ما مصير ليبيا المتقاتلة المتناحرة ؟ – DW – 2014/10/17
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ما مصير ليبيا المتقاتلة المتناحرة ؟

ديانا هودالي/ش.ع١٧ أكتوبر ٢٠١٤

معارك شرسة وتناحر على السلطة: هذا هو واقع ليبيا منذ فترة. وفيما يحاول الجنرال خليفة حفتر دحر الإسلاميين، يحاول هؤلاء بسط نفوذهم على البلد وإعلان حكومتهم. في ظل هذا الوضع، يطرح سؤال نفسه: هل ليبيا مهددة بالانقسام؟

https://p.dw.com/p/1DX6f
صورة من: Abdullah Douma/AFP/Getty Images

تشهد مدينة بنغازي، أكبر مدن شرق ليبيا، منذ عدة أشهر معارك شرسة بين ميليشيات متناحرة، من بينها فصائل إسلامية بعضها متصل بالقاعدة والتنظيمات المتشددة ، وبين ما يطلق على نفسه اسم الجيش الليبي بقيادة الجنرال المنشق خليفة حفتر.

وقبل ستة أشهر كان الجنرال خليفة حفتر قد أعلن الحرب على الإسلاميين، ومنذ ذلك الحين وهو ورجاله يحاولون دحر الإسلاميين من بلاده. "حفتر ورجاله يقاتلون لأنهم يريدون أن يكونوا القوة الشرعية الوحيدة في البلاد. لكن خصومهم يتمتعون على الأقل بنفس القوة العسكرية"، على ما يقول زيادة عقل من مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية في القاهرة.

وقد أعلن حفتر مؤخرا عن خوض معركة حاسمة، حيث قال إن "قواته تريد استعادة السيطرة على شوارع المدينة"، لافتا إلى أن رجاله على أتم الاستعداد لتحقيق "أهم هدف بالنسبة لهم وهو تحرير مدينة بنغازي". وأوضح حفتر بأن الطيران الحربي الليبي قد تعهد بتقديم يد المساعدة له في توجيه ضربات جوية ضد خصومه.

ووفقا لتقرير للموقع الإخباري الالكتروني "الوسط"، فقد تمكنت قوات حفتر من الدفاع عن قاعدتين عسكريتين ضد قوات "أنصار الشريعة". بيد أن الميليشيات الإسلامية فندت الخبر، وعليه، يبدو أن المدينة لازالت في يد الإسلاميين.

في غضون ذلك، لازالت المعارك في كل من شرق وغرب البلاد متواصلة على الرغم من أن الأمم المتحدة دعت الأطراف المتنازعة إلى وقف لإطلاق النار، حيث أكد أمينها العام بان كي مون خلال زيارة مفاجئة إلى العاصمة الليبية طرابلس "إذا لم يكن هناك سلام دائم، فإن الأمل في حياة أفضل سيصبح بعيد المنال."

هل تسير ليبيا إلى التقسيم ؟

General Khalifa Haftar Libyen 17.05.2014
الجنرال خليفة خفتر يحاول دحر الإسلاميين من ليبيا...صورة من: Reuters

ثلاث سنوات مرت على سقوط نظام القذافي وليبيا لم تجد الاستقرار، بل بالعكس فهي تغرق يوما بعد يوم في دوامة الفوضى والعنف في ظل وجود برلمانين اثنين وحكومتين.

ولأسباب أمنية، فإن اجتماعات رئيس الحكومة المؤقت عبد الله الثني والبرلمان المنتخب الجديد أصبحت تعقد منذ أغسطس/آب الماضي في مدينة طبرق، شرقي ليبيا. ولكن البرلمان المنتخب لا يتمتع باعتراف الجميع في ليبيا. وبما أن مدينة طبرق الواقعة بالقرب من الحدود مع مصر تحت حماية قوات حفتر، فإنه لا عجب بأن يقاطع الإسلاميون جلسات واجتماعات البرلمان. ويجتمعون في طرابلس كبديل عنها ، حيث قاموا بانتخاب عمر الحاسي رئيسا لحكومة خاصة بهم غير معترف بها دوليا.

في غضون ذلك يتزايد القلق من أن تنقسم ليبيا إلى معسكرين: معسكر تسيطر عليه قوات "فجر ليبيا" التي تنضوي تحت لوائها ميليشيات إسلامية على غرار "أنصار الشريعة". ومعسكر آخر تحت اسم "عملية الكرامة" بقيادة الجنرال خليفة حفتر، الذي شكل تحالفا واسعا يضم مليشيات من الزنتان ومقاتلين من قوات الجيش في عهد القذافي. وحول هذا الوضع يقول الخبير في الشؤون الليبية زياد عقل إن "ما نراه اليوم إنما هو اقتتال بين مختلف الأطراف المسلحة من أجل ضمان مكان لها في ليبيا الجديدة" .

تدخل أجنبي قائم

Abdullah al-Thani Libyen Regierungschef 03.06.2014
عبد الله الثني واحد من رئيسي حكومتين في ليبيا...صورة من: AFP/Getty Images

إلى جانب التطاحن الداخلي في ليبيا، هناك أطراف خارجية تحاول تحريك الخيوط على غرار قطر التي يقال بأنها تدعم الإسلاميين منذ فترة طويلة، فيما تردد بأن مصر تدخلت عسكريا لدعم الجنرال حفتر. وقبل أيام نقلت وكالة الشرق الأوسط الرسمية نفي متحدث باسم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مشاركة بلاده في أي ضربات جوية في ليبيا. وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قد كشفت نهاية آب/ أغسطس أن مصر والإمارات نفذتا ضربات جوية مرتين خلال سبعة أيام على مواقع تابعة للإسلاميين. كما تردد بأن السعودية أيضا تدعم الجنرال حفتر.

الجنرال المنشق أعلن في خطاب تلفزيوني بأنه سينسحب من الحياة السياسية والعسكرية حينما يتمكن هو ورجاله من دحر الإسلاميين. ويرى البعض في هذا التصريح أن حفتر يريد أن يبدد المخاوف حول إمكانية أن يسلك نهج القذافي ويتحول إلى دكتاتور جديد.