سياسيون من ألمانيا الشرقية السابقة على رأس أكبر حزبين في البلاد – DW – 2005/11/4
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سياسيون من ألمانيا الشرقية السابقة على رأس أكبر حزبين في البلاد

15 سنة مضت على الوحدة الالمانية. هذه هي الفترة التي احتاج اليها سياسيو ألمانيا الشرقية سابقا كـَ ماتياس بلاتسيك وأنجيلا ميركل للتربع على قمة الهرم السياسي وقيادة ألمانيا في أصعب الأوقات.

https://p.dw.com/p/7P6h
ماتياس بلاتسيك لدى فوزه في انتخابات ولايتهصورة من: AP

عوامل كثيرة مثل التحولات السياسية والأزمات القيادية التي مرت بها الاحزاب العريقة في ألمانيا الغربية فتحت المجال أمام سياسيين من ألمانيا الشرقية سابقا لتبؤ مراكز حساسة. فقد استطاعت أنجيلا ميركل التربع على عرش الحزب المسيحي الديمقراطي فيما اصبح زميلها ماتياس بلاتسك رئيسا للحزب الاشتراكي الديمقراطي، الحزب الذي ينتمي اليه المستشار الحالي غيرهارد شرودر. شتيفان هيلزبيرغ، القيادي البارز في هذا الحزب قال: "ان تربع أحد السياسيين المنحدرين من ألمانيا الشرقية على زعامة الحزب فاق كل التصورات والتوقعات التي كانت لدي قبل عشر سنوات. لم يكن ذلك يخطر على بال أي أحد حتى من قادة وأعضاء الأحزاب السياسية نفسها." ومن الملفت للنظر أن هذا الاختيار يأتي في وقت تعاني في أنظمة الضمان الاجتماعي والصحة وعلاقة أرباب العمل مع المستخدمين في ألمانيا "الغربية" من مصاعب وتحديات كبيرة. مثل هذه الانظمة لم تكن موجودة في ألمانيا الشرقية والآن يأتي شخصان من هناك لاصلاحها وانقاذها. ولم يأت هذا الأختيار من فراغ، فمع غياب شخصيات قيادية حقيقية في الفروع الغربية للحزب، أصبح المجال مفتوحيا لشخصيات من الشرق تتمتع بقدرات شخصية مشهود لها.

الوصول إلى القمة عن طريق إثبات الذات

Bildergalerie Angela Merkel Zusatzbild
ميركل وبلاتسك في عام 1995صورة من: dpa

وصول ميركل وبلاتسك لزعامة الأحزاب الكبيرة في البلاد لم يكن على الطريقة الكلاسيكية المعروفة المتبعة في الحياة السياسية الألمانية، إذ لم تتربى ميركل في أحضان الكنيسة الكاثوليكية في ولاية بادن ـ فورتنبيرغ المحافظة، ولم تبدأ حياتها السياسية كاحدى القيادات في الحزب المسيحي الديمقراطي، وإنما عملت في السابق كمدرسة للفيزياء في الجامعة وبدأت حياتها السياسية كناطقة إعلامية للحركة الديمقراطية بعد وحدة الألمانيتين. هذا إضافة إلى أنها لم تتربى في أوساط الاتحاد الشبابي التابع للحزب، ولكنها ترعرعت في حكومة لوثر دي مايتسيرز، أول رئيس وزراء في ألمانيا الشرقية في الفترة ما بين انهيار سور برلين في 09 نوفمبر/ تشرين الثاني 1989 واعلان الوحدة في 03 اكتوبر/ تشرين أول 1990. حياة بلاتسك السياسية لم تكن بأفضل منها لدى ميركل، إذ لم يكن القيادي الجديد منتميا للتجمع الشبابي الاشتراكي ولم يعش 20 عاما في أحضان ولاية شمال الراين ويستفاليا، حصن الاشتراكية الديمقراطية والحركة العمالية، إضافة إلى أنه لم يتجادل كثيرا مع رفاقه في الحزب حول النظريات الاشتراكية، لكنه ولد وترعرع تحت نظام دكتاتوري ثم أصبح فيما بعد أحد مؤسسي جمعية حماية البيئة، ليكون بعد ذلك أحد أعضاء حزب الخضر الفاعلين، إلى أن انضم في عام 1995 إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي. ولأول مرة في تاريخ هذا الحزب يتربع أحد أعضاء الهيئة الإدارية على زعامته رغم انتمائه القصير له، حيث لم يمض بلاتسك أكثر من عشر سنوات في عضوية الحزب.

تجاوز التقاليد المعروفة

Time's Runing Out
سباق مع الزمن لزعامة الحزب الاشاركيصورة من: AP

رغم وصول ميركل وبلاتسك إلى رأس الهرم الحزبي، إلا أنهما لم يتمكنا من تشكيل تكتلات داخل حزبيهما. وكانت زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي ميركل قد حددت في كلمة لها في المتحف التاريخي الألماني في تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2003 مبادئ عملها وأجبرت الحزب على اتخاذ خطوات مغايرة لتلك التي كانت متبعة في السابق. أما بلاتسك فقد استطاع حسم نتائج الانتخابات في ولاية براندنبورغ لصالحه رغم معاناة حزبه من تراجع شعبيته بشكل كبير بسبب خطط الحكومة الإصلاحية المعروفة بهارتس 4 (Hartz IV). وقد تجلت قدرات بلاتسيك بدفاعة عن حكومة شرودر وإقناعه الناخبين في ولايته بجدوى هذه الإصلاحات. وقد كافأه الناخبون بانتخابه رئيسا لحكومة ولايتهم. يذكر أن معظم السياسيين الذين وصلوا إلى قيادة الأحزاب السياسية قد عملوا لدى القوات المسلحة مثل هيلموت شميت، أو عايشوا ظرف الحرب ساخنة كانت أم باردة مثل هيلموت كول وفيلي براندت، أو من جيل ثورة 68 مثل غيرهارد شرودر ويوشكا فيشر. وكانت فترة الرخاء للأحزاب السياسية في السبعينات والثمانينات قد جلبت العديد من القيادات الشابة لكلا الحزبين الكبيرين في ألمانيا، ولكن هؤلاء كانت تنقصهم الاستمرارية إضافة إلى قوة الشخصية. وكان هذا سببا كافيا لوصول سياسيي ألمانيا الشرقية سابقا إلى قيادة الأحزاب الغربية، حيث عايش كل من ميركل وبلاتسك الحكم الدكتاتوري السابق، في الوقت الذي كان ينعم به أبناء ألمانيا الغربية برغد العيش.

ثقة الواثقين بالنفس

Compo Bundeskanzler Deutschland
وصول الساسياسيين الألمان لسدة الحكم لم يعد بالطريقة الكلاسيكيةصورة من: AP

كان كل من الحزبين الكبيرين في سنوات التسعينات يفتقر إلى وضع خطوات عملية متطورة للنهوض بالبلاد، حيث لم تجلب قيادة الحزب المسيحي الديمقراطي أي تغيير عملي، وإنما قامت ميركل بوضع الخطوط العريضة للتغيير في كلمتها عام 2003. وهذا الوضع لا يختلف عنه لدى الحزب الديمقراطي الاشتراكي، حيث حذر بلاتسك قبل عامين من الزيادة المفرطة للثقة بالنفس لدى حزبه معتبرا أن ذلك سيحمل الحزب أعباء كبيرة. هذا التحذير كان موجها لأعضاء الحزب في الشطر الغربي من البلاد. وقد كتب في ذلك قائلا: "إن التركيبات الجديدة التي تواجه مواطني شرق ألمانيا، وحبهم لهذه التحولات غير موجه للمؤسسات نفسها، وإنما لطبيعة الخدمة التي تقدمها." وكان القيادي الجديد قد أشار إلى أن تحول النخبة السياسية في الشرق سبب في إيجاد إهمال في التقاليد السياسية المتبعة في الغرب، ولذا فقد طالب بعمليات تجديد في الأحزاب.

زاهي علاوي – دويتشه فيله

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد