"القيادات الفلسطينية تتحمل مسؤولية الاقتتال الداخلي بالدرجة الأولى" – DW – 2007/5/22
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"القيادات الفلسطينية تتحمل مسؤولية الاقتتال الداخلي بالدرجة الأولى"

٢٢ مايو ٢٠٠٧

يحمل المحلل الألماني راينر سوليش القيادات الفلسطينية مسؤولية الاقتتال الداخلي بالدرجة الأولى، كما يؤكد على أن الإخفاق السياسي وتغييب فرص السلام يعود أيضا إلى سياسة الاحتلال الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية.

https://p.dw.com/p/AfQn

على الرغم من أن السياسة الغربية ساهمت في تعميق الهوة بين حركتي حماس وفتح، إلا أنه يمكن تفهم الاستمرار الجزئي للمقاطعة المالية للسلطة الفلسطينية ورفض الدول الغربية التعامل مع وزراء حماس في الحكومة الفلسطينية، لأن اعتراف حماس بحق إسرائيل في الوجود متطلب لا يمكن التنازل عنه وبدونه لا يمكن تصور حل سلمي للمشكلة الفلسطينية.

وللأسف ساهمت السياسة الغربية في تأكيد الانطباع السائد بأن الغرب يدعم تطور الديموقراطية في الشرق الأوسط فقط حين تأتي بحلفائه إلى سدة الحكم. ورغم هذه الإشكالية فإن أسباب موجة العنف الحالية بين حماس وفتح تقع بالتأكيد على عاتق جهة أخرى.

مسؤولية داخلية فلسطينية

Rainer Sollich
المحلل السياسي الألماني راينر سوليشصورة من: DW

مسؤولية التصعيد الأخير في المناطق الفلسطينية تتحملها بالدرجة الأولى القيادات الفلسطينية، إذ يبدو كل من الرئيس محمود عباس ورئيس وزرائه إسماعيل هنية عاجزان عن مواجهة الوضع، والأسوأ من ذلك يتمثل في أنهما لا يملكان الإرادة القوية لوقف أعمال العنف. كما أن محاولات الوسطاء الإقليميين كالسعودية ومصر من أجل كسر دوامة العنف باتت بالفشل.

السلطة السياسية الوحيدة المتبقية في قطاع غزة تعتمد على لغة البنادق، وهو ما سيكون له عواقب وخيمة، لأنه يقوض فرص بناء مستقبل الفلسطينيين مرة أخرى. فسواء تعلق الأمر بالمواجهة بين فتح وحماس أو بالعمليات العسكرية الانتقامية الإسرائيلية، لهذا التطور نتائج وخيمة يتعلق أولها بازدياد معاناة الفلسطينيين، وثانيها بعسكرة مجتمع يصبو في الواقع إلى الأمن والرخاء.

إخفاق مزدوج

إنه لمن المحزن أن تنطلق دوامة العنف هذه في مرحلة تلقى فيها مبادرة الجامعة العربية دعماً دولياً متزايداً. كما أن الإخفاق لا يقتصر فقط على سياسة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، بل يشمل أيضا الصراع المرير على السلطة بين حركتي فتح وحماس.

غير أن التصرف الأسوأ يتمثل بمحاولة حماس، الواضحة للعيان، إعادة إحياء التضامن الفلسطيني عن طريق استفزاز الضربات العسكرية الإسرائيلية، وهى محاولة قد تنجح، إلا أن نتائجها ستكون مدمرة، لأن الكل يعرف أن إسرائيل لا تتأخر في الرد بعنف مبالغ كما وقع مؤخراً في حرب لبنان.

إن تحقيق الهدف المشروع المتمثل بإقامة دولة فلسطينية ممكن بشرط الاستغناء عن العنف، وتفعيل سياسة حكيمة تقوي التيار المعتدل المستعد لتقديم تنازلات لدى الطرفين. غير أن الوضع يبدو اليوم مرشحاً للتصعيد وعلى كل الجبهات.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد