الحرب على العراق: هل بدأ الصبر على بوش ورامسفيلد بالنفاذ؟ – DW – 2005/11/17
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الحرب على العراق: هل بدأ الصبر على بوش ورامسفيلد بالنفاذ؟

لماذا بدأنا هذه الحرب؟ هذا هو السؤال الذي بدأ يعلو في أوساط أمريكية رسمية وشعبية مختلفة. بعض أعضاء مجلس الشيوخ يريد معلومات موثقة عن الوضع في العراق. هذا التشكك قد يكون له تداعيات على الساحة السياسية الأمريكية.

https://p.dw.com/p/7RDw
صورة من: AP

تتعرض الإدارة الأمريكية هذه الأيام لضغوط شديدة ومن جهات متعددة، فالفضائح تتوالى من كل اتجاه، والحرب على العراق أدت إلى نتائج عكس ما كان مرجوا منها، بل أن عدد قتلى الجنود الأمريكيين في تصاعد مستمر، الأمر الذي يشكل كابوسا بالنسبة للإدارة الأمريكية. وهناك انتقادات أخرى تتعلق بانتهاك القوات الأمريكية لحقوق الإنسان. ومؤخرا طلب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ من البيت الأبيض تزويده بمعلومات دقيقة وموثقة عن تطورات الأوضاع في العراق. فهل يتعلق الأمر فعلا بصحوة ضمير أم انها مجرد حملة انتخابية سابقة لموعدها.

فضائح تلو الأخرى

Bush auf dem Amerika Gipfel in Mar del Plata, Argentinien mit seiner Idee eine Freihandeslzone Free Trade Area of the Americas zu schaffen, gescheitert
بوش أثناء قمة دول القارتين الامريكيتين في الارجنتين مؤخراصورة من: AP

لم يقابل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بمظاهرات واحتجاجات كما هو الحال بالنسبة لرئيس الولايات المتحدة الحالي، فأينما حل يجد المظاهرات والانتقادات أمامه. حرب العراق التي لا تلوح لها نهاية في الأفق، حرب بنيت على الأكاذيب وخداع الشعب الأمريكي بقصة أسلحة الدمار الشامل الذي يمتلكها صدام، الفضيحة التي سببتها القاضية ذات الخبرة الضعيفة وقضية المخبرة التي سرب اسمها للصحافة، فضائح تلاحق الرئيس وتفرض عليه إعادة النظر في عدد من القضايا، كل هذه الأمور تكشف النقاب عن أن الإدارة الأمريكية الحالية هي في وضع لا تسحد عليه. هذه الأوضاع دفعت السيناتور كارل لوفين للتصريح قائلا: " هذه ليست حالة منفردة أنه نموذج من الأخطاء والمعلومات المزيفة وتضخيم للأمور من قبل الحكومة الأمريكية."

أمريكا وحقوق الإنسان

Freiheitsstatue
تمثال الحرية في نيويوركصورة من: AP

يظهر أن أمريكا التي يعتلي سماءها تمثال الحرية أصبحت محط أنظار عدد من المراقبين والخبراء في مجال حقوق الإنسان، فكيف لبلد كان ملجأ لعدد من الذين ضاقت به الحريات في بلدانهم يتحول الى بلد يسمح باختراق حقوق الإنسان. فالصور الرهيبة لسجن أبو غريب هزت قناعات الكثيرين، وقبلها معتقل غوانتنامو الذي يقبع فيه معتقلون منذ سنوات بلا مرافعة أو تهمة رسمية، وقبل أسبوع تم تسريب تقرير عن المعتقلات السرية لوكالة الاستخبارات الفدرالية (سي أي أي) عن التعذيب في أوروبا الشرقية جعلت الرئيس الأمريكي الذي كان يزور باناما وقتها يصرح قائلا: "ان كل نشاطاتنا هي في إطار القانون، إننا لا نعذب أحدا". هذا التصريح دفع السيناتور لوفين بالرد قائلا: " هذا يكفي، اذا لم نحافظ على سمعتنا وأساليبنا المتبعة فانه لن يكون بمقدورنا ان نشرح للعالم لماذا الإرهاب هو اختيار خطأ. اننا بحاجة لحلفاء ضيعناهم بأحداث مثل أبوغريب وغوانتانامو". امام هذه الانتقادات الشديدة أصدر البنتاغون يوم 8 نوفمبر /تشرين الثاني 2005 قرارا يتضمن الخطوط العريضة لمنع التعذيب النفسي والجسدي اثناء التحقيق.

الديموقراطيون والبحث عن الحقيقة!

Ein Exorzist versucht, die Dämonen aus dem Kapitol zu vertreiben
مبنى الكونجرس الامريكيصورة من: AP

ان الجدل حول التعذيب ما هو الا نقطة في بحر يعكس الصورة الإجمالية لمخلفات وتداعيات الحرب على العراق، الامر الذي حدا بالديموقراطيين داخل الكونغرس إلى تكثيف حملتهم ضد الرئيس الأمريكي وادارته. فقد أقدم عدد من نواب المعارضة على توجيه رسالة الى الرئيس الأمريكي يطالبونه فيها بكشف حقيقة ما جرى في السابق. السيناتور ديك دوربين احد الموقعين على الرسالة قال: "ان هذه الرسالة هي خطوة إضافية من جانبنا لكشف الحقيقة لنا وللشعب الامريكي وخصوصا جنودنا الذي يقاتلون في العراق والذين هم في امس الحاجة لمعرفة الحقيقة". والسيناتور دوربين يعد واحد من الذين يطالبون بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول العراق، لجنة يكون لها الحق في استدعاء كل عضو من الحكومة اذا ما لزم الأمر لذلك، على اعتبار أن قصة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وعلاقة صدام بالقاعدة ما هي الا أكاذيب روجت لها حكومة بوش لتبرير الحرب على العراق.

هل يدخل الجدل السياسي التي تشهده الساحة السياسية الأمريكية فعلا في إطار البحث عن الحقيقة، ام أن الأمر لا يعدو سوى حملة لوجيستية استعدادا للانتخابات البرلمانية التي ستجري في البلاد بعد سنة من الآن.

تعليق: جيورج شفارته/ واشنطن

اعداد: محمد مسعاد/ دويتشه فيله