الإنفتاح على العالم العربي من خلال التبادل الأكاديمي – DW – 2012/1/17
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الإنفتاح على العالم العربي من خلال التبادل الأكاديمي

١٧ يناير ٢٠١٢

في خضم الربيع العربي تهتم ألمانيا بتعزيز التعاون الثقافي و السياسي مع الدول العربية. في هذا الإطار انطلق برنامج تبادل الخبرات في الحقل التعليمي بين جامعتي حلوان المصرية وجامعة لودفيغسبورغ الألمانية

https://p.dw.com/p/13gyf
صورة من: Universität Ludwigsburg

شعبة إدارة التعليم الدولية أو“International Education Management“ تأتي في إطار تعزيز التعاون الألماني العربي في المجال الأكاديمي والبحت العلمي. وتعطي هذه الشعبة الفرصة ل20 طالبا من ألمانيا و دول عربية مختلفة من أجل الحصول على شهادة ماجستير مزدوجة في شؤون تدبير قضايا التعليم والتدريب البيداغوجي. من خلال البرنامج يحصل الطلبة على منح تتراوح مبالغها بين 700 و800 يورو من مؤسسة تشجيع التبادل الأكاديمي الألمانية DAAD)). وقد أكدت وزارة التنمية والتعاون الاقتصادي الألمانية أيضا دعمها لهذا البرنامج الأكاديمي وضمان استفادة ثلاث دفعات منه على الأقل. يتميز هذا المشروع المشترك بتوظيف تقنيات تعليم معاصرة، كما يشرف عليه فريق من الخبراء والأساتذة في الميدان التعليمي والتربوي، من بينهم الدكتور حسام الرفاعي من جامعة حلوان في القاهرة والذي يشيد بالدور الهام لمثل هذا النوع من الشراكات، حيث إن "البرنامج يهدف إلى تطوير العملية التعليمية في الدول العربية، وطبعا هو عبارة أيضا عن تبادل وتفاعل ثقافي بين الدول العربية وألمانيا"

ممارسة التبادل الأكاديمي على أرض الواقع

Prof. Dr. Hosam Refai
الدكتور حسام الرفاعي نائب عميدكلية التعليم وشؤون الطلبة في جامعة حلوان بالقاهرة: التبادل الأكادميي فرصة للعرب والألمانصورة من: privat

قبل الوصول إلى مرحلة التطبيق يتم أولا انتقاء الطلبة الأكفاء من طرف لجنة تتكون من أساتذة وممثلين عن المؤسسات الداعمة للبرنامج، حيث يجب على الطلبة المرشحين التوفر على تجربة في الحقل التعليمي لا تقل عن سنتين وأن يكون لديهم حس ثقافي واجتماعي منفتح على الثقافات الأخرى، حيث سيعملون مستقبلا في مناخ شراكة متعدد الثقافات، كما سيسهر فريق منهم على المحاضرات والبرنامج. وقد تم اختيار أفراد الدفعة الأولى والتي تشمل 10 طلاب من ألمانيا بالإضافة إلى 10 آخرين عرب من مصر وسوريا ولبنان والأردن. وينفرد هذا البرنامج بطريقة دراسية متميزة في مجال التعليم العالي كما يؤكد الدكتور حسام الرفاعي:" فلسفة البرنامج هو أنه برنامج موازي للعمل، بمعنى أن الدارس يستمر في القيام بعمله ويحضر مرتين كلا الدورتين الدراسيتين بمجموع عشرة أيام، أما المتابعة في الفترة المتبقية فتتم من خلال ما يسمى„E-Learning“ أو التعليم الإلكتروني عبر الموقع الخاص للبرنامج."

"طلبة اليوم هم شركاء الغد"

Robert Schrembs Universität Ludwigsburg
روبرت شريمس أستاد في جامعة لودفيغسبورغ، يشرف على شعبة إدارة التعليمصورة من: Robert Schrembs

وسينطلق برنامج التبادل الأكاديمي ابتداء من شهر آذار/ مارس لهذه السنة، لكن التواصل بين الأطر وكذا الطلبة يتم بشكل مستمر. ويؤكد ذلك أستاذ إدارة التعليم وأحد المشرفين على البرنامج روبرت شريمس من جامعة لودفيغسبورغ الألمانية، وهو جد متفائل بنجاح هذا المشروع الذي يعتبره " فرصة يتعرف فيها شركاء المستقبل والفاعلون في المجال التعليمي على بعضهم البعض من خلال هذه المرحلة الدراسية. كما يتم التعرف بشكل أكبر على ثقافة الغير، مما يهيئ لبناء شراكات ناجحة في المستقبل". ويعتبر شريمس أن جدول الأعمال الذي تم الاتفاق عليه من طرف الجامعتين المصرية والألمانية يجمع بين النظري والتطبيقي، حيث يمكن للطلبة الرجوع مباشرة إلى وظائفهم بعد فترة المحاضرات وتطبيق ما تعلموا من معارف. إضافة إلى ذلك يستفيد الطلبة من الرعاية المزدوجة التي تسهر عليها أطر عربية وألمانية. ويرى روبرت شريمس أيضا أن هذا البرنامج يقيم شبكة تواصل بين العرب والألمان، وأيضا بين المرشحين القادمين من دول عربية مختلفة.

علاوة على ذلك فإن هذه المرحلة تخول للطلبة إمكانية تبادل الأفكار والتجارب اليومية في الحقل التعليمي مما قد يؤهلهم إلى الرفع من مستوى القطاع التعليمي لبلدانهم في المستقبل.

الحقل التعليمي أحد الأمثلة على التعاون مع العالم العربي

وخلافا لمشاريع التعاون قصيرة المدى، تسعى الجامعتان وكذا وزارة التنمية والتعاون الاقتصادي الألمانية إلى تطوير هذا البرنامج وتشجيعه وضمان استمراريته. و في هذا الإطار عمد الدكتور محمود الطيب عميد كلية حلوان إلى إنشاء مركز تعليمي خاص بهذا البرنامج.

Studenten Universität Ludwigsburg
خلق شبكات للتواصل بين الطلبة الألمان والعرب على المدى البعيد من أهم أهداف مشاريع الشراكة العربية الألمانيةـصورة من: Universität Ludwigsburg

وإلى جانب هذا المشروع الذي يلقى تشجيع الدولة الألمانية، هناك العديد من المشاريع التي تتبناهاا وزارة التنمية والتعاون الاقتصادي، مثل مشروع الشراكة بين جامعة كولونيا وجامعة الأردن في مجال الثروات المائية، واتفاقية الشراكة بين جامعة ماربورغ وجامعة دمشق في مجال الطاقات المتجددة بالإضافة إلى غيرها من المشاريع.

و تأتي هذه الخطوة في فترة مهمة يعيش فيها العالم العربي تحركا كبيرا في ميادين مختلفة بما في ذلك الحقل التعليمي بهدف النهوض به. وهو ما يدفع بالعديد من الدول الأوروبية ومن بينها ألمانيا إلى تعزيز التعاون مع البلدان العربية. ويصف الدكتور حسام الرفاعي هذا التوجه "بالقيمة المضافة„ خاصة وأن لهذه الدول خبرة كبيرة في هذا المجال يمكن للعالم العربي الاستفادة منها". ولهذا فإن الاستثمار في تأهيل الطاقات الشابة هو أمر مهم للغاية. فهؤلاء الشباب هم بمثابة زهرة المستقبل، ويمكنهم المساهمة في النهوض بقطاعات عديدة في بلدانهم.

أمين بنضريف

مراجعة: عبدالحي العلمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد