صالة تمارين رياضية خاصة بالنساء – DW – 2012/12/25
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صالة تمارين رياضية خاصة بالنساء

نادية بيفا/ هشام الدريوش٢٥ ديسمبر ٢٠١٢

أصبح بإمكان المسلمات في مدينة كولونيا مزاولة التمارين الرياضية دون الاضطرار إلى تغطية شعرهن، وذلك بفضل وجود صالة رياضية خاصة بالنساء تقدم جميع البرامج الموجودة في بقية النوادي الرياضية مثل السونا والحمامات الشمسية.

https://p.dw.com/p/1787h
صورة من: Emine Aydemir

جهاز الركض هو الآلة الرياضية المفضلة لدى نورجل كورك، فاستخدامه لا يمنحها شعورا بالمتعة فقط ،وإنما يسمح لها بالتحدث في الوقت ذاته إلى النساء اللواتي يتدربن بجانبها. وعن أجواء التدريب تقول هذه التركية البالغة من العمر 26 عاما:" هنا تسود أجواء مرحة ونضحك كثيرا مع بعضنا البعض".

نورجل تحب الحركة كثيرا، وكانت دائما تحصل على علامات جيدة في حصة الرياضة بالمدرسة. لكن بعد مغادرتها للمدرسة توقفت عن ممارسة الرياضة:"  بسبب ارتدائي للحجاب، لم أكن أستطيع الذهاب إلى صالة التدريب المختلط بسبب احتمال وجود رجال هناك".

الإمكانية الوحيدة التي أصبحت متاحة أمام هذه الشابة هي القيام بتمارين رياضية داخل البيت أوممارسة رياضة المشي في الخارج. لكن كما هو معروف فإن الكثيرين لا ينجحون في المواظبة على التمارين الفردية وسرعان ما يشعرون بالملل.

صالة رياضية فريدة من نوعها

 لحسن الحظ علمت نورجل بوجود صالة تدريب رياضية خاصة بالمسلمات في حي بيكندورف بمدينة كولونيا. فالرجال ممنوعون من دخول هذه الصالة الرياضية وهو ما يتيح الفرصة أمام النساء المسلمات  لخلع حجابهن والتحرك بحرية أكثر أثناء قيامهن بالتمارين الرياضية. هذا النادي الفريد من نوعه أنشأته التركية أمينة إدمير عام 2007 لمعرفتها الجيدة بالمشاكل التي تواجه مثيلاتها من التركيات المسلمات. في هذا السياق تقول أمينة: " بعد أن ازداد وزني بسبب الحمل قررت ممارسة الرياضة لإعادة الرشاقة إلى جسمي. لذلك انخرطت في أستوديو اللياقة البدنية وشعرت هناك بمتعة كبيرة".

Hayat - Sportstudio für muslimische Frauen
أجهزة تدريب مختلفة بنادي "حياة" للتمارين الرياضيةصورة من: DW / Nikaeen

لكن هذه السيدة التركية لم يكن باستطاعتها التدريب هناك دون غطاء الشعر لأن صاحب الصالة الرياضية كان دائم التواجد هناك، أو لوجود رجال آخرين بين الفينة والأخرى في الأستوديو كعمال النظافة أو ساعي البريد.  كل ذلك جعل أمينة البالغة من العمر 43 عاما تفكر في افتتاح صالة تدريب رياضية خاصة بالمسلمات، أطلقت عليها اسم "حياة". وعند الافتتاح كان عدد المنخرطين حوالي مائة امرأة، أما اليوم فتجاوز العدد 400 منخرطة.

مشاركات من جنسيات مختلفة

وتقول أمينة إدمير إن زبائنها من جنسيات متعددة، فهناك التركيات والعربيات والصربيات والبولنديات. كما تقصد النادي أيضا نساء غير مسلمات بسبب قربه من بيوتهن، أو بسبب سعره الرخيص مقارنة مع النوادي الرياضية الأخرى.

وجود صالة تدريب رياضية خاصة بالنساء ليس أمرا جديدا في ألمانيا لكن في نادي "حياة" لا يقتصر الأمر على منع الرجال من الدخول للقاعة الرياضية وإنما تسري هناك أيضا قواعد أخرى لها أهمية خاصة لدى المسلمات، كما توضح صاحبة النادي :" إسلامنا لا يسمح أيضا بكشف المرأة كل جسدها أمام امرأة أخرى. فعورة المرأة مثلا لا يسمح بتاتا بالكشف عنها. نحن هنا لا توجد لدينا أماكن استحمام مشتركة وإنما لدينا حمامات متفرقة". أيضا لا يسمح للنساء بالدخول إلى الساونا مجردات من الملابس، وإنما يفرض عليهن ستر أجسامهن بقطع خاصة في الساونا.

Muslimisches Fitnessstudio Hayat
متدربات من جنسيات مختلفةصورة من: Emine Aydemir

برامج متنوعة

تٌوفر أمينة إدمير لزبائنها نفس البرامج التي تقدمها بقية الصالات الرياضية الأخرى، مثل تمارين اللياقة البدنية وتمارين القلب والشرايين، بالإضافة إلى الساونا والحمام الشمسي. كما تُعِد برنامجا خاصا لكل امرأة يتماشى وخصوصيتها. علاوة على ذلك يوجد أستوديو اللياقة البدنية الذي تملكه أمينة جناح خاص لرعاية الأطفال الصغار .

الكثير من النساء لم يسبق لهن أن زرن صالات لياقة بدنية أخرى، بل إن أغلبهن لم يسبق لهن أن مارسن الرياضة. لكنهن أصبحن الآن يشعرن بقيمة الرياضة كما تقول أمينة إدمير:" نطبخ الكثير من الوجبات فيها لحوم، كما أن أكلنا التقليدي غني بالدهون. نتناول وجبة الفطور مع الأطفال، ووجبة الغداء مع إحدى الصديقات، وفي المساء نأكل مع الزوج. وفي عطلة نهاية الأسبوع يزورنا الضيوف، أو نذهب لزيارة الأقرباء. وعدم تقديم الطعام يعتبر عيبا بالنسبة لنا". كل ذلك يؤدي إلى الزيادة في وزن النساء خاصة إذا كنا لا يعملن.

الأجواء في أستوديو " حياة" مختلفة أيضا عن غيرها من صالات اللياقة البدنية الأخرى. هنا تمتزج موسيقى البوب التركية مع أحاديث النساء لتضفي على المكان صبغة احتفالية. " لقد تحولنا إلى عائلة صغيرة"،  تقول فيليز ماساس، إحدى زبونات أستوديو "حياة"، وتضيف فيليز البالغة من العمر 22 عاما:" كل واحدة منا تعرف الأخرى. نحكي النكات فيما بيننا، ونتبادل أطراف الحديث، و في نفس الوقت نقوم بالتمارين الرياضية."