. Elasraoui

وجود المغاربة المسيحيين في موقع فيسبوك يطبعه غالبا غياب الهويات والأسماء الحقيقة فنجد الكثيرين بأسماء مستعارة كـ "Christian Moroccan"، كما أن هناك من يضيفون عبارات إلى أسمائهم المستعارة، من قبيل "مسيحي(ة) ومغربي(ة)" أو"مسيحي(ة) وافتخر" أما منشوراتهم فهي صور المسيح إضافة إلى آيات من الكتاب المقدس. كما أن هناك مجموعات وصفحات فيسبوكية تفاعلية تشكل صوتا للمغاربة المسيحيين، كصفحة "مسيحي ومغربي" التي وصل عدد المعجبين بها إلى أزيد من 16.000 معجب، كما تمت مشاركة منشوراتها آلاف المرات.

أنا مسيحي...أنا موجود

رشيد إمونان مغربي مسيحي يدير إحدى الكنائس بأكادير، كما يدير في العالم الافتراضي صفحة تحت اسم "راديو نور المغرب"، يقول رشيد لـDW عربية: "الهدف من صفحتي هو تفسير آيات من الكتاب المقدس وطرح مواضيع كتابية للنقاش.'' ويضيف بان "أن الفيسبوك هو المكان الأنسب للتواصل مع الآخر وشرح الأفكار المسبقة على الإيمان المسيحي..."

أما بخصوص مميزات استخدام الفيسبوك كمغربي مسيحي فهو يقول: "نحن مرفوضون ومنبوذون اجتماعيا، والفيسبوك ساهم ولو بشكل نسبي في تغيير الأفكار المغلوطة التي يحملها المجتمع المغربي تجاهنا، ولو أن الردود التي أتلقاها عبارة عن سب وشتم وتهديدات...". وعن ظهوره مكشوف الوجه يقول رشيد: '' لا مانع لدي في الظهور، فأنا معروف لدى الجميع، فمن ينكر إيمانه أمام الناس ليس مؤمنا".

Facebook Screenshot Jesus Christ Mahad Darkmag
صفحة ''المدرسة المسيحية المغربية"" على الفيسبوكصورة من: Facebook/MahadDarkmag

أما "ميشيل المغربي" كما يطلق على نفسه، يدير هو الآخر صفحة على فيسبوك تحمل اسم: ''المدرسة المسيحية المغربية"، ويقول لـDW عربية بان "الهدف من صفحته ليس تبشيريا كباقي الصفحات...وإنما الهدف هو الاستماع للمسيحيين المغاربة وتوفير الإرشاد الروحي والمرافقة النفسية وتعريفهم بأسر مسيحية مغربية، وإخراجهم من القوقعة" على حد تعبير ميشيل. كما يرى بان "فيسبوك هو متنفس المسيحين المغاربة ليثبتوا وجودهم، فالمجتمع ينفي وجود مسيحيين مغاربة وهذا يناقض الحقيقة، الفيسبوك بالنسبة للمسيحيين هو الغرفة التي تتجمع فيها الأسرة المسيحية للحديث والتعارف والنقاش ومشاركة الهموم والأفراح، غرفة لتأكيد وجودنا والصراخ: أنا مسيحي...أنا موجود".

الفيسبوك في مواجهة الإعلام الرسمي

"لجوء الأقليات المسيحية للفيسبوك كفضاء للتعبير هو أمر ضروري ومسالة طبيعية" يقول الصحفي المغربي رشيد البلغيتي، كما يستطرد في حديثه لـDWعربية: "الإعلام الرسمي المسيطر عليه من قبل الدولة لا يتيح مساحة للأقليات الدينية والجنسية، إذ أن هذا الإعلام ليس عاكسا للتنوع والاختلاف داخل المجتمع المغربي... كما أن المغرب يتبنى الدين الإسلامي السني المالكي وبالتالي في ذلك إقصاء للديانات الأخرى في المشهد الإعلامي المغربي".

Rachid Imounan
رشيد إمونان مغربي مسيحي يدير صفحة "راديو نور المغرب" على موقع فيسبوكصورة من: privat

وفي نفس السياق يضيف رشيد بأن الفيسبوك ضمن للمسيحيين المغاربة تواصلا اكبر مع الآخر وهذا راجع إلى التأثير الذي تملكه وسائل التواصل الاجتماعي والذي أصبح لا يخفى على احد، إذ انه منفلت من قبضة الدولة ويعطي لهمومهم وقضاياهم إشعاعا أكبر".

تعاطف أكبر

أسماء بن العربي، مدونة مغربية شابة، دعت في احد مقالاتها على الإنترنيت إلى نبذ إقصاء وتهميش المغاربة المسيحيين. تقول لـDW عربية بأن "شريحة كبيرة من المجتمع المغربي للأسف لا تتقبل الاختلاف، فالأقليات ومن بينها المسيحيين المغاربة تجد صعوبة في الاندماج بالمجتمع، وبالتالي تعتبر مواقع التواصل الطريقة الأسهل لتعريف الآخرين بوجودهم والتعود عليهم".

Asmae Benlarbi
المدونة المغربية أسماء بن العربيصورة من: privat

وتضيف أسماء: '' شخصيا استحسنت الفكرة، لأنه أن تكون مغربيا ليس بالضرورة أن تكون مسلما كما هو شائع عند الأغلبية، ومن حق أفراد الأقليات أن يخرجوا للعلن ويتحدثوا عن انتماءاتهم ودياناتهم…ولهم كامل الحق في الدفاع عنها والمطالبة بحقوقهم. لكن يجب أن يكون الهدف من تواجدهم هو الدعوة لاحترام هذه الأقلية والتعايش معها،لا أن ينتقدوا ويقللوا من معتقدات الآخرين ويسعون إلى جعل الآخر نسخة منهم"، تقول أسماء.

الاسلام دين الدولة ولكن...

أما الناشط الحقوقي والسياسي أحمد صوفة فيقول لـDWعربية بأن: ''وسائل التواصل الاجتماعي أتاحت للمغاربة المسيحيين فرصة التعريف بمعتقدهم عبر تسجيل فيديوهات ونشر برامج متخصصة بالديانة المسيحية من خلال صفحات الفيسبوك. وقد لاحظت في الآونة الأخيرة أن هنالك انتشارا كبيرا لتلك الصفحات كما لاحظت توسيع قاعدة المتعاطفين مع المسيحية والمسيحيين المغاربة، طبعا هذا لا يعني تعرضهم للهجوم اللفظي والخطاب التكفيري...''.

ويضيف أحمد: ''على العموم فالشبكات الاجتماعية سمحت وستسمح بالمزيد من الظهور الإعلامي للمغاربة المسيحيين في نظري، ومن وجهة نظر حقوقية فإن حرية المعتقد مكفولة للجميع سواء من خلال المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، أو من خلال دستور2011 الذي نص على حرية المعتقد، وبالتالي فمن حق غير المسلمين بالمغرب أن يعرفوا بديانتهم والدفاع عن قناعاتهم الروحية والوجدانية بحرية ودون مضايقات وتكفير- وان كنت اعتبر الدولة المغربية تعمل بمنطق الكيل بمكيالين، حيث ينص الدستور على حرية المعتقد وفي الوقت نفسه يتم التشبث بأن المغرب دولة إسلامية".

Rachid Elbelghiti
الصحفي المغربي رشيد البلغيتيصورة من: privat
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد