قوانين الطوارئ وملف الأقليات في صدارة أجندة المؤتمر لحزب البعث السوري العاشر – DW – 2005/6/30
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قوانين الطوارئ وملف الأقليات في صدارة أجندة المؤتمر لحزب البعث السوري العاشر

٣٠ يونيو ٢٠٠٥

عقب خروج القوات السورية من لبنان، عقد حزب البعث السوري مؤتمره العاشر دون تقديم تغيرات تذكر، إذ ان نتائجه اقتصرت على إصلاحات شكلية وعمليات تجميلية، لا تمكنه في محصلتها من مواجهة التحديات على الصعيدين الداخلي والخارجي.

https://p.dw.com/p/6qmW
الرئيس الاسد يتحدث أمام المؤتمرينصورة من: AP

أحدث اضطرار سوريا لإنهاء احتلالها الذي دام خمسة عشرة عاماً للبنان اهتماماً كبيراً غير متوقع بالحياة السياسية للبلاد. لكن داخل سوريا نفسها لايلمس شيء من هذا القبيل. لقد بنيت الآمال على إشارات إصلاحية تنبثق عن المؤتمر العاشر لحزب البعث الذي يحكم البلاد منذ اثنين وأربعين عاماً.

صحيح صدر في نهاية المؤتمر بعض الإشارات في هذا الاتجاه مثل الإعلان عن دراسة إصلاح قوانين الطوارئ. لكن من الصعب تصور إمكانية انبثاق حوافز فعلية للإصلاح عن ذلك المؤتمر بسبب السيادة المطلقة لحزب البعث وما تسببه من شلل اجتماعي.

ليس من قبيل الصدفة أن يكون المؤتمر العاشر لحزب البعث قد انعقد في هذ الأيام بالذات. فالزعامة السورية تريد إظهار الإرادة على التصرف والقرار حيال التحديات المتزايدة التي تواجه البلاد.

هنا لابد من طرح السؤال عن الحوافز التي يمكن لها أن تصدر عن مؤتمر من هذا النوع، فالحزب الذي يصر على أن يكون القائد الأوحد للدولة والمجتمع لم يراع التنوع العرقي والديني الذي يتسم به المجتمع السوري، الأمر الذي أوجد تربة خصبة لعدد كبير من الصراعات التي تغلي تحت الستار وبات حلها من الأمور الملحة.

على جميع الأحوال قرر مؤتمر الحزب تحسين الوضع القانوني لما يزيد على مئتي ألف كردي سوري ومنحهم الجنسية بعد أن كانوا يعاملون كغرباء. وكان إنكار هويتهم العرقية والثقافية قد حرمهم من ممارسة حقوق المواطنة. ولابد من الانتظار ليتبين ما إذا كان هذا يشكل بوادر انعطاف فعلي في سياسة القوميات السورية.

لم يقتصر دور حزب البعث على قمع الأقليات العرقية والمعارضين فحسب، إنما حول نفسه الى قاعدة الانطلاق الوحيدة لاعتلاء المناصب والتقدم في جميع مجالات الحياة. وتشكلت على مر السنين شبكة مترابطة ومتشابكة تواجه بعناد كل محاولة لتغيير الأوضاع ، مثل هذه التجربة مر بها الرئيس الشاب بشار الأسد الذي حرك لدى استلامه السلطة في عام 2001 الآمال في هبوب رياح الإصلاح على البلاد.

لكن محاولات إفساح مجال أكبر لحرية الرأي باءت بالفشل. ربيع دمشق الذي شهد ميلاده في عام 2001 وئد في المهد وزج ببعض أعضائه في السجون ولم تجد المناشدات المتكررة للإفراج عنهم شيئاً.

ولن يساعد أيضاَ على صعيد إطلاق الحريات السياسية تأسيس الحزب الجديد " تحالف الوطنيين الأحرار" الذي يتشكل أعضاؤه من الطبقة المتوسطة التجارية الثرية في سوريا ، أي أنهم من أولئك الذين توصلوا في ظل الحزب الحاكم الى المراتب العليا ويتمثل همهم الأول في صون مصالحهم. مثل هذه الأحزاب تبقى عاجزةً عن إحلال أي تغيير.

ختام القول إن سوريا لم تدرك حتى بعد المؤتمر الحزبي ضرورة إحلال تحول فعلي في السياسة والمجتمع يقوم على أساس حرية الرأي ونظام أحزاب تعددي بكل معنى الكلمة.

اعداد القسم العربي - اذاعة دويتشه فيله

نلفت انتباه قرائنا الاعزاء الى ان الحلقة القادمة من برنامج "المنبر الحر" من إذاعة DW-RADIO ستتناول موضوع الازمة التي تعانيها اوروبا بعد رفض الدستور الاوروبي من قبل فرنسا وهولندا وبمناسبة تولي بليرالرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي.

موعد البث: يوم الجمعة 08 يوليو، الساعة السادسة والنصف مساء بالتوقيت العالمي الموحد.