جدل واسع حول إدخال مادة خاصة بتاريخ النازية في المدارس الألمانية

ترى شارلوته كنوبلوخ، رئيسة المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا، أن تلاميذ المدارس الألمانية يتلقون كماً محدوداً من المعلومات عن فترة حكم أدولف هتلر وعن المحرقة النازية (الهولوكوست)، خاصة في مدارس شرق ألمانيا. وفي حديث لها مع جريدة نتتسايتونج قالت كنوبلوخ: "إننا بحاجة إلى إصلاح طريقة تدريس مادة التاريخ، لأنها في وضعها الحالي لا تعير اهتماماً كبيراً بالحقبة النازية". وأكدت رئيسة المجلس الأعلى لليهود أن الحل الوحيد لتعويض هذا النقص يكمن في تخصيص مقرر دراسي لهذه الحقبة التاريخة يتم تطبيقه في جميع المدارس الألمانية. كما تشكو ممثلة اليهود الألمان من أن عدداً كبيراً من المعلمين لا يلم بتاريخ العهد النازي خاصة في مدن ألمانيا الشرقية سابقاً، لذلك تدعو كنوبلوخ إلى تغيير نظام تدريب المعلمين لتفادي هذا الأمر.وتعتبر كنوبلوخ البالغة من العمر 73 عاماً إحدى اليهوديات الألمانيات، اللاتي عايشن الحقبة النازية في ألمانيا وهى ترأس كأول سيدة منذ حوالي شهر المجلس الأعلى لليهود، الذي يعد أعلى كيان يمثل اليهود الألمان.

تشكك ورفض واسعان لاقتراحات كنوبلاوخ

إلا أن ملاحظات كنوبلوخ وتعليقاتها قوبلت باستياء وتشكك من قبل اتحادات المعلمين بالإضافة إلى مجلس وزراء ثقافة الولايات الاتحادية. وترى أوته إردزيك، رئيسة المجلس ووزيرة التعليم في ولاية شليزفيج هولشتاين، أن الحقبة النازية بما فيها الهولوكوست تعتبر بالفعل جزءاً إجبارياً ومتكاملاً في المناهج الدراسية الألمانية بمختلف أنواعها. وأكدت إردزيك على أن الهولوكوست لا يتم تناوله فقط من الناحية التاريخية، إذ أنه يدخل أيضاً في بعض المناهج الأخرى كاللغة الألمانية والعلوم السياسية والاجتماعية وعلم الأخلاق والدين. وفي هذا السياق تقول إردزيك: "إذا أردنا تخصيص فرع منفصل لدراسة الحقبة النازية، فمن غير المرجح أن يمكن التطرق بشكل مناسب إلى كل هذه النقاط المتنوعة"، مضيفة أن الحقبة النازية تعد من أهم الأجزاء في المنهج التدريبي للمعلمين في كافة الولايات الألمانية.

فتح حوار جديد مع اليهود حول تدريس الهولوكوست

أما اتحاد المعلمين الألمان فيرى أن اقتراحات كنوبلوخ خاطئة وغير مبررة. ويؤكد رئيس الاتحاد يوزيف كراوز أن المعلمين يتفانون في شرح الفترة ما بين 1933 إلى 1945، وهي الفترة التي شهدت سيطرة النظام النازي، مضيفاً: "إنهم يعطونها الإطار الزمني الكاف ويقدمونها بوعي. ولا يتم تدريس أية فترة أخرى في التاريخ الألماني في المدارس الألمانية بنفس الدرجة المكثفة التي تدرس بها الحقبة النازية". وحسب يوزيف كراوز فإنه لا يمكن تسليط كل الضوء على فترة محدودة من التاريخ الألماني وإهمال 12 قرناً أخرى من الزمان. وتوافقه في الرأي نائبة رئيس رابطة العلوم والتربية ماريان ديمر، التي رفضت اقتراحات كنوبلوخ بشكل قاطع وقالت: "إن هذه الاتهامات الموجهة للخطط التعليمية الألمانية وللمعلمين غير عادلة وأن تخصيص منهج خاص للهولوكوست والفترة النازية لن يكون مجدياً". إلا أنه في ظل التحديات السياسية الحالية ومع اتساع الجناح اليميني المتطرف وتزايد التعددية الثقافية في المجتمع، قد يكون من المهم فتح الحوار مجدداً بين المجلس الأعلى اليهود ومجلس وزراء ثقافة الولايات الاتحادية. وهو ما أعلنته إردزيك رئيسة المجلس، فقد يكون من المهم بحث كيفية إعداد برنامج تعليمي متطور وعصري لتدريس هذه الحقبة بطريقة أكثر حيوية وأكثر ملاءمة للعصر.