تعليق: "من الصعب التكهن بإمكانية جني ثمار اتفاق مكة الآن" – DW – 2007/2/9
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تعليق: "من الصعب التكهن بإمكانية جني ثمار اتفاق مكة الآن"

تعليق: بيتر فيليب/إعداد: عبد الرحمن عثمان ٩ فبراير ٢٠٠٧

يمهد اتفاق مكة الطريق أمام الفلسطينيين لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وانهاء العنف الدموي بين حماس وفتح، حسب رأي بيتر فيليب خبير شئون الشرق الأوسط والمحلل السياسي بدويتشه فيله.

https://p.dw.com/p/9pZU

يأمل الفلسطينيون الآن بان ترفع المقاطعة الدولية عن حكومتهم وان تعود المساعدات الدولية لكي يتحسن الوضع الاقتصادي في المناطق الفلسطينية. لكن من السابق لأوانه الآن التكهن اذا كانت الأسرة الدولية ستنهي مقاطعتها أم لا. فالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي لم يفرضوا المقاطعة لان تشكيلة الحكومة الفلسطينية لم تعجبهم بل لأنها لا تقبل بوجهة النظر السياسية لهذه الحكومة. فحركة حماس الإسلامية فقدت جدارتها بالدرجة الأولى لأنها رفضت احترام الاتفاقيات التي وقع عليها ياسر عرفات ولان برنامجها السياسي ما زال يدعو إلى تدمير إسرائيل. وهذا الموقف جعل إسرائيل ترفض التعامل مع هذه الحكومة التي تشكلت قبل سنة. والأمريكيون والأوروبيون رفضوا دعم حكومة لا تلتزم بعملية السلام، مهما كان ما تبقى من عملية السلام هذه قليلا بسبب الممارسات الإسرائيلية.

لذا فان تشكيل حكومة وحدة وطنية يعد ولا شك خطوة في الاتجاه الصحيح، لأنها ستضم ممثلين عن فتح والرئيس الفلسطيني محمود عباس المؤيد علنا لعملية السلام. لكن هذه الحكومة تضم أيضاً أعضاء من حماس وسيراسها رئيس الوزراء الحالي إسماعيل هنية، بدون تراجع الاسلاميين قيد اُنملة عن موقفهم المتصلب. ورغم ذلك يبدو ان الفلسطينيين يأملون بمفاوضات مع إسرائيل يقودها محمود عباس ويغض إسماعيل هنية الطرف عنها. تركيبة غريبة ستؤدي إلى غموض في الموقف وربما سيكون هذا سببا كافيا لإسرائيل كي ترفض هذه المفاوضات ويعود الجمود السياسي إلى المنطقة لأجل غير مسمى.

اما الأسرة الدولية فأمامها إمكانيتان: إما التعامل مع هذه الحكومة كأمر واقع كما فعلت الحكومة الأمريكية في لبنان بعد انضمام وزراءَ من حزب الله إلى الحكومة. آنذاك قالت واشنطن بأنها على اتصال مع الحكومة اللبنانية وليس مع وزراء حزب الله. وهذا موقف لم يؤد إلى شيء ومن الصعب تطبيقه على الحكومة الفلسطينية. والإمكانية الثانية هي ان تبقي الأسرة الدولية ضغطها على الفلسطينيين قائماً وبذلك يكون اتفاق مكة ليس أكثر من بريق أمل غير مبرر.