السل المتعدد المقاومة: مرض خطير في الظل – DW – 2012/10/29
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السل المتعدد المقاومة: مرض خطير في الظل

طوبياس أولماير/ ريم نجمي٢٩ أكتوبر ٢٠١٢

يعتقد العديد من الناس أن السل داء مرتبط بالقرن الماضي، غير أن هناك نوعا جديدا من السل متعدد المقاومة للأدوية والمضادات الحيوية، ويصعب علاجه، هذا بالإضافة إلى المصاريف المكلفة التي يتطلبها ذلك.

https://p.dw.com/p/16XxM
Kultivierung von Bakterien auf Nährböden im Labor des Fachbereiches Bakteriologie im Robert Koch-Institut Berlin. Das Bundesinstitut für Infektionskrankheiten und nicht übertragbare Krankheiten ist besonders tätig auf den Gebieten der Erkennung, Verhütung und Bekämpfung von übertragbaren und nicht übertragbaren Krankheiten, der Sammlung und Bewertung von Erkenntnissen und Erfahrungen zu HIV-Infektionen und Aids-Erkrankungen einschließlich der gesellschaftlichen und sozialen Folgen, der Risikoerfassung und -bewertung bei gentechnisch veränderten Organismen und Produkten. Das 1891 errichtete Institut erlangte unter Leitung von Robert Koch - Tuberkulose, Pest, Cholera und Typhus standen zu damaliger Zeit im Mittelpunkt der epidemologischen und bakteriologischen Arbeiten - internationale Bedeutung. Foto: Hubert Link +++(c) dpa - Report+++
Robert Koch-Institut Petrischale Labor Bakterienصورة من: picture-alliance

منذ عشر سنوات وداريا اوشرت تعتني بمدمني المخدرات في مدينة فيليوس في ليتوانيا. لم يكن عندها اهتمام أبدا بمرض السل إلى أن وصلت إلى ملاحظة مقلقة:" لسنوات طويلة كان المدمنون على المخدرات يموتون في شرق أوروبا بسبب جرعة زائدة، أو يقدمون على الانتحار. غير أنه قبل سنتين بدأت الأمور تتغير، وصار داء السل هو سبب الموت الرئيسي، وفي الغالب السل المقاوم للأدوية المتعددة".

يظل السل بالنسبة للكثيرين مرض القرن الماضي، وتم التغلب والقضاء عليه. لكن الداء عاد مجددا، وأخطر من أي وقت مضى. عوامل مقاومة المرض المتعددة تصعّب من إمكانية علاجه. فمنذ سنوات أصبح السل مرضا يستطيع مقاومة المضادات الحيوية المعتادة للمرض، وكذلك كل الأدوية التقليدية الأخرى. وتقدر منظمة الصحة العالمية عدد مرضى السل المتعدد المقاومة بأكثر من 400 ألف مريض.

أوروبا منطقة مهددة

في أوروبا تعتبر المناطق التابعة للاتحاد السوفيتي السابق هي أكثر أماكن انتشار المرض. فبحسب منظمة الصحة العالمية يعيش في هذه المناطق حوالي 80 ألف مصاب بمرض السل المتعدد المقاومة، أي تقريبا خُمس الأشخاص المصابين بالداء في العالم.

Jasmin Begum, 28 Jahre, ist multiresistent an TBC erkrankt und wiegt nur noch 27 Kilogramm. Sie befindet sich auf der Quarantänestation des St. Thomas' Homes in Howrah. Mit viel Glück ist sie nach einer eineinhalb- bis dreijährigen Therapie wieder gesund. Das St. Thomas' Home ist eine Spezialklinik der Hilfsorganisation "Ärzte für die dritte Welt" und der nordindischen Kirche für tuberkulosekranke Frauen. Sie liegt in der Großstadt Howrah im Großraum Kalkutta. (Aufnahme vom August 2007). Foto: Denis Meyer +++(c) dpa - Report+++ Schlagworte Frau, Patientin, Tuberkulose, Tb, Tbc, krank, Atemmaske, sauerstoffmaske, Gesundheit, Gesellschaft, Krankenhäuser, Patienten, Krankheiten, Frauen, Medizin, Gesundheitswesen, Armut
إحدى المريضات بالسل في الهندصورة من: picture-alliance/dpa

في المجموع هناك 15 دولة تعتبر منطقة خطر بالنسبة لهذا الداء، من بينها روسيا وأوكرانيا، وروسيا البيضاء، وبلغاريا، ومولدوفا، ودول البلطيق. وينعكس وضع هذه الدول حتى على ألمانيا، كما تقول باربارا هاور، الخبيرة في الأمراض المعدية من معهد روبرت كوخ:" يجب أن ننتظر لنرى كيف يمكن أن تؤثر التطورات في هذه البلدان على المدى البعيد على ألمانيا". غير أن نسب الإصابة بالسل في ألمانيا تبقى منخفضة بالمقارنة مع الدول الأوروبية الأخرى.

التشخيص القاصر للمرض يساهم في انتشاره

يتلقى مرضى السل في العادة من أربعة إلى خمسة مضادات حيوية خلال نصف سنة. ويبدأ المرض في مقاومة المضادات الحيوية عندما لا يأخذ المريض الدواء باستمرار أو عندما يوقف العلاج. وعندما يتحول السل إلى مرض متعدد المقاومة، يصير من اللازم على المريض تناول 17 قرصا يوميا، مع إمكانية وجود آثار جانبية كالصمم، وفرص ضئيلة للعلاج، هذا بالإضافة إلى المصاريف المالية، التي قد تتضاعف مئات المرات من علاج داء السل العادي.

A doctor examines chest X-rays at a tuberculosis clinic in Gugulethu, Cape Town, South Africa, Friday, Nov. 9, 2007. South Africa reported 343,000 TB cases in 2006, of which an estimated 6,000 were multi-drug-resistant. The government says that there have been about 400 cases of XDR-TB (extremely-drug-resistant tuberculosis), but groups like Medecins Sans Frontieres say this is a big underestimate. (ddp images/AP Photo/Karin Schermbrucker)
ينبغي تطوير تنقنيات تشخيص الداءصورة من: AP

أما في حالة عدم علاج المرض، فإن المريض يصير مهددا بتكون مسببات لمقاومة السل أكثر شراسة. لذلك ينبغي أن تكون هناك حالة من التيقظ للمرض ، كما يقول أندريه دادو من المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، وذلك ينطبق سواء على المرضى المصابين أو المرضى الذين من المحتمل أن يصابوا بالداء. ويقول دادو:" عدد المصابين بمرض السل المتعدد المقاومة يظل في مستوى منخفض جدا، لكن عندما لا نكتشف المصابين نكون بذلك قد عرضنا أشخاصا آخرين للعدوى". ويتابع:" ينبغي علينا الاستثمار أكثر في تقنيات تشخيص المرض في الدول المهددة بالمرض".

انخراط ضعيف للمجتمع المدني في محاربة المرض

في الكثير من الأحيان تلعب عوامل اجتماعية دورا في عدم الاستعداد لتقبل هذا المرض. حيث يجد مرضى فقدان المناعة المكتسبة "الإيدز"، أو السجناء، أو مدمني المخدرات صعوبة في تقبل المجتمع لهم. "تقريبا كل من توفي بمرض السل كان إما مصابا بالإيدز أو مدمنا على المخدرات" كما تقول داريا أوشرت.

Petrischale mit einer abgetöteten Kultur mit Bakterienkolonien des Tuberkulose-Impfstammes BCG aus der Wanderausstellung "MenschMikrobe _ Das Erbe Robert Kochs und die moderne Infektionsforschung", die vom 30.Juli bis zum 10.September 2011 auf dem Campusgelände der Universität Jena zu sehen ist (Foto vom 29.07.2011). Die Ausstellung ist eine gemeinsame Präsentation der Deutschen Forschungsgemeinschaft (DFG) und dem Robert Koch-Institut (RKI) in Zusammenarbeit mit der Friedrich-Schiller-Universität (FSU) und dem Universitätsklinikum Jena. Foto: Jan-Peter Kasper/FSU
أسباب مجتمعية وراء تزايد الداءصورة من: picture-alliance/dpa

وهنا تظهر الأسباب بوضوح لعدم علاج هؤلاء المرضى: فالمخدرات غير قانونية، والمدمنون يشعرون بالخوف، من أن يسجنوا، وبالتالي يتحاشون أي اتصال بالأطباء. وحتى عندما يذهبون إلى المستشفى، سيعني ذلك العيش لمدة ستة أشهر بدون مخدرات. والنتيجة كما تقول داريا:" يهرب الكثير من هؤلاء أو يتم طردهم، فيلجأون إلى المخدرات".الحل في نظر داريا اورشرت هو المزاوجة بين علاج للسل وللإدمان معا.

غير أن مبادرة مشتركة للوقاية من المخدرات في دول كأوكرانيا وروسيا وروسيا البيضاء فشلت إلى حد الآن، بسبب الأنظمة الصحية المتبقية من الحقبة السوفيتية. كما تنتقد منظمة الصحة العالمية بعض الدول في آسيا الوسطى، التي تفتقد إلى الإرادة السياسية لمحاربة داء السل، كآذربيدجان وكزاخستان.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد