بعد الانسحاب من أفغانستان.. أسئلة مفتوحة على طاولة بايدن – DW – 2021/8/31
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد الانسحاب من أفغانستان.. أسئلة مفتوحة على طاولة بايدن

٣١ أغسطس ٢٠٢١

بعد أن غادرت آخر طائرات إجلاء المواطنيين الأمريكيين وآلاف الأفغان المعرضين للخطر وساد الهدوء على مدارج مطار كابول، بات إنهاء الدور العسكري الأمريكي في أفغانستان يطرح مجموعة جديدة من الأسئلة على الرئيس جو بايدن وإدارته.

https://p.dw.com/p/3ziLS
الرئيس الأمريكي جو بادين - صورة بتاريخ 28 أغسطس/ آب 2021
تدور أسئلة كثيرة عن شكل العلاقة المستقبلية بين واشنطن وطالبان.. وهل ستكون هناك علاقة أصلاً؟صورة من: Pete Marovich/CNP/picture alliance

لأول مرة منذ عام 2001، لم تعد هناك أي قوات أمريكية في أفغانستان بعد أن  أتمت الولايات المتحدة إجلاء  معظم مواطنيها وآلاف الأفغان المعرضين للخطر من هناك. فقد تم نقل أكثر من 114 ألف شخص جوا من مطار كابول خلال الأسبوعين المنصرمين في إطار الجهد الأمريكي.

لكن إنهاء الدور العسكري الأمريكي في أفغانستان يطرح مجموعة جديدة من الأسئلة على الرئيس جو بايدن وإدارته.

ماذا سيحدث للأمريكيين والأفغان المعرضين للخطر الباقين في أفغانستان؟

أجلت الولايات المتحدة أكثر من 5500 مواطن أمريكي منذ بدء رحلات الإجلاء في 14 أغسطس/ آب. واختار عدد قليل من الرعايا الأمريكيين البقاء بأفغانستان، كثيرون منهم فضّل ذلك للبقاء مع أفراد أسرته.

كانت إدارة بايدن قد قالت إنها تتوقع أن تواصل حركة طالبان السماح للأمريكيين وغيرهم بمغادرة أفغانستان بأمان بعد إتمام الانسحاب العسكري الأمريكي. لكن المخاوف تتعلق بكيفية مغادرة هؤلاء إن لم يكن هناك مطار يعمل.

ويبقى بالبلاد عشرات الآلاف من الأفغان يواجهون الخطر، مثل المترجمين الذين عملوا مع الجيش الأمريكي والصحفيين ودعاة حقوق المرأة. مصيرهم غير واضح، لكن المسؤولين يخشون أن تثأر طالبان منهم.

وقد تعهدت  طالبان بالسماح لكل الرعايا الأجانب والمواطنين الأفغان  الذين يحملون جواز سفر من دولة أخرى بمغادرة أفغانستان وفقا لبيان مشترك صادر عن بريطانيا والولايات المتحدة وغيرهما يوم الأحد الماضي.

ماذا سيحدث لمطار كابول بعد مغادرة القوات الأمريكية؟

على مدى الأسبوعين المنصرمين، عكف الجيش الأمريكي على تأمين وتشغيل مطار حامد كرزاي الدولي في كابول بما يقرب من ستة آلاف عسكري.

وتُجري طالبان محادثات مع حكومات دول مثل قطر وتركيا سعياً للمساعدة في استمرار عمليات الطيران المدني من المطار، وهو السبيل الوحيد المتاح أمام كثيرين لمغادرة أفغانستان.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم الأحد إن مطار كابول بحاجة لإصلاحات قبل إعادة فتحه أمام الرحلات المدنية. وكانت تركيا قد عرضت إدارة المطار للفترة ما بعد انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، غير أن طالبان رفضت الأمر بشدة متوعدة أنقرة، وذكرت في وقت لاحق أن لها فنيين ومهندسين قادرين على أداء المهمة.

والإبقاء على المطار مفتوحاً بعد تسليم القوات الأجنبية المسؤولية عنه أمر ضروري ليس لبقاء أفغانستان متصلة بالعالم وحسب بل وللحفاظ على الإمدادات وعمليات الإغاثة.

كيف يبدو شكل العلاقة المستقبلية بين الولايات المتحدة وطالبان؟

سبق وأن قالت الولايات المتحدة إنها لا تعتزم ترك دبلوماسيين في أفغانستان وإنها ستقرر خطواتها القادمة بناء على أفعال طالبان. لكن على إدارة بايدن أن تحدد كيف سيمكنها ضمان عدم تفجر أزمة إنسانية واقتصادية في البلاد.

تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 18 مليون نسمة -أي ما يزيد عن نصف عدد سكان أفغانستان- يحتاجون إلى مساعدة وإن كل الأطفال الأفغان دون سن الخامسة يعانون بالفعل من سوء تغذية حاد وسط موجة الجفاف الثانية خلال أربع سنوات.

وقالت بعض الدول ومنها بريطانيا إنه يجب ألا تُبرم أي دولة اتفاقات ثنائية مع طالبان تعترف بها حاكما لأفغانستان.

ما نوع التهديد الذي يشكله تنظيم "الدولة الإسلامية"؟

ربما كانت مساحة التعاون بين الولايات المتحدة وطالبان تتمثل في مواجهة الخطر الذي يشكله  تنظيم "الدولة الإسلامية". وتدور أسئلة عن كيفية التنسيق بين واشنطن وطالبان بل وحتى كيفية تشارك المعلومات لمواجهة التنظيم الإرهابي.

كان أول ظهور لتنظيم "الدولة الإسلامية - ولاية خراسان" (وهو الاسم التاريخي للمنطقة) في شرق أفغانستان في أواخر 2014 وسرعان ما عُرف بالوحشية البالغة.

وأعلن التنظيم مسؤوليته عن تفجير انتحاري وقع يوم 26 أغسطس/ آب خارج المطار وأودى بحياة 13 عسكرياً أمريكياً وعشرات المدنيين الأفغان. ووجهت الولايات المتحدة ضربتين على الأقل بطائرتين مسيرتين على التنظيم منذ ذلك الحين وقال بايدن إن إدارته ستواصل الانتقام.

وتنظيم "الدولة الإسلامية - ولاية خراسان" عدو عتيد لحركة طالبان، لكن مسؤولي مخابرات أمريكيين يعتقدون أنه استغل انعدام الاستقرار الذي أدى لانهيار حكومة أفغانستان المدعومة من الغرب هذا الشهر في تعزيز وضعه وتجنيد أفراد محبطين من حركة طالبان.

ع.غ/و.ب (رويترز)