العراق لا يزال غارقا بالدماء بعد أربعة أعوام على الإطاحة بصدام – DW – 2007/4/9
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العراق لا يزال غارقا بالدماء بعد أربعة أعوام على الإطاحة بصدام

٩ أبريل ٢٠٠٧

في الذكرى الرابعة للإطاحة بصدام خرج الآلاف من التيار الصدري بمدينة النجف حاملين الأعلام العراقية ومنددين بالوجود الأجنبي. الكاتب العراقي زهير الجزائري يرى أن القضاء على رموز الاستبداد لا يكفي لوقف صناعة الطغاة.

https://p.dw.com/p/AE2g
المتظاهرون العراقيون طالبوا بمغادرة القوات الأجنبية العراقصورة من: AP

تمر اليوم الاثنين (9 ابريل/نيسان) الذكرى السنوية الرابعة لإطاحة قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، بينما لا تزال البلاد تعاني من أعمال عنف متصاعدة واقتتال طائفي أدى إلى سقوط مئات الآلاف من الأشخاص بين قتلى وجرحى فضلا عن اضطرار الكثيرين للنزوح عن ديارهم. ففي التاسع من نيسان/إبريل من عام 2003 نجحت الإدارة الأمريكية في إسقاط نظام صدام حسين بعد أن دخلت الدبابات الأمريكية بغداد وسط ذهول العراقيين مما أنهى حقبة امتدت نحو 35 عاما قضاها العراقيون تحت حكم حزب البعث المنحل.

وشهدت مدينة النجف العراقية بهذه المناسبة مظاهرة ضخمة أطلق عليها اسم "المسيرة المليونية"، دعا إليها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر احتجاجا على الوجود الأجنبي في البلاد، وذلك في الذكرى الرابعة لدخول القوات الاجنبية العراق. وخرج مئات الالاف من المواطنين صباح اليوم في تظاهرة سلمية من جامع الكوفة في قضاء الكوفة إلى ساحة الصدريين بمدينة النجف حاملين الأعلام العراقية كدليل على وحدة الشعب ونبذ الفرقة والتشتت والتخندق الطائفي.

مائة صدام بدلا من صدام

Demonstration in Bagdad von Anhängern Al-Sadrs
جانب من التظاهرات في مدينة النجفصورة من: AP

فما أن انتهى حكم حزب البعث حتى استسهل كثيرون توجيه اللعنات إلى الحزب وإلى الرئيس السابق صدام حسين، وتحميلهما مسؤولية ما وصل إليه العراق من عزلة دولية وانهيار اقتصادي، إضافة إلى الوضع المزري لحقوق الإنسان في البلاد. ورغم الدور الرئيسي الذي لعبه صدام حسين وحزبه في وضع العراق قبل الحرب، فإن السنوات الأربع التي تلت سقوط حكمه لم تنجح في إحداث أي تغيير حقيقي، بل أن بعض العراقيين يقول أن صدام ذهب وجاء بدلا منه 100 صدام آخر. فالحكومات العراقية الأربع التي تشكلت حتى الآن لم تفلح في تحقيق أي نجاح ملموس في ما يتعلق بضبط الأمن في البلاد، بل اتسع نطاق أعمال العنف ليصل إلى حد الاقتتال الطائفي.

الكاتب العراقي زهير الجزائري يذهب في كتابه، "المستبد: صناعة قائد صناعة شعب" إلى أن السياق التاريخي العام هو العامل الحاسم في ظهور الطغاة وليس سماتهم الشخصية، حيث يقول إن البيئة كانت مناسبة مطلع عام 1970 لظهور طاغية وانقضاضه على السلطة، فلو لم يكن صدام حسين لقام آخر بانتهاز الفرصة وعمل على تصفية تدريجية سريعة لخصومه. ويشير الكتاب الذي صدر عن معهد الدراسات الاستراتيجية بالعراق إلى أن الظرف التاريخي الحالي في ظل الاحتلال الأمريكي للبلاد يشبه أرضا صالحة ينبت فيها أمراء عنف طائفيون. مما يدل على أن اجتثاث الاستبداد هو أمر أكثر تعقيدا من مجرد التخلص من رموزه، إذ أن القضاء على الطغاة لن يُنجز إلا بخلق بيئة سياسية واجتماعية صحية تحترم حقوق الإنسان وكرامته.

ويقارن الكاتب بين استبداد نظام البعث واستبداد الإرهاب موضحا أن الدولة البوليسية التي صنعها حزب البعث كانت تحكم بأسلوب المنظمات الإرهابية فلا يتم اعتقال أحد وإنما يختطف من الشارع حيث لا يترك المعتقل أي أثر يدل عليه، ويذكر الكتاب أن صدام قد فاخر في أحد لقاءاته مع الشباب بالحديث عن طفل وشى بأبيه إلى الجهات الأمنية لأنه تلفظ بكلمات نابية عند ظهور صدام في التلفزيون. صدام قال: "لا خوف على ثورة لديها أبناء كهؤلاء." وذلك حسب ما جاء في الكتاب. وإن صحت هذه الحادثة فإنها قد تبرهن على صواب طرح الكتاب، فالأبناء الذين تربوا على الخوف والخنوع والوشاية لن يتمكنوا بسهولة من تغيير أنفسهم وبيئتهم ليخلقوا منها بيئة سليمة تمنع ولادة الطغاة. وكأن المعنى الكامن في جملة صدام هو "لا خوف على صناعة الاستبداد طالما لديها هؤلاء".

دويتشه فيله+وكالات (ه.ع.ا)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد