اليوم العالمي للطفل في ألمانيا: مناسبة للتذكير بمعاناته من الفقر – DW – 2006/9/20
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اليوم العالمي للطفل في ألمانيا: مناسبة للتذكير بمعاناته من الفقر

٢٠ سبتمبر ٢٠٠٦

تحتفل ألمانيا بيوم الطفل في وقت يزداد فيه خطر الفقر على شرائح واسعة من أطفالها، وهو الأمر الذي دفع العديد من المنظمات إلى القيام ببعض المبادرات من أجل التخفيف من حدته، وإلى مطالبة الحكومة بتحمل مسؤولية أكبر.

https://p.dw.com/p/98kw
ألمانيا تحتفل بيوم الطفل في 20 أيلول / سبتمبرصورة من: trommelzauber

في الوقت الذي تحتفل فيه الأمم المتحدة بيوم الطفل العالمي في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر، اعتمدت ألمانيا اليوم 20 أيلول/ سبتمبر لهذا الاحتفال. وإذا أمعنا النظر في الأوضاع التي يعيشها أطفال العالم، سنجد أنه يتعين استغلال هذا اليوم كمناسبة للدفاع عن حقوقهم. فالواقع الذي يعيش فيه هؤلاء في الدول الغنية مثل ألمانيا ليس كما نتصوره. في هذا البلد الغني جدا يوجد أطفال يعانون من الفقر كما يقول القس البروتستانتي بيرند سيغيلكوف. وعلى ضوء ذلك قام بتأسيس مشروع في برلين لمساعدة الأطفال الفقراء أطلق عليه اسم أركه Arche في أشارة إلى سفينة نوح. ووفقا لهذا المشروع يحصل الأطفال المعنيين على قسط من المساعدة لاسيما على الحساء مرة في اليوم.

في ألمانيا الغنية أطفال يعانون من الفقر

Suppenküche Arche in Berlin
القس بيرند سيغيلكوف يتناول الطعام في مركز Arche مع أحد الأطفال.صورة من: picture-alliance / dpa/dpaweb

مبادرات تأسيس مشاريع من هذا النوع لا تقتصر على العاصمة برلين فحسب، بل نجدها أيضا في هامبورغ وميونخ. وإلى هذه المراكز يفد الأطفال الذين يعانون من الفقر كون والديهم عاطلين عن العمل مثلا، كما هو الحال لدى إبن العاشرة نيكو الذي يأتي يوميا إلى مركز آركه. "آتي إلى هنا لأن الطعام مجاني ولأن الظروف في بيتنا صعبة بعض الشيء"، يقول نيكو ويضيف: "بعض زملائي في المدرسة ينظرون إلى الأمر بسخرية لأن لديهم مالا أكثر. وهم يوجهون لي أحيانا بعض العبارات البذيئة التي تجرح شعوري".

جدير بالذكر أن عدد الأطفال الذي يعانون من الفقر يتزايد في ألمانيا سنة بعد أخرى. وتقدر كل من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) والاتحاد الألماني لحماية الأطفال أن 2,5 مليون طفل يعيشون في ألمانيا في ظروف مالية واجتماعية صعبة، أو ما يسمى بالفقر النسبي. وهو مصطلح ينطبق على الحالات التي يكون فيها معدل دخل عائلة ما أقل من نصف متوسط الدخل العام. غير أن معظم الأطفال الألمان المندرجين في خانة الفقر النسبي لا يمكن اعتبارهم فقراء مقارنة مع أطفال البلدان النامية، غير أنهم ومقارنة بالآخرين في بلدهم لا يتمتعون بامتلاك الأجهزة الإلكترونية والألعاب والبرمجيات. على صعيد آخر فإن معظم أطفال ألمانيا يتمتعون بمستوى معيشي متوسط، إذ يذهبون بانتظام إلى المدرسة، ولديهم أولياء أمر يهتمون بهم.

اتساع الفجوة بين الأطفال الفقراء والأغنياء

هاينتس هيلغرز الذي يشغل منصب رئيس الاتحاد الألماني لحماية الأطفال يحاول منذ أعوام لفت نظر المسئولين إلى اتساع الفجوة بين الأطفال الفقراء والأطفال الأغنياء في ألمانيا. وهو يقول إنه حتى في ألمانيا الغنية هناك أطفال يعانون من نقص التغذية ولا يتلقون الرعاية الصحية الكافية. وتقدر نسبة الذين لا ينعمون بهذه الرعاية بنحو 40 بالمئة في الأوساط الفقيرة.

في أواخر شهر آب/ أغسطس قام الاتحاد بالتعاون مع كل من رابطة الأطفال واليونيسف بتقديم دراسة حول وضع الأطفال في ألمانيا طالبوا فيها الدولة بتحمل مسئولية أكبر تجاه الأطفال. كما أشاروا إلى أنه لا يجوز إلقاء كافة المسئولية على عاتق الوالدين لمجرد أن القانون يعطيهم كافة الصلاحيات المتعلقة بتربية أطفالهم. ولفتت الدراسة الأنظار إلى أن الاهتمام بوضع الأطفال السيئ يحدث في مناسبات محددة، إذ يصبح بعدها على الهامش لصالح قضايا أخرى راهنة. وفي محاولة لتغيير ذلك يقوم الاتحاد الألماني لحماية الأطفال هذا العام بلفت نظر الجميع إلى مشكلة الأطفال الفقراء، إذ سيتم رفع 2,5 مليون علم صغير في كافة أنحاء ألمانيا وهو عدد الأطفال الذين يعانون من الفقر النسبي فيها.

هيله يبسن / إعداد مصلح حسين