روسيا ومبادرتها ـ من داعم لنظام الأسد إلى "وسيط" – DW – 2014/12/12
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

روسيا ومبادرتها ـ من داعم لنظام الأسد إلى "وسيط"

يوسف بوفيجلين boufidjeline youcef١٢ ديسمبر ٢٠١٤

تواصل موسكو التسويق لمبادرة تقول إنها تهدف إلى إقامة حوار سوري سوري لإيجاد حل للصراع المسلح الذي طال أمده في البلاد، لكن هذه المبادرة تثير الكثير من التساؤلات بشأن توقيتها وأهدافها وحتى الطرف الذي طرحها.

https://p.dw.com/p/1E2uG
Syrien Assad und Bogdanow
صورة من: Reuters/Sana

تواصل موسكو مساعيها للترويج إلى خطة تقول إنها تهدف إلى إيجاد حل للازمة المتواصلة في سوريا منذ أربع سنوات وذلك من خلال محاولة إقامة حوار بين النظام السوري والمعارضة. وآخر هذه التحركات تمثلت في لقاء لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، حيث أكد الأخير أن "دمشق تتعاطى بإيجابية مع مساعي روسيا". وكانت موسكو قد استقبلت في الأيام الأخيرة وفودا رسمية سورية وشخصيات من المعارضة وذلك لجس نبض تلك الأطراف لمعرفة مدى استعدادها لأي حل مستقبلي.

كما كان بوغدانوف قد التقى شخصيات من المعارضة السورية في اسطنبول قبيل توجهه إلى دمشق. ويأتي هذا في وقت يواصل فيه المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا جهوده لإقناع الأطراف المعنية للاتفاق على تجميد القتال في حلب، مبادرة يقول عنها المبعوث الدولي إنها ستكون نموذجا لوقف القتال في مناطق أخرى إن نجحت في الصمود.

بيد أن تحقيق تقدم سريع على طريق تسوية الأزمة السورية لا يزال يصطدم بعقبات كبيرة في ظل انعدام الثقة والتدخلات الإقليمية من جهة، ومراهنة بعض الأطراف على الحسم العسكري للصراع من جهة أخرى. هذا ما تبين على الأقل من خلال النقاش الذي دار ضمن برنامج "مع الحدث" الذي تبثه DWعربية.

الشروط المسبقة

Dr. Gunter Mulack
الدبلوماسي الألماني السابق غونتر مولاك يؤكد أن أي حل سياسي في سوريا يجب أن يكون برعاية أممية وبإشراك جميع القوى الإقليميةصورة من: DW

لم تتبين بعد التفاصيل الدقيقة للمبادرة الروسية التي تقول موسكو إنها تهدف إلى إقامة حوار بين المعارضة والنظام السوري بغية الوصول إلى حل سياسي للأزمة. لكن يبدو أن المساعي الروسية قد تصطدم بجملة من المطبات التي قد تعصف بمبادرتها، فالمعارضة السورية، وبالرغم من تشتتها، ترى أن أي حوار يجب آن يقود إلى تبني ما ورد في مؤتمر جنيف 1، كما يؤكد ذلك جورج صبرا، رئيس المجلس الوطني المعارض والرئيس السابق للائتلاف. فـ "الحوار لم يكن يوما هو الهدف بذاته، إنه مجرد وسيلة للوصول إلى الهدف الحقيقي المتمثل في الحل الشامل للازمة السورية، ولن يتأتى ذلك إلا بتشكيل جسم انتقالي يتمتع بجميع الصلاحيات بما فيها صلاحيات رئاسة الجمهورية"، يقول صبرا.

هذه الشروط يرى فيها أنصار النظام السوري على أنها المعرقل الأساسي لأي مبادرة قد تحاول البحث عن أرضية مشتركة للحوار. فـ "المبادرة الروسية تقول إن الحوار السوري السوري يجب أن ينطلق بدون شروط مسبقة، فلا نجاح لأي حوار إذا وضعت هذه الشروط"، يقول الإعلامي والدبلوماسي السوري السابق تركي صقر. ويؤكد الإعلامي المقرب من دمشق أنه "يجب على كل الأطراف أن تأتي وتتفاهم على كيفية الخروج من هذه الأزمة و أن تتضافر الجهود لمحاربة الإرهاب الذي بات يشكل خطر على الجميع".

وإذا كان جورج صبرا قد انتقد المبادرة الروسية فإن حسن عبد العظيم، رئيس هيئة التنسيق الوطنية والمعروفة إعلاميا بمعارضة الداخل، رحب بها. وقال عبد العظيم إنه يجب على المعارضة، التي تؤمن بالحل السياسي التوافقي أن تبحث عن الحلول التوافقية.

وأشار عبد العظيم إلى أن هيئته "قبلت بالحل السياسي التفاوضي منذ جنيف 1، والذي تضمن وقف القتال وإطلاق الأسرى بالتزامن مع تشكيل هيئة حكم لها صلاحيات تنفيذية تمكنها من إصدار إعلان دستوري لتنظيم انتخابات نيابية ورئاسية، لكن البعض وضع شرط تنحي الرئيس كأولوية، حيث دخلت سوريا في الحرب العبثية ولم تستطع المعارضة المسلحة والمتطرفين إسقاط الرئيس، ولم يستطع النظام إيقاف الاحتجاجات والثورة الشعبية، وبالتالي رجعنا إلى نقطة الصفر".

روسيا كوسيط!

George Sabra
المعارض السوري جورج صبرا :الحل السياسي يجب أن يستند على أرضية حقيقة تنصف الضحايا ويحدث التغيير الحقيقيصورة من: Getty Images/Afp

ويبدو أن قيام روسيا بدور العراب لهذا المبادرة يشكل عقبة في حد ذاته، فالمعارضة السورية، لاسيما في الخارج، ترى في موسكو طرفا في الصراع الدائر في البلاد، ومن هنا فإن "هذه المبادرة ولدت ميتة" على حد تعبير جورج صبرا. ويوضح المعارض السوري وجهة نظره بالقول "روسيا طرف حقيقي في الصراع السوري، فقد دعمت النظام السوري وحصنته ضد أي إدانة دولية في مجلس الأمن، ودعمته بالسلاح. وإذا كانت روسيا جادة في عملية البحث عن حل سياسي فيجب أن يتم الأمر في إطار الأمم المتحدة ومؤسساتها الشرعية".

من جانبه أشار الدبلوماسي الألماني السابق غونتر مولاك إلى أن أي جهد تقوم به روسيا لإيجاد حل سلمي في سوريا سيكون بلا جدوى في حال عدم التنسيق مع الأطراف الدولية المعنية وذلك ضمن الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة. وشدد السياسي الألماني على أن "روسيا منحازة إلى نظام الأسد، فقد عرقلت جميع المحاولات الدولية السابقة لإيجاد حلول، لكن هذا لا يعني استبعاد روسيا وإيران من اي مفوضات مستقبلية قد تقودها الأمم المتحدة".

وأشار مولاك إلى أهمية الخطوات التي يقوم بها المبعوث الدولي لسوري دي مستورا، لتجميد القتال في حلب، إذ أن "التطورات الميدانية خلقت قناعة لدى الجميع أن الحل العسكري لن يجدي في شيء، حتى وان انتصر نظام بشار الأسد على المعارضة عسكريا، فهذا لا يعني أن السلام قد حل. لذلك يجب أن يركز الجميع على المفاوضات والحلول السياسية".

خطر "داعش" والتوافقات الجديدة

Luftangriff Raka Syrien
الحرب على داعش خلقت توافقات جديدة بين الدول الإقليمية والعالميةصورة من: REUTERS/Nour Fourat

المبادرة الروسية وان اختلفت بشأنها الآراء فإنها تأتي في خضم واقع جديد فرضته التطورات الميدانية المتعلق بتمدد تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا باسم "داعش" في سوريا والعراق، وهو الأمر الذي خلق توافقات وإن كانت آنية بين العديد من القوى الإقليمية والعالمية. فـ "ظاهرة داعش وتمددها في المنطقة أوجدت قناعات جديدة لدى المجموعة الدولية والإقليمية، كما يقول حسن عبد العظيم، رئيس هيئة التنسيق الوطنية المعارضة.

ويرى عبد العظيم أن "هذه الظاهرة دفعت بالسعودية وإيران، وبأمريكا وروسيا إلى القبول بالتغيير الذي حدث في العراق وإنهاء حكومة المالكي والمجيء بحكومة التوافق الوطني، وهو الأمر الذي يجب أن يحدث في سوريا أيضا. فبعد أربع سنوات من العنف والتطرف الذي أنتج ظاهرة داعش، يجب الآن الالتفاف إلى الحل السياسي التوافقي".

لكن هل يعني وجود توافق دولي بشأن محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" وجود توافق للوصول إلى حل للصراع المسلح في سوريا؟ المعارض السوري جورج صبرا يؤكد أن "المواقف الدولية لا تبدو ناضجة لحد الآن للبحث عن حل سياسي في سوريا". ويؤكد صبرا على أن "السياسة الروسية التي أفشلت مؤتمر جنيف 2 تبحث الآن عن فرصة لترقيع ما يشبه الحل السياسي لستر عورة النظام الذي دعمته".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد