ذكرى "جنود المطاط" - البرازيل والثامن من أيار/ مايو 1945 – DW – 2005/5/6
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ذكرى "جنود المطاط" - البرازيل والثامن من أيار/ مايو 1945

يوضّح ثلاثة خبراء في مقابلة صحفية مع "دويتشه فيله" أهمية الثامن من أيار/مايو 1945 بالنسبة للبرازيل. وهم زايتنفوس من جامعة سانتا ماريا وكاميلو من الجامعة الكاثوليكية في ريُو دي جانيرو وبانديرا من جامعة برازيليا.

https://p.dw.com/p/6bhM
كتاب "الحرب العالمية الثانية والبرازيل" للكاتب ألفيسصورة من: Editora PUC Rio

كانت البرازيل من أوّل بلدان أمريكا اللاتينية، التي قطعت علاقاتها الديبلوماسية وااإقتصادية مع دول المحور ألمانيا وإيطاليا واليابان معلنة الحرب عليها في سنة 1942. وقد عدَّت نفسها لهذا السبب، كما يقول زايتنفوس، من البلدان المنتصرة في الحرب وطالبت منذ تأسيس الأُمم المتحدة عام 1946 بمقعد دائم لها في مجلس الأمن.

لقد غيَّرت الحرب وجه البرازيل من الداخل ومن الخارج على حد سواء. فقد استطاعت البرازيل، بحسب أقوال زايتنفوس، من خلال مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية التقنية والمالية أن تباشر عملية غير اعتيادية في تطوير الصناعة في البلاد، بعد أن كانت حتى ذلك الحين "بلدًا زراعياً متخلفاً". ونتج عن ذلك هجرة جماعية من الريف إلى المدينة ومن شمال شرق البلاد إلى جنوبه. ونشأت طبقة وسطى في المدن أصبح لها تأثير كبير. "فلأوَّل مرة في تاريخ البرازيل أصبحت البلاد عضواً في النظام الدولي. وأصبحت جمهورية ألمانية الاتحادية في ذلك الوقت من أهم شركاء البرازيل على حد قول زايتنفوس. ومع نهاية الحرب أطيح بالرئيس غيتوليو فارغاس، بعد أن حكم البلاد حكماً عسكرياً منذ عام 1937. وبدأت عملية "إحياء الديمقراطية" في البلاد بعد انتخاب الجنرال أوُيريكو غاسبار دوترا، والتي توقفت بسبب انقلاب عسكري ولم تُستأنف حتى عام 1990.

يؤكد زايتنفوس بأَنَّ انتصار الحلفاء زاد من قوة دور الجيش في السياسة البرازيلية و"تأمركت" سياسة البرازيل الخارجية في فترة ما بعد الحرب بشدَّة، ويتابع البروفسور توضيحاته قائلاً بأن التأثير الثقافي والاقتصادي والسياسي الأمريكي على البرازيل كان أقوى من غيره بشكل كبير.

تحالف متميِّز

لم تعنِ نهاية الحرب العالمية الثانية، على حدِّ قول البروفسور فاغنر كاميلو، الكثير بالنسبة للبرازيل على صعيد النتائج البعيدة المدى. فقد انحصرت أهميتها في البداية بين أولئك الذين كانت لهم مشاركة فعالة في الحرب أمثال عناصر القوات العسكرية في البرازيل والطَّيارين والربابنة التابعين للقوات البحرية، الذين طاردوا غواصات قوات دول المحور على طول الشواطىء البرازيلية، والبحارة الذين خاطروا بحياتهم في نقل المعدات الحربية عبر المحيطات.

ويُذكرنا السيد أَلفس بشكلٍ خاص بـ" الضحايا المنسيين " الذين لا يُعدوا ولا يُحصوا، أمثال " جنود الكاوتشوك"، وأغلبهم من سكان المناطق الشمالية الشرقية الذين أرسلوا بالآلاف إلى منطقة الأمازون ليجنوا المطاط لجيوش الحلفاء". لقد مات الآلاف منهم هناك ويصعب تحديد العدد بشكل دقيق، لكنه فاق العدد الإجمالي لضحايا الحرب البرازيليين. وكانت فترة ما بعد الحرب مثبطة للهمم بالنسبة للحكومة البرازيلية. فبالرغم من المساعدة الأمريكية السَخيََّة إِبان الحرب، بحسب أَلفس، "لكن الولايات المتحدة الأمريكية أدارت ظهرها لأمريكا اللاتينية بعد الحرب، وركزت سياستها على أوروبا والشرق الأقصى حصراً."

ولم تحظ البرازيل، على الأقل، بمنزلة خاصة مقارنةً ببلدان أمريكا اللاتينية الأخرى وهذا ما طالبت به النخبة البرازيلية كحد أدنى لما قدمته من دعم للحلفاء، لذا فإن نهاية الحرب العالمية الثانية عنت للبرازيل النهاية الواقعية لفكرة "الحلف المميَّز" بين الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل، تلك الفكرة التي طالما حلم بها الديبلوماسيون البرازيليون في مجرى التاريخ البرازيلي.

المسيرة الديموقراطية

يستطرد ألفس قائلاً بأن المشاركة في الحرب شكلت عنصرا هاما بالنسبة للسياسة الداخلية فيما يتعلق بعملية إحياء المسيرة الديموقراطية الوطنية، ويستنتج ألفس أن قسماً من قوات الجيش الذي قاتل إلى جانب الحلفاء في حربهم ضد الديكتاتوريين الفاشيين الأوروبيين صار بعد ذلك دعامةً للنظام العسكري في البرازيل ولسنوات طويلة.

ويُعتبر الآن الحكم العسكري (1964- 1989) في عداد الماضي. ولهذا السبب يبدو تقييم مونيتس بانديرا، الأستاذ المتقاعد في تاريخ العلاقات الدولية، رزيناً فيما يتعلق بأهمية الثامن من أيار/مايو 1945 بالنسبة للبرازيل حيث يقول:"إن يوم الثامن من أيار/مايو 1945 يعني بالنسبة للبرازيل ما يعنيه للعالم أجمع، ألا وهو نهاية حرب دمرت مدن ألمانية وألحقت تقريباً كل بلدان المعمورة بالأضرار بما فيها البرازيل التي أرسلت جيوشاً إلى إيطاليا."

إنه يوم هام ولكنه لا يثير الآن أي اهتمام خاص في البرازيل نظراً لمرور ستين عاماً عليه و لهذا لا يوجد أّي سبب لا للاحتفال به ولا للبكاء عليه فالأمر يتعلق بزمن تجاوزناه تماماً.

غيرالدو هوفمان / سمير مطر