حزب شارون الجديد ينبئ بتغيير جذري في الخارطة السياسية الإسرائيلية – DW – 2005/11/21
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حزب شارون الجديد ينبئ بتغيير جذري في الخارطة السياسية الإسرائيلية

شارون يتخلى عن حزب الليكود الذي شارك في تأسيسه قبل ثلاثة عقود ويقوم بتأسيس حزب جديد في خطوة من شأنها تغيير الخارطة السياسية الداخلية لإسرائيل بشكل جذري.

https://p.dw.com/p/7UVT
أرييل شارون: حزب جديد وانتخابات مبكرةصورة من: AP

ترأس ارييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي اليوم الاثنين أول اجتماع للحزب الجديد الذي أعلن عن إنشائه تمهيدا للانتخابات العامة المبكرة المرتقبة في آذار/مارس. وتقرر خلال هذا الاجتماع الذي عقد في مقر رئاسة الحكومة في القدس إطلاق اسم "المسؤولية الوطنية" على الحزب الجديد. وشارك في الاجتماع عشرة من نواب الليكود انضموا إلى رئيس الوزراء وهم وزراء المالية ايهود اولمرت والامن الداخلي جدعون عزرا والعدل تسيبي ليفني والسياحة ابراهام هرشون، وحضر الاجتماع نجل شارون الأكبر عمري شارون حسب ما أفاد مصدر برلماني إسرائيلي.

شارون يكمل "خارطة الطريق"

Machmud Abbas und Ariel Scharon
خارطة الطريق: أرضية عمل حزب شارون الجديدصورة من: AP

وحسب المصادر البرلمانية فان الحزب الجديد سيقوم على مبادىء تستند إلى "خارطة الطريق"، وآخر خطة سلام دولية وافق عليها شارون مع تحفظات أهمها ربط تطبيقها في الوقت نفسه بـ"الوقف الكامل" للهجمات الفلسطينية. وأكد شارون خلال الاجتماع انه لا يعتزم في حال انتخابه، القيام بانسحابات جديدة أحادية الجانب من مناطق فلسطينية محتلة على غرار الانسحاب من قطاع غزة الذي انتهى في أيلول/سبتمبر بعد 38 عاما من الاحتلال الإسرائيلي له. وكان شارون أعلن في وقت سابق استقالته من حزب الليكود وتشكيل حزب جديد وطلب من الرئيس موشيه كاتساف حل البرلمان لإفساح المجال أمام إجراء انتخابات مبكرة من المتوقع أن تجرى في نهاية آذار/مارس من العام المقبل.

رسم جديد للسياسية الإسرائيلية الداخلية

Amir Peretz Arbeitspartei Israel
بيرتس: الرئيس الجديد لحزب العملصورة من: AP

هذه المبادرة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ دولة إسرائيل من شانها أن تعيد رسم الخارطة السياسية الإسرائيلية، التي كانت تستند عادة إلى وجود حزبين رئيسيين، والتي أصبحت الآن تضم ثلاثة تكتلات: حزب شارون الجديد (وسط ـ يمين) والليكود (يمين قومي) والعمل (وسط ـ يسار). وسيدعى الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب نواب الكنيست الـ 120 الذين سيقومون بدورهم بتعيين رئيس الوزراء والحكومة. وهناك 8,4 مليون ناخب يهودي وعربي مسجلون لاختيار الكنيست السابع عشر منذ إقامة دولة إسرائيل عام 1948 في انتخابات تجري حسب النسبية. ويذكر أن شارون فقد ثقته بحزبه السابق حزب الليكود منذ إصراره على قرار الانسحاب من قطاع غزة. وعلاوة على ذلك فهو يعلم جيداً أن هذا الانسحاب ربما سيتبعه عمليات أخرى مماثلة كإخلاء بعض المستوطنات في الضفة الغربية، وهو ما سيلقى معارضة شديدة في أوساط حزبه اليميني، لذلك قرر ترك حزب الليكود لتأسيس حزب جديد قد يضمن له تحقيق ما يصبو إليه دون أية صدامات داخلية مع القوى الليكودية اليمينية.

حزب الليكود أكثر تطرفا

وقد يتعلق نجاح حزب شارون الجديد بما سيقوم به حزب العمل وخصوصاً بعد انتخاب بيرتس رئيساً جديداً له. وكان الأخير قد جمع رسائل استقالات من وزراء الحزب الأسبوع الماضي ووعد بمكافحة الفقر الذي عانى منه الإسرائيليون في ظل حكومة شارون، كما قال أنه مستعد للتباحث مع الفلسطينيين في أقرب وقت وإخلاء بعض المستوطنات الإسرائيلية من الضفة الغربية. وقد تكون أمام حزب العمل فرصة كبيرة بالفوز في الانتخابات القادمة، لا سيما إذا أرادت الأحزاب اليسارية الصغيرة القيام بتحقيق شيء ما وذلك من خلال الدخول في تحالف بقيادة حزب العمل.

Jüdische Siedlung im Westjordanland
مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربيةصورة من: AP

وفي حديث لموقعنا قال الدكتور راينر بيرنشتاين، الباحث الألماني في العلوم السياسية والمختص في الدراسات الإسرائيلية " أنه لا يتوقع أن يقوم الشعب الإسرائيلي بانتخاب حزب شارون الجديد، لأن الإسرائيليين أصبحوا أكثر تدبراً وتأملاً، كما أنه لا يتوقع أيضاً بأن يستمر الشعب الإسرائيلي بمشاركة توجه شارون المتزمت الذي انتهجه خلال السنوات الأخيرة، لأن الإسرائيليين يبحثون عن بداية جديدة مع الفلسطينيين". أما عن مستقبل حزب الليكود وخصوصاً بعد التغييرات الكبيرة الآتية على الساحة السياسية الداخلية في إسرائيل، فيتوقع بيرنشتاين "أن يصبح حزب الليكود أكثر تطرفاً مما هو عليه الآن، ولكنه يأمل في نفس الوقت أن لا يقوم بلعب دور رئيسي كما كان عليه الحال في السنوات الأخيرة".

إياد حميدة

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد