"طنجرة ضغط"..أطباق موسيقية سورية بنكهات متعددة – DW – 2012/11/25
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"طنجرة ضغط"..أطباق موسيقية سورية بنكهات متعددة

ديانا هودالي/ دالين صلاحية٢٥ نوفمبر ٢٠١٢

هربا من الخدمة العسكرية انتقلت فرقة "طنجرة ضغط" من سوريا إلى لبنان بحثا عن مستقبل أفضل لأطباقهم الموسيقية، التي يسعون من خلالها إلى تقديم موسيقى تفسح المجال للتنفيس عن الضغوط الاجتماعية المتراكمة قبل أن تنفجر.

https://p.dw.com/p/16pGa
صورة من: DW/D.Hodali

من حمام للسباحة يقصده أغلب المشاهير يتحول نادي سان جورج في قلب العاصمة بيروت أحيانا إلى منصة خاصة لتقديم أعمال فرقة "طنجرة ضغط". وهي عبارة عن عمل جماعي، يؤديه خالد عمران، المؤسس لهذه الفرقة ويرافقه في عمله كلا من عازف الدرامز داني شكري والمغني وعازف الغيثار طارق خلقي. وتسعى فرقة الروك السورية "طنجرة ضغط" إلى تقديم أفضل "أطباقها الموسيقية" في أماكن مختلفة، ما يتيح لها الوصول إلى جماهير متنوعة على حد تعبير أعضاء الفرقة.

وفي حديث مع DW يرى خالد عمران وجود تشابه كبير بين الطبخ والموسيقى، إذ يمكن للمرء أن يتذوق الطعام والموسيقى أيضا، ومن هنا جاءت تسمية الفرقة "طنجرة ضغط". وتتميز الأطباق الموسيقية لهذه الفرقة بأنها مزيج من الموسيقى الالكترونية كالـ "الفانك" والـ"الروك" و الـ"البانك روك" إلى جانب الموسيقى العربية.

تعبير عن واقع المجتمع السوري

ويسعى أعضاء هذه الفرقة للدفاع عن حرية الإنسان في التعبير عن آرائه بعيدا عن قيود المجتمع. ويرفض عمران التعصب السياسي والطائفي ويرى أن الفرد في المجتمع العربي غالبا ما يكون محروما من الحرية داخل المنزل وخارجه، ما دفعهم إلى إنتاج أغنية "تحت الضغط"، إذ تشرح هذا الأغنية بكلماتها حالة الضغط الاجتماعي الذي يعيشها الفرد "بقلب البيت شخص مضغوط، برات البيت رقم مزبوط، بعيون الناس ما في إحساس"، حسب الأغنية.

ويرى عمران أن ما يحدث في سوريا لا يدعو للاستغراب، وهو يشّبه حالة المجتمع السوري بـ"طنجرة الضغط" التي كانت تحترق على مر السنين لتنفجر في النهاية من كثرة المشاكل والهموم التي كانت تشتعل على نار حامية في ظل الفساد والنفاق وتفضيل المصلحة الخاصة. وتقدم فرقة " طنجرة ضغط" أطباقها الموسيقية بلهجة سورية، ما يجعل نصوصهم مفهومة بالنسبة لأي مواطن عربي؛ " كل شخص عربي يفهم من كلماتنا ما نريد قوله، وفي الواقع تشير نصوصنا إلى المواطنين السوريين" حسب تعبير عمران.

Band Tanjaret Daght aus Syrien
طنجرة ضغط تقوم بجولات موسيقية في عدة بلدان عربية لنشر أطباقهم الموسيقيةصورة من: DW/D.Hodali

رسالة الموسيقى

انتقل أعضاء الفرقة للعيش في بيروت قبل عام تقريبا، وذلك هربا من الخدمة العسكرية. إذ أن بقائهم في دمشق يعني المشاركة في الحرب الأهلية. فدمشق هي المكان الذي ولدوا فيه وترعرعوا، لتجمعهم مدرسة الموسيقى عام 2008. وبعد اندلاع الثورة في سوريا، كان أعضاء الفرقة على يقين تام بعدم وجود فرصة لهم كموسيقيين في سوريا، إذ يؤكد داني شكري على أن البلد الذي تسوده الحرب، هو غير مناسب للإبداع.

في بداية مسيرتهم الفنية كانت موسيقاهم عبارة عن تناغم بين موسيقى الجاز الارتجالية والموسيقى التراثية. وعندما بدأت الانتفاضة في سوريا أوائل عام 2011 قاموا بإضافة لمسات روك على أعمالهم الموسيقية. إذ تعد موسيقى الروك "بنغماتها العدوانية" الطريق الأفضل للتعبير عن مشاعر الشعب المظلوم والذي يبحث عن الحرية منذ زمن بعيد، على حد تعبير أعضاء الفرقة. كما بدأوا أيضا بكتابة نصوص تنتقد المجتمع ونظامه السياسي حسب شكري الذي يضيف قائلا "أردنا أن نذّكر الناس بأغنياتنا وأن بإمكانهم أن يغنوا معا "، وهو يرى أن الموسيقى هي الطريقة الوحيدة لنقل رسالتهم.

حلم الغناء في دمشق "بعيد المنال حاليا"

بعد وصولهم إلى بيروت قام أعضاء الفرقة بتسجيل كلمات أغنيتهم بعنوان "صمت"، كما قاموا بتسجيل أغنيتي "تحت الضغط" و "تنفس". و من خلال أغنية "تنفس" يحث أعضاء فرقة "طنجرة ضغط" الناس على رؤية الواقع بشكله الصحيح، بعيدا عن الانتماءات الدينية والطائفية. ورغم الصعوبات التي يواجهها أعضاء الفرقة، إلا أنهم يرون إمكانيات كثيرة لتطوير موسيقاهم بحرية أكبر في بيروت، حسبما يؤكد شكري؛ " لا أرغب بالعيش في بيروت بشكل دائم، إلا أنها هي مكان مناسب لتطوير أعمالنا الموسيقية ولنخبر العالم ما حدث لنا وبماذا نفكر".

Band Tanjaret Daght aus Syrien
عازف الدرامز داني شكري يأمل بالعودة إلى وطنه الأم سورياصورة من: DW/D.Hodali

وقامت "طنجرة ضغط" بجولات موسيقية في كلا من القاهرة وعمان إلى جانب العديد من العروض الموسيقية في نواد عديدة في بيروت. أما أمنيتهم الكبرى، فهي تقديم حفلة موسيقية في بلدهم الأم سوريا، إلا أن ذلك حاليا بعيد المنال، حسب شكري الذي أضاف: " من الصعب تحقيق هذا الأمنية حاليا، فالعودة إلى سوريا في الوقت الراهن لا يمكن التفكير به إطلاقا".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد