الروائي الجزائري عمارة لخوص وتجربة التنقل بين الثقافات – DW – 2010/9/20
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الروائي الجزائري عمارة لخوص وتجربة التنقل بين الثقافات

٢٠ سبتمبر ٢٠١٠

استضاف مهرجان الأدب العالمي في برلين الكاتب الجزائري عمارة لخوص الذي يقدم إحدى روايته التي تحمل عنوان "كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك". في حوار مع دويتشه فيله يتحدث لخوص عن أحداث وشخصيات الرواية وعن تجربته في المهجر.

https://p.dw.com/p/PHWE
الروائي الجزائري عمارة لخوص الذي يشارك في مهرجان الأدب العالمي في برلينصورة من: Hany Ghanem

يعد الكاتب الجزائري عمارة لخوص أحد نماذج كاتب بلدان المغرب العربي، الذين نهلوا من التنوع الثقافي الذي تتميز به هذه البلدان. ومثله مثل الكثير منهم عبر المتوسط للبحث عن رداء ثقافي جديد يرتديه ويبدأ حياة ثقافية جديدة، حتى استقر في ايطاليا. وعلى الرغم من أنه تمت دعوته بصفته إيطالي الجنسية ويكتب بالإيطالية ضمن الدورة العاشرة لمهرجان الأدب ببرلين الذي يستمر من 15 من سبتمبر وحتى 25 من نفس الشهر، إلا أنه تحدث إلى دويتشه فيله بكونه جزائري قادم من منطقة المغرب العربي. فعمارة من مواليد الجزائر العاصمة، تخرج من معهد الفلسفة بجامعة الجزائر عام 1994 ويقيم في العاصمة الإيطالية منذ عام 1995، نشر روايته الأولى "البق والقرصان" باللغتين العربية والإيطالية عام 1999.

الذئبة "روما"

Amara Lakhous bei 10. ilb
الروائي الجزائري عمارة لخوص قرأ بعض الصفحات من روايته "كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك" لجمهور مهرجان الأدب في برلينصورة من: Hany Ghanem

يقدم عمارة لخوص إطلالة على عالم المهاجرين في روما، وذلك ضمن أحداث روايته "كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك" التي قرأ منها بعض الصفحات لجمهور مهرجان الأدب في برلين. وكما صرح عمارة فإنه قد استخدم الاسم القديم الذي كان يطلق على إيطاليا القديمة وهو "الذئبة"، وأطلقه على"روما" الحديثة مسرح أحداث الرواية، حيث دهاء هذه المدينة ومكرها ومراوغتها في التعامل مع المهاجرين بها، وذلك على غرار قوانين ايطاليا القديمة التي كانت تحمل عنوان "بريتور المدينة وبريتور الأجانب"، أي قوانين مرنة للسكان الأصليين وقوانين مجحفة متسلطة على رقاب المهاجرين القادمين إليها.

وعن عالم الرواية يقول عمارة: "الرواية تدور أحداثها بحي فيكتوريا الشهير في روما، والذي يسكنه كثير من المهاجرين، حيث يتعرض سكان إحدى عمارات الحي إلى مشاكل في المصعد، ومع اختلاف اقتراحات السكان والجيران لحل المشكلة، تبرز تلك الاختلافات التي تشكل تنوعا ثقافيا"، إلا أن هذا التنوع والاختلاف الثقافي الذي تجسده له كل شخصية من شخصيات الرواية في نظر عمارة لخوص " بدلا من أن يكون عاملا للتواصل والتفاهم، يصبح مصدرا للصدام الذي يولد كوميديا سوداء".

وصدرت الرواية في الجزائر عام 2003، ثم أعاد لخوص كتابتها باللغة الإيطالية، وتم ترجمتها إلى عدة لغات أجنبية كالألمانية والإنجليزية والفرنسية والهولندية، وحصلت على جائزة المكتبيين الجزائريين عام 2008، كما تم تمثيلها في فيلم سينمائي من إخراج ايزوطا توزو، وقد حاز الفيلم على جائزة فلايانو الدولية للأدب عام 2006.

المهاجر بين توقيع شهادة وفاته وفرصة ميلاده من جديد


ويكمل عمارة لخوص حديثه لدويتشه فيله، وموضحا رؤيته الخاصة لحالة الإنسان المهاجر، وذلك عند لحظة اتخاذه قرار الهجرة فيقول: "عندما يقرر شخص ما الهجرة، فإنه بذلك يكون قد وقع شهادة وفاة ثقافته الأصلية، ليولد من جديد في ثقافة جديدة، وعليه أن يقتنص الفرصة، ويبدأ حياة جديدة، يعوض فيها ما فاته في حياته السابقة، بتعلم لغة جديدة ونمط حياة أخر غير الذي كان علية". ويضيف الكاتب الجزائري في نفس السياق قائلا: "إن حسابات الزمن لدى الإنسان في الحياة الجديدة تختلف عن سابقتها، حيث أنه يمكن للمهاجر فيها أن يتعلم في عام واحد بمعدل ما كان يحصل عليه في تعليمه خلال عشرة أعوام قبل الهجرة". ويكمل حديثة بأن الهوية الجديدة لا يمكن لها أن تكتمل إلا بالاعتماد على العلاقة مع الآخر، حيث يتحقق التواصل الذي يحدث عنه التوازن في العلاقات.

اللغة حصن يحمي صاحبها، كما أنها تكسر حاجز الخوف

عندما هاجر عمارة إلى ايطاليا كان لا يتحدث اللغة الإيطالية، إلا أنه من المبدأ الذي تحدث عنه، بأنه هاجر إلى ثقافة جديدة، فهذا يعني أنه في ميلاد جديد وقد كُتبت له حياة جديدة، وخاصة أنه خرج من وطنه الأصل الجزائر، وذلك حين كان يعيش هذا الوطن محنة التسعينات. فكانت العزيمة وكان الإصرار على بداية جديدة أحد دوافع تعلم اللغة التي اعتبرها الكاتب لخوص الحامي الأول والوحيد في بداية أيام هجرته. وعن ذلك يقول: "كنت أحمل وثيقة إقامة، ولم أكن قد حصلت على الجنسية، ولولا إجادتي اللغة في هذه البدايات، لكنت واجهت صعوبات كثيرة من التي يواجهها المهاجرون، وتقوقعت في حدود ضيقة وسجنت نفسيا، إلا أن اللغة كانت وسيلتي في التواصل، وقبل هذا وذاك كانت حصن يحميني، فكنت أطالب بحقوقي دون خوف أو تردد". كما أن اللغة تمثل لعمارة عنصرا مهما، حيث يقول عنها، أنه باللغة يمكن كسر حاجز الخوف، فالخوف لا يصنع إلا الخوف. وفي ختام حديثه ذكر مقولة فيكتور هوجو عن الخوف القائلة: "أنا لا أخاف إلا ممن يخافون".

Amara Lakhous bei 10. ilb
الرواية "كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك"... إطلالة على حياة المهاجرين في إيطالياصورة من: Hany Ghanem

هاني غانم

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد