كيف يمكن التصدي لظاهرة العنف في المدارس؟ – DW – 2011/11/16
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كيف يمكن التصدي لظاهرة العنف في المدارس؟

١٦ نوفمبر ٢٠١١

تشير الدراسات إلى تفاقم ظاهرة العنف بين الشباب في كل أنحاء أوروبا خلال العقدين الأخيرين. ومن أجل مواجهة هذه الظاهرة قامت مدرسة ألمانية بإلحاق تلاميذها بدورات لتعليمهم كيفية التصرف في حال تعرضهم للعنف اللفظي أو الجسدي.

https://p.dw.com/p/13B7p
انتشرت ظاهرة العنف في العشرين سنة الأخيرة في أوروباصورة من: DPA

أنهى تلاميذ الصف السادس درس السباحة وتزاحموا على الخروج من المكان. في هذه الأثناء يراقب المدرس نوربرت كيهماير التلاميذ بعينه الساهرة للتأكد من سير الأمور بسلام، فالعنف المدرسي أصبح ظاهرة منتشرة في ألمانيا وأوروبا. التلميذ فيليب والبالغ من العمر 11 عاماً شاهد ذات مرة تعرض أحد التلاميذ للمضايقات وللضرب أيضاً، حيث يقول: "شكل التلاميذ دائرة وأخذوا يهللون ويصيحون وهم يشاهدون تعرض الولد للضرب". ويقول فيليب إن أول ما طرأ على باله وقتها هو الهروب من المكان تجنباً للتعرض للضرب ولكنه تمنى في الوقت ذاته مساعدة الضحية. ورغم وجود العديد من التلاميذ المنحدرين من عائلات ذات مشاكل اجتماعية، فإن مدرسة نويس دورف لم تشهد حالات عنف خطيرة.


ولكن كيف يمكن مساعدة ضحايا العنف في المدارس وهناك شعور دائم بالخوف لدى التلاميذ؟ فالعنف المدرسي له أشكال متعددة كالضرب والتهكم والسب. كما أن العنف قد يأخذ أشكالاً أخرى كالتجاهل والذي يسبب أيضاً الشعور بالألم. وعادة ما يتعرض الشخص للعنف عندما يكون بمفرده، بينما يكون الجناة عادة مجموعة.

أما الشهود فلا يقومون بشيء أكثر من التفرج. ولهذا السب قامت مدرسة نويس نورف بإلحاق 200 تلميذ بدورة تعليمية تسمى "تعلُم خالي من العنف" لتدريبهم على مواجهة العنف ولخلق مناخ جيد في المدرسة، يساعد التلاميذ على التعلم. ويرى المدرس نوربرت كيهماير أن مجرد تجاهل الإهانات ليس بالأمر الكافي وأن هناك أمور أخرى، يتعين على التلاميذ تعلمها لمواجهة هذه الظاهرة. "لا بد من فعل المزيد، لغة الجسد تلعب دوراً مهماً وهذا ما علمناه لأطفالنا".

ارفع رأسك

Emotionen Wut Einsamkeit Verzweiflung Trauer Alleine Junge Rucksack
يصاب ضحايا العنف بالاكتئاب ويقدمون أحياناً على الانتحارصورة من: Fotolia/Mikael Damkier

ويتعلم الأطفال في هذه الدورة أن يعطوا إشارات جسدية تشير إلى القوة والاعتداد بالنفس، مثل رفع الرأس والذقن والمحافظة على استقامة الظهر أثناء السير. ويقول التلميذ موريس أن يشعر بإحساس جيد عندما يسير بهذه الطريقة في فناء المدرسة وأن وضعية الجسم هذه أفضل بكثير من السير وظهره منحني.

في الوقت ذاته تؤكد الطالبة فانيسا على أهمية الإشارات اللفظية لردع المعتدين في المدرسة في حال التعرض لهجوم. وتقول فانيسا أنها ستمد كف يديها في وجه المعتدي وستوجه إليه كلمات قوية لإيقافه عن استخدام العنف وذلك مثل: "توقف .. توقف.. أنا لا أريد هذا".

ولكن هذا الأسلوب قد لا ينجح أحياناً، إذ أن المعتدي قد يُستفز عن طريق هذه الكلمات أو أنه قد يرد عليها بكلمات استفزازية، مما قد يؤدي إلى الانزلاق في دائرة العنف.

وربما يكون من السهل تجاهل الإهانات والشتائم ولكن ما الذي يستطيع التلاميذ فعله في حال تعرضهم لاعتداء جسدي وإصرار المعتدي على استخدام العنف الجسدي؟ يتعين على التلاميذ في هذه الحالة القيام بثلاثة أشياء، أولاً التعرف على ملابسات الموقف ثم طلب المساعدة، ثانياً: الهروب من المكان. وفي حال فشل الخيارين الأولين فيمكن في حالة الضرورة استخدام العنف للدفاع عن النفس.

ويتم التدريب على مكافحة العنف برعاية بعض البنوك وشركات التأمين ضد الحوادث ونوادي الروتاري وشركات أخرى. وتقول سيبيله فانديرس، مدرسة التربية الرياضية ومؤسسة مبادرة "تعلم خالي من العنف" إن الصمت ومحاولة تجاهل المعتدين ليس بالحل الجيد وإن التلاميذ يتعلمون من خلال العاب الحركة التصرف بشكل مستقل وإيقاف الجاني عند حده وبالتالي الخروج بسلام من مواقف الصراع.

العنف في العوالم الافتراضية

Cybermobbing
أصبحت شبكة الانترنت مسرحا للعنفصورة من: picture alliance / Jens Schierenbeck

أصبح العالم الافتراضي هو الآخر مسرحاً لظاهرة العنف، حيث أوضحت دراسة أجراها معهد فورسا لاستطلاع الآراء أن واحداً من كل ثلاث أشخاص في ألمانيا تعرض للعنف على شبكة الإنترنت. وتأخذ ظاهرة العنف على شبكة الإنترنت أشكالاً تتمثل في نشر الأكاذيب والاتهامات وأحياناً التهديدات والشتائم.

وقد يقوم البعض في أسوأ الأحوال بنشر صورة قديمة أو صور مركبة للأشخاص. وقد تكون نتائج التعرض للعنف إصابة الضحايا بأمراض نفسية أو الإقدام على الانتحار. وقد شهدت مدرسة نويس نورف حتى الآن حادثة واحدة، حيث تم نشر مقاطع فيديو من حصة مدرس. ويقول نوربرت كيهماير أن من المفارقة أن يكون والد التلميذ الذي قام بنشر المقطع شرطياً. ويضيف مبتسماً: "استغرق الأمر حوالي ثلاث أو أربع ساعات حتى استطاع الأب حذف الفيديو من شبكة الإنترنت"

أصبح العنف، سواء في عالم الواقع أو في العوالم الافتراضية، ظاهرة عالمية تستحق المواجهة. ولهذا السبب تعمل سيبيله فانديرس على توسيع نطاق عملها ليشمل أوروبا كلها. وتستفيد فاندريس من خبراتها في المدارس الألمانية بأنواعها المختلفة للقضاء على هذه الظاهرة. وتؤكد فاندريس على أهمية تمتع التلاميذ بروح الجماعة للقضاء على هذه الظاهرة. فشعور الطلبة بالانتماء وبأنهم فريق واحد وقدرتهم على احتواء المشاغبين هي أفضل وسيلة للتصدي للعنف في المحيط المدرسي.

دافنه غراتفول/ مي المهدي

مراجعة: عماد غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد